شبكة ذي قار
عـاجـل










الافتتاحية

تأميم نفط العراق نفذ استراتيجية بعثية

 

يعتبر قرار تأميم النفط العراقي الصادر في الأول من حزيران عام ١٩٧٢ من بين أهم وأخطر قرارات قيادة ثورة ١٧-٣٠ تموز ١٩٦٨ المجيدة. الأهم لأنه تحدى المصالح الامبريالية الجشعة المجرمة بعد الاتكال على الله وبالارتكاز على إرادة وطنية وقومية مؤمنة بالقرار ومستعدة لتقديم كل التضحيات لإنجاحه، والأخطر لأنه رسم بوصلة الصراع بين ثورة البعث الوطنية القومية في العراق ومشروعها الوحدوي التحرري الاشتراكي الذي يستلزم صناعة الاقتدار العراقي العربي اللازم لتحقيق النهضة القومية الشاملة.

  

القرار ليس بدعة ولا وليد لحظة تفكير بل هو تنفيذ لاستراتيجية البعث التي تقضي بتحرير ثروات العرب من الاحتكار الامبريالي، وتوظيفها في مشروع التنمية القومية الشاملة، كما أن القرار لم يكن لتوفير سيولة نقدية للعراق بالمعنى المادي بدون اقتران توفير هكذا اقتدار بثوابت قيمية بعثية وطنية وقومية منها:

أولاً: تأكيد الهوية الثورية للبعث.

ثانياً: بيان وتوضيح جدية ثورة تموز في تطبيق الاشتراكية بمضامينها العربية النابعة من حاجات الأمة وليس تقليداً لأحد.

ثالثاً: الإعلان عن العلاقة الصميمية المصيرية بين البعث وثورته وقيادته وبين شعب العراق التي لم تسبقها هكذا ظاهرة التحام في كل تاريخ العراق.

رابعاً: لم تكن غاية القرار الأولى زيادة ثروة العراق فحسب بل لإثبات جدية ثورة البعث في العراق في تطبيق منهج البعث الاشتراكي.

نجح القرار وسقطت كل رهانات اسقاطه، أو اسقاط ثورة تموز وقيادتها البعثية الباسلة بسببه.

نجح الرفيق الأب القائد أحمد حسن البكر والشهيد صدام حسين والرفيق المناضل عزة إبراهيم ورفاقهم في القيادة وكادر الحزب ونجحوا بشجاعتهم وإيمانهم وثقتهم بشعبهم فكان القرار ومجريات تطبيقه هي أعظم ثورة عرفها تاريخ العراق.

نجح التأميم كمنجز تاريخي يسجل لصالح البعث ولصالح حب البعث للوطن وللشعب. وتوفرت بفضل نجاح التأميم ركائز ثورة التنمية التي فجرتها ثورة تموز البعثية فبدأت ثورة بناء الإنسان من خلال تثوير التعليم والصحة والخدمات والزراعة والصناعة. وبعد التأميم بدأ العراق ينفذ برنامج عملقة وتعظيم قدرات القوات المسلحة ونجح فيها نجاحاً باهراً.

نحن على يقين بأن غزو العراق سنة ٢٠٠٣ م كان في أحد أسبابه هو إلغاء التأميم ومخرجاته العظيمة. ونحن على يقين أيضاً أن قرار التأميم قد صنع للعراق إرثاً ثورياً تنموياً اشتراكياً لا يموت قط، واليقين أن ذكرى التأميم تجعل كل عراقي شريف يقف بإجلال للقيادة الشجاعة الباسلة المقدامة التي أصدرت قرار التأميم وقادته إلى النجاح الذي نقش على وجه العراق إلى الأبد.






الاربعاء ٨ ذو القعــدة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / حـزيران / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الافتتاحية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة