شبكة ذي قار
عـاجـل










موالاة الأجنبي سقوط الأخلاقي وقيمي – الحلقة الثانية

زامل عبد


لجر الوطن إلى المرحلة الثالثة وهي مرحلة الأزمة التي تنتج عنها فوضى سياسية وانفلات أمني ودخول الوطن لنفق مظلم أو حرب أهلية  ،  وهذا الذي تحقق من خلال جملة الأفعال والانتهاكات التي تعرض لها العراق الجريح وشعبه  بموجات تنظيم القاعدة والخوارج الجدد الدواعش والفصائل المليشياوية الولائية وما نتج من تشريد لأبناء مناطق بعينها ليتحولوا الى نازحين ولاجئين  في الوطن وخارجه  يرافق ذلك تدمير كامل للبنى التحتية والمعالم الحضرية والممتلكات العامة والخاصة وهناك شواهد عدة كالحرائق للمحاصيل الزراعية وابادة الثروة السمكية  وتدمير الأبراج الكهربائية .... الخ ، لتؤدي للمرحلة الرابعة بتقديم شخصيات ملمعة تتصدر المشهد السياسي وهم لا يفقهون من علم السياسة سوى التضليل والخداع والفساد والافساد وهؤلاء يدينون بالولاء للعدو الحقود الفرس الصفيون الجدد واستذكر أيضا قول المنشق  يوري بيزمينوف حيث يقول  {{ إن أقوى علاج لهذا السيناريو ، يبدأ بإيقاف أخطر خطوة ، وهي الأولى إفساد الأخلاق  وذلك لا يتم بطرد العملاء الأجانب ، أو إضاعة الجهد والوقت والمال للبحث عمن يحرك خيوط اللعبة ، ولكن أنجح وأنجع حل لإفشال الخطوة الأولى ، هو بـ - إعادة المجتمع للدين -  }} ، وهنا أرى من الواجب التأكيد  أنّ الدين  النقي من البدع  والتكفير والتزوير والتضليل والخداع هو ما يحكم علاقات المجتمع  ويجعله يتناغم بطريقة سلسة ويحفظ تماسكه حتى في اكثر الأيام سوادا وهذا ما ذهب اليه المؤتمر القطري التاسع لحزب البعث العربي الاشتراكي عندما تناول المسألة الدينية  في العراق  ودور رجل الدين ومكان فعله وعمله ،  أقول وا أسفاه على ضياع القيم وذهاب المروءة والشجاعة والحكمة والشرف لدى الكثير من يدعون انهم مشايخ أو شيوخ عشائر كما يدعون كونهم باعوا تاريخ عشائرهم وإرث أباءهم وأجدادهم الناصع  ببضعة ملايين من المال السحت الحرام ليكونوا عرائسا يرقصها الحاكم أو الحزب أو الكتلة أو التيار بخيوطه أنى وكيف شاء ،  فليس ببعيد دور المهوال -  المهوسجي -  الذي  يرقص على الام وجراح العراقيين  ويعطي الفاسد والسارق السياسي مالا يستحقه من اوصاف وقيمة وهو ليس اهلا لها ، ولنأخذ مجالس الأسناد وملتقيات عشائرية  التي شكلها المالكي تحت خيمة حزب الدعوة اللااسلامية كمثال بسيط وقريب ، وباختصار هذه اللامعات لا تشرف والعتبى على من يمشي خلفها ويأتمر بأمرها لان تصرفاتهم المشينة التي تسيء الى كل القيم الأصيلة لعشائرنا الأصيلة ولكن لا نعمم لأنه مازال هناك العديد من شيوخنا الأجلاء الذين مازالوا يتمسكون بتلك القيم الرائعة ويحاربون من مواقعهم كل القيم والعادات السيئة ويرفضوها في عشائرهم  ويرون ان هؤلاء شيوخ الباطل الذين أساءوا الى عشائرنا  ومن خلالهم أراد الغازي المحتل والأحزاب التي جاء بها اختراق العشائر العراقية الكريمة  وانهاء دور الشيوخ الحقيقيين الاجلاء الذين يرفضون  كل ما يسء للعراق وشعبه  من خلال تمرد هذه الدمى   ، وهنا لابد من الإشارة الى أن العراق يحتوي على تنوع كبير من القوميات والطوائف والمذاهب , والعشيرة هي جزء مهم ورئيس من المجتمع ولعلها تعتبر نواة مهمة في تكوينه , ولعبت العشائر العراقية دوراً مشرفاً وكبيراً على مرّ التاريخ في الحفاظ على أمن واستقرار البلد ومقارعة الأعداء والمحتلين للبلد وكان لشيوخ العشائر ورجالاتها البارزين قصصاً وصفحات من البطولات والمواقف التي سطرتها كتب التاريخ وهي مفخرة وعز للعراقيين جميعاً في ثورة العشرين الخالدة  ومقارعة المحتل البريطاني منذ وطيء قدمه منطقة الفاو  الى معارك الرستمية والرارنجية والكفل والنجف وخانقين والتون كبري وغيرها من الشواهد التي يعتز ويفتخر بها كل عراقي ، عشائرنا الكريمة تحكمها حزمة من الأعراف والقوانين العشائرية يلتزم بها ويحترمها جميع أفراد العشيرة وتنظم حياتهم وعلاقاتهم فيما بينهم من جهة ومع العشائر الأخرى من جهة ثانية , وشيخ العشيرة كما هو معروف للجميع يكون من الشخصيات البارزة في العشيرة ينحدر من بيت نبيل مشهود له بالكرم والشجاعة والشرف وله طاعة واحترام من جميع أفراد العشيرة وكلمته نافذة على الجميع  ، والمتتبع لتاريخ العراق يجد ما يسره ويثلج صدره من مواقف عشائرنا الكريمة وشيوخها الأصلاء في زرع الأمن والاستقرار ونشرهم القيم الوطنية النبيلة في المجتمع مؤكدين في جميع مواقفهم على الكرم والتسامح والشجاعة والنخوة ونجدهم يحاربون كل القيم السيئة والعادات السلبية 

يتبع بالحلقة الاخيرة





الاحد ١٤ شــوال ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أيــار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة