شبكة ذي قار
عـاجـل










ولاتقفُ ماليس لك به علم يا شرف الدين

 

الرفيق الاستاذ الدكتور سلمان حمادي الجبوري

 

 في البدء لابد من التذكير ببعض المسلمات التنظيمية في حزب البعث العربي الاشتراكي وهي:

1. ان البعث لم يكن يوم ولادته ولابعد ذلك قطريا بل كان قوميا فكرا وشعارا ومبادئ ، وبعد ان انتشر الى باقي الاقطار العربية تأسست له فروع تدير شؤنه سميت بالقيادات القطرية  وبهذا فأن الحزب في تكوينه كان ولايزال قومي التنطيم والسلطة العليا فيه للقيادة القومية التي توجه وتراقب سير عمل الحزب في الاقطار التي يتأسس فيها التنطيم وعليه فأن بناء الهيكلية التنطيمية للحزب هو بناء هرمي السلطة فيه للرأس اي القيادة القومية مع مراعات خصوصية كل قطر يتواجد فيه تنظيم للحزب على ان تكون تلك الخصوصية منسجمة مع ما توجه به القيادة القومية.  

2. للبعث نظام داخلي يرسم الحياة الداخلية للحزب ويحدد ضوابط العمل التي يشدد على الالتزام بها والعمل بموجبها.

3. للبعث مبادئ يجب على العضو الالتزام بها تتيح له ممارسة حريته داخل التنظيم وفي حالة الخروج عن تلك المبادئ يعرض نفسه للمسائلة والى عقوبات انضباطية.

4. الالتزام الحزبي شديد الاهمية في العمل الحزبي بكل ما يشمله من اطاعة الاوامر واحترام القرارات واحترام التسلسل الحزبي والحفاض على الاسرار والانصهار الجمعي لتحقيق الوحدة التنظيمية المتماسكة.

وغير ذلك الكثير مما لا يتيح المجال الى سردها هنا جميعا. وفي النظر في مرأة تلك الثوابت نستطيع القول ان الحياة الحزبية تختلف تماما عما هو دارج او متبع في الاعراف الاجتماعية وممارسات القبيلة او العشيرة او ما هو متعارف عليه في الدين الاسلامي بقدر تعلق الامر بالالتزام بما جاء به القرأن او السنة . فما هو غير ضار او ممكن تدارك ضرره عن طريق التراضي والصلح فيما يتفق عليه بين العشائر او في حالة قدرة الله على معالجة الخطأ الذي يرتكبه العبد الا انه يترك له فرصة للاستغفار والعدول عن الذنب رأفة به رغم ان الله ليس بحاجة الى استغفار العبد ففي كلتا الحاتين هناك مجال لقبول العدول عن الخطأ والمسامحة. الا ان الامر في حالة الحزب مختلف تماما اذ ان ارتكاب العضو خطأ متعمد يخرق فيه الضوابط الحزبية ستكون نتائجه كارثية على التنظيم وعلى المسيرة وعلى جماهير الحزب.

ان ما اعُد له في مطبخ البعض من اعضاء الحزب قبل مدة ليس بالقصيرة وما تبعه من محاولة شق صف الحزب انما هو مؤامرة ابرمت خيوطها وحيك نسيجها بليل بدفع من جهات خارجية بدءا بخلق تكتل داخل القيادة لتعطيل عملها ثم الخروج عليها وشق عصا الطاعة لها بموجب ظوابط العمل المتعارف عليها تنظيميا وتشكيل قيادة لقطر العراق بديلة للقيادة الشرعية وعدم الانصياع الى اوامر القيادة القومية كقيادة عليا للحزب والانسحاب منها في خطوة تحتمل امرين اما لمجافاة كل ماهو قومي والتقوقع تحت القطرية او محاولة شق الحزب عموديا لتأسيس قيادة قومية موازية في سعي خبيث للانتقال بالانشقاق الى اقطار عربية اخرى. رغم قناعتنا بثبات الكثير الكثير من رفاق المسيرة على المبادئ التي تربوا عليها وان المنشقين لايعدون سوى  زبد كزبد السيل وانهم سينكفؤن وسيخيب مسعاهم كما وصفهم الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم ( أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌۢ بِقَدَرِهَا فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِى ٱلنَّارِ ٱبْتِغَآءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَٰعٍۢ زَبَدٌ مِّثْلُهُۥ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ وَٱلْبَٰطِلَ ۚ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى ٱلْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْأَمْثَالَ) صدق الله العطيم. ( سورة الرعد : الاية  17) فأنهم لزائلون مهما مارسوا الكذب وثقفوا على ادعائاتهم الكاذبة ضنا منهم انها ستنطلي على اعضاء الحزب الاصلاء وقد ورد وصفهم في حديث الرسول العظيم نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ( إنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ وإنَّ الفُجُورَ يهْدِي إِلَى النارِ، وَإِنَّ الرجلَ ليكذبَ حَتى يُكْتبَ عنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا)

بعد كل هذا الجرم الذي ارتكبه هؤلاء يخرج علينا اشخاص كالسيد شرف الدين ليفتي لنا بالتسامح ويدعو من ارتكبوا جرم الخروج على نظام الحزب وانشقوا على قيادتيه القومية والقطرية للاعتذار وطلب العودة الى صفوف الحزب ويقترح ويسند اقتراحاته بأيات من القرأن الكريم لنقبل اعتذارهم وان نصفح عنهم ونتصالح معهم وكأن لم يفعلوا شيئا. وهنا اود ان اسأل السيد شرف الدين هل المنشقون جنود فروا من وحدتهم العسكرية وعادوا نادمين ؟ ام هل نحن في مجلس صلح عشائري يفض فيه النزاع بتبويس اللحى ويعفى عن مرتكب الجرم؟ لاياسيدي نحن في حزب عقائدي يحكمه نظام عمل صارم وفيه مبادئ بتطبيقها يستقيم امر العضو فيه وأن افشاء اسرار الحزب جريمة لاتغتفرلكننا امام عمل اجرامي قام به شلة ممن استوطن مرض التأمر قلوبهم فجنحوا الى تدمير الحزب من الداخل استجابة لاوامر من افتى بأجتثاث البعث من محتلين وعملاء وطائفيين.

ياسيد شرف الدين ان كنت افتيت بنية حسنة ومن تلقاء نفسك فأعذرني ان اقول لك انك تدس السم بالعسل عمدا او من غير عمد وان كنت كلفت بهذا الدور من قبل الخائبين الذين ضاقت بهم الارض رغم رحبها ولاصطدامهم بجدار المناضلين الاصلاء رفاق احمد ميشيل عفلق وصدام حسين ممن صدقوا ماعاهدوا الله وقيادتم عليه فمابدلوا تبديلا فأنني اقول لك انك اخطأت الباب الذي قرعته فعد الى مضجعك بعدما تتوضأ وتستغفر الله لما اقترفته من ذنب في توسطك عن خونة اقل ما يستحقونه هو حز الرقاب وانني لاراهم كما قال الحجاج بن يوسف الثقفي ارى رؤسا اينعت فحان وقت قطافها ليذهبوا الى مزابل التأريخ. 

    

 

 

﴿ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ﴾
[
 سورة التوبة: 14]





الاربعاء ١٧ شــوال ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / أيــار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور سلمان حمادي الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة