شبكة ذي قار
عـاجـل










 عدم الالتزام بالشرعية وفقدان التوازن والانهزامية ليست من صفات البعثي الحقيقي

 

قال الله تعالى في كتابه العزيز ...

(أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ)

 

((يخبرنا الله تعالى عن "تمام" حكمته وأن حكمته لا تقتضي من قال أنهُ مؤمن وادعى لنفسه الإيمان أن يبقوا في حالة يسلمون فيها من الفتن والمحن ولا يعرض لهم ما يشوش عليهم إيمانهم وفروعه فإنه لو كان الأمر كذلك لما تميز الصادق من الكاذب..))

من قوله تعالى وما فسره ذوو الشأن أردت أن يكون مقدمة لما أود أن أكتب عنهُ، وهو ما يتعلق بخصوص تسلسل المؤامرات التي يتعرض لها حزبنا المجاهد العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق خاصة وفي الأمة العربية عامة وفي الأخص ما بعد ٢٠٠٣ أي بعد الاحتلال الأمريكي الصهيوفارسي البغيض وهذا لا ينفي أنه ومنذ تأسيس حزبنا المجاهد في عام ١٩٤٧ كان عرضة لمثل هذا التآمر ولكن ما بعد ٢٠٠٣ وما حصل بعد الاحتلال كان هو الأشد قسوة وبطشاً وحقداً لم يشهد له التاريخ مثيل. 

أعود إلى الغاية من كتابة هذا المقال الذي أخاطب به البعض القليل من المنتمين لحزبنا العظيم والذين اصابهم الارتباك وكذلك الغشاوة في تقييمهم لما يتعرض له الحزب حالياً من تكتل لنفر قليل وانقلابهم على قرارات القيادة القومية والتجاوز على النظام الداخلي للحزب وخاصة بعد سنة 2003 حيث حصل ذلك أكثر من مرة ومن دون ذكر الأسماء فهذا ليس مهماً لنا، بقدر ما يهمنا أن نقول لهؤلاء الذين أصابتهُم الغشاوة وتراود إلى فكرهم المضطرب في أن ما يحصل من تآمر وتكتل بأنه قد (يُصيب) حزبنا المجاهد (بالضعف) أو يراه البعض هو بداية (تفكك) أو نهاية حزبنا العظيم (لا سامح الله)  ..

أقول أولاً، لهذا البعض الذي  اعتبر  ما يحصل من تآمر وخيانة سبباً يطرحهُ كتبرير لترك موقعهِ بالحزب .!! أقول وبصراحة قد لا تعجب هذا البعض إن كل من  فكر في ذلك أو اتخذ قرارهُ مبرراً ذلك بما يحصل الآن هو ليس أقل ممن تآمر وتكتل ضد الحزب والقيادة القومية والقطرية الشرعية المتمثلة بالرفيقين الأمين العام المساعد علي الريح السنهوري وأبو جعفر (حفظهما الله) .

لأن البعثي الحقيقي هو من يؤمن بالبعث فكراً وعقيدةً والتزاماً بدستور الحزب ونظامهُ الداخلي،  ومن أخل بأي واحدة منها خرج من صفوف المجاهدين البعثيين، لذلك من تكتل وتآمر هو خالف النظام الداخلي، ومن اتخذ من خيانة وتكتل هؤلاء عُذراً لترك الحزب أو كان سبباً في اهتزاز معنوياته وثقته بقوة الحزب وتماسكهُ فهو بالتأكيد لديه خلل في بناء فكِره وعقيدتِه البعثية التي من المفترض أن يعي أن أولى أبجدياتها هو أن من يؤمن ويجاهد بهكذا مبادئ وسائر في طريقها قلما يكون بعيد عن التآمر والخيانة لا بل يفترض به أن يكون مستعداً لها وواضعاً نصُب أعينهُ مثل ذلك، لأن هذا الحزب وبهذه المبادئ التي يسير عليها فعلاً وليس شعارات وأقوال لن يكون بمنأى عن الخيانة والمؤامرات التي تحُاك ضدهُ لا بل يجب أن يضع في حساباتهُ أن مثل هذا التآمر والخيانة هي الدليل على أنهُ سائر في الطريق الصحيح ونستدل بذلك من قول شهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين رحمه الله عندما قال لو أننا في يوم من الأيام لم نشهد من يتآمر علينا وعلى حزبنا لقلنا إذاً نحن سائرون في الطريق الخطأ...

وهنا السؤال هل غزو العراق واحتلاله واسقاط نظامهُ الوطني و تدمير العراق واغتيال قائد الحزب ورفاقه و أكثر من 160 ألف شهيد من رفاق العقيدة والنضال وما تبعه من قرارات منها ما يسمى قانون بريمر (اجتثاث البعث) سيء الصيت وغيرها هو أقل تآمراً وثقلاً على حزبنا المجاهد أم تكتل حفنة هنا وحفنة هناك من المتاجرين بدماء وجهاد حزبنا العظيم الذين حسبوا على الحزب في غفلة من الزمن؟!!

وحقيقة نقول أن هؤلاء كالدرن والورم الخبيث وضرورة قلعهم سوف تعطي بالتأكيد زخماً وقوة لمجاهدي حزبنا العظيم  .

وأقول ثانياً، موجهاً كلامي للبعض ممن كتبوا بعض المقالات التي تخاطب الشرعية ومن تآمر عليها على حد سواء .! وتضع الخائن بمقام واحد مع القيادة الشرعية القومية والقطرية ..!!

نقول لهؤلاء كان واجب عليكم أمراً وفرضاً أن تتعاملوا بمبدأ لكل مقام مقال، وأن توجهوا لومكم وتأنيبكم على ما يجري و بسهام جارحة لمن تآمر على القيادتان القومية والقطرية الشرعيتين.

وأن يتذكر كل من يجعل من نفسه منصفاً بحق الحزب وقيادته الشرعية عندما حذر وتوعد الشهيد القائد صدام حسين عدد من الحزبيين المنتمين لحزبنا المجاهد والذين رفضوا التطوع في قادسية صدام المجيدة قائلاً لهم (الذي أسمعه يتكلم همساً مع أي عراقي أو بعثي إلا أطروا أربع وصل بيدي)، نعم هكذا هي القيادة المجاهدة التي تربينا عليها في التعامل ومخاطبة الخونة والمرتدين والمهزومين والخائنين والمرجفين لا أن يأتي من يأتي ويتكلم بأسلوب يشُعرك بأن من يكتب هو (أعلى مقاماً وسلطان) من القيادة الشرعية للحزب ويتكلم بصيغة التأنيب وكأنهُ هو الواعظ والمعلم الذي يخاطب طلبتهُ وفي النهاية يطلب (بوس عمك وبوس خالك) !!

إن البعثي الحقيقي والذي يهمهُ أمر الحزب وقوتهُ وصلابتهُ ووحدتهُ يجب أن يكون رافضاً لكل ما يسيء للقيادة الشرعية ويعتبر قراراتها سيفاً قاطعاً وأمراً نافذاً أولاً ويقر بذلك ويُؤنب من عاقبتهُ القيادة الشرعية ويوجه خطابهُ لمن تآمر وخان ويطلب منهم أن يتقوا الله في حزبنا المجاهد وأن يتركوا الحزب إن شعروا بضعفهم وهوانهم وعدم قدرتهم على الاستمرار بطريق النضال والجهاد وأن ينزلوا من قطار مسيرة الحزب المجاهد من دون أن يتخذوا  طريق التآمر غطاءً لتخاذلهم وجبنهم ويقدموا اعترافاً بأنهم ليس لديهم القدرة على أن يستمروا بهذا الطريق.، لا أن يجعلوا من خيار التكتل والتآمر غطاءً لهم ويصبغوه باطلاً بصفة (النضال والجهاد) .

إن كل كاتب مقال يخاطب القيادة الشرعية بمقامها النضالي كما هي في أعين كل البعثيين على حد سواء مع من خانوا وتآمروا وتكتلوا محاولاً عن قصد أو عن غير قصد أن يعُطي شرعية كاذبة لهؤلاء الخونة، إن حال هؤلاء الذين جعلوا من أنفسهم (الناصحين الواعظين) حالهم كحال من يقول إن دخول الكويت والحرب العراقية الإيرانية وسياسة النظام الوطني الشرعي هي السبب في ما جرى للعراق من غزو بربري أمريكي، أي أنه خاطب العراق ونظامهُ الوطني الحاكم الشرعي والمحتل الأمريكي الغادر بنفس الخطاب ووضع الجاني والمجني عليه في مقام واحد .!! وأوجد مبرراً للمعتدي الجاني في جريمته ضد العراق ونظامه وشعبه، وهو بهذا لم ينطق سوى قول زور وبهتان يتحمل وزره ووزر من يتحدث به، فبئس (الناصح الواعظ) ..

يقول شهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين رحمه الله (الخيانة ليست درجات بل درجة واحدة) ومخاطبة الخونة بكل أشكالهم يجب أن تكون بنفس القوة والشدة والعقاب والسيف الصارم والضرب بيد من حديد .. شاء من شاء وأبى من أبى .

رفعت الأقلام وجفت الصحف.

الرفيق

الثابت على المبادئ






الاحد ٢٨ شــوال ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / أيــار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الثابت على المبادئ نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة