شبكة ذي قار
عـاجـل










السفير الإيراني الجديد

والتملق المبتذل للأفندية والمعممين وأصحاب العكل (العقال) المزيفة

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس/ أكاديمي عربي من العراق

 

لا أعلم ما تقوم به حكومة طهران من مراسيم استقبال عندما يصلها سفير جديد من حكومة المنطقة الخضراء غير إني أعلم يقيناً مثل غيري من خلق الله في كل بلاد العالم:

أن السفراء الجدد يتم استقبالهم من الملوك أو الرؤساء لتقديم أوراق اعتمادهم في مراسيم معلنة وبعدها قد تقوم خارجية الدولة المضيفة بإجراءات استقبال في مطعم أو بيت عادة ما تكون بعيدة عن أجهزة الإعلام وكاميرات الصحفيين.

وأعلم أيضاً أن سفير طهران المعين جديداً في العراق يجري له ما لا يجري لأي سفير في العالم، الأمر الذي يثير الاستغراب والدهشة والعجب العجاب والسخرية والتهكم، رغم إننا نعرف الأسباب الكامنة وراء مراسيم استقبال السفير الإيراني من (شيوخ عشائر صدرت بطاقات مشيختهم بتوقيع بول بريمر) ومن شخصيات وقوى وأحزاب وبرلمان وحكومة احتلال لا ترى في السفير الإيراني سفيراً كما هو معلن (نفاقاً وتزويراً وتضليلاً) بل هو الحاكم الفعلي للاحتلال الإيراني للعراق. وما يقام له من حفلات استقبال هي أحد أدلة خنوع سلطة الخضراء رسمياً لسلطة طهران وارتهانها بيد سلطتها.

ونحن نعرف أيضاً في تاريخ عراقنا الحديث أن هناك شيوخ عشائر استقبلوا المندوب السامي البريطاني وجنرالات الجيش البريطاني الذي احتل العراق، وكان سواهم من شيوخ عشائرنا العربية الأصلاء يقودون مقاومة العراق للاحتلال البريطاني ويوقعون بهم وبدولة الاحتلال البريطاني خسائر فادحة. وثمة شيوخ وأمراء قبائل استقبلوا بول بريمر وجنرالات ولجان وزعماء أحزاب وميليشيات بعد غزو العراق سنة ٢٠٠٣م في الوقت الذي كان سواهم من وجهاء وأعيان ومشايخ ورجال دين قاتلوا الاحتلال الأمريكي وجيوش الغزو مع فصائل شعبنا الباسلة الشجاعة.

العراق ليس استثناءً ففي جميع دول العالم هناك الخائن لوطنه وهناك الأصيل الشريف المدافع حد الاستشهاد. لكن فضح الخونة المرتزقة الرعاع وكشف عوراتهم يبقى مهمة من مهام الوطنيين لأن رفض الخنوع وإلقاء الضوء على ممارسة الخسة والرذيلة والمذلة إنما هو جزء من روح الثورة وعوامل تأجيج المقاومة ثأراً لكرامة العراق وكرامة شعبه التي يهدرها هؤلاء على موائد الانبطاح.

تنتهي عناصر غرابتنا واستغرابنا من مظاهر الاحتفاء بالاستقبال القبلي والعشائري والحزبي والرسمي المبالغ به حد النفاق والرياء والمذلة والخنوع للسفير الإيراني عندما نعترف أن فينا عراقيين ومستعرقين خانعين انتهازيين رخيصين خونة جبناء، باعوا الضمير والشرف والإيمان والدين من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية والعائلية والحزبية على حساب شعب العراق، وعلى حساب وطننا العراق الأبي العزيز لصالح إيران.

إيران التي نتحدث عنها ليست الشعب الجار الذي لا مناص من جيرته ولا مناص من عوامل التداخل المختلفة معه، بل إيران المشروع الطائفي الاحتلالي المتربص بأمتنا غدراً وغيلة وأطماعاً توسعية للأرض والثروات ولطمس حضارتنا العربية وتاريخنا المشرق برسالات السماء وبأسماء الأنبياء والرسل والآل والخلفاء والصالحين.

ما علاقة شيوخ القبائل والعشائر باستقبال سفير غير الإعلان عن ولاء هؤلاء الرعاع الأوباش للاحتلال وللمشروع الطائفي الصفوي الامبراطوري الفارسي على حساب عرضنا وأرضنا وتاريخنا وحاضرنا وغدنا؟ 

بل ما علاقة رؤساء أحزاب وميليشيات بإقامة مهرجانات الترحيب وولائم (دهن الزردوم) لسفير دولة لو كان سفيراً كغيره من السفراء ودبلوماسياً يمثل دولة عند دولة أخرى مستقلة؟

إن حفلات استقبال السفير الفارسي في بغداد المحتلة إن هي إلا وصمة عار في جبين القائمين عليها ومن يحضرها، واليقين أنها من تدبير هادي العامري ونوري المالكي وبحضور كل من يريد أن يمد بوزه في الوعاء النجس لسلطة الاحتلال في المنطقة الخضراء، وهو يسجل على هؤلاء سابقة تثير قرف العالم الحر، وتثبت استمرار نهج الطائفية المدمر وثوابت فيلق بدر وحزب الدعوة وميليشيات الحشد غير الشعبي في إبقاء العراق تحت هيمنة الولي الفقيه وسلطته التي تقتل شعب إيران وتبث الخراب والإرهاب في الخليج العربي والجزيرة العربية ومشرق الأمة كله.

إن ثورة تشرين الباسلة قد ألقت الأضواء الكاشفة على الذيول والولائيين خونة الوطن، وعرت كل عوراتهم وسوآتهم، وشعت دماء شهداء العراق الأبرار أنوار تتألق في طريق التحرير والاستقلال والسيادة.






الثلاثاء ٢٣ شــوال ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أيــار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة