شبكة ذي قار
عـاجـل










حرب التحدي الروسي لأمريكا والغرب في أوكرانيا  هل أصبحت حيرة الناتو  ؟  - الحلقة الأولى

 

زامل عبد

 

الحرب بين روسيا وأوكرانيا  ابتعادا عن أسبابها ودوافعها يراها بعض المحللين والباحثين الاستراتيجيين بانها لعبة بوكر روسية جديدة قديمة ما بعد تفكك الاتحاد السوفياتي بطلها رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين في تحد واضح لأمريكا وللغرب الذي سعى ويسعي الى التمدد في اوربا الشرقية  ليكون على حدود الاتحاد الروسي  واستنزافه وفق ما أورده بريجنسكي المستشار الامن القومي الأمريكي الأسبق بخطته التي قدمها للرئيس كارتر والتي تركز على حرمان الاتحاد الروسي من العودة الى سابق عهد الاتحاد السوفياتي  ، وعبر التلويح بالعقوبات لزيادة تكلفة أي مغامرة عسكرية على غرار ما حدث في جورجيا والقرم  ،  وتصاعدت التحذيرات الغربية لموسكو من مغبة قيامها بأي عمل عسكري لا تحمد عقباه في أوكرانيا فسواء تعلق الأمر بألمانيا أو واشنطن أو بروكسيل فالخطاب هو نفسه الموجه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يطالب بمحادثات مع الرئيس الاوكراني الذي يحث الخطأ للانضمام الى الاتحاد الأوربي وحلف الناتو يراد منها ان تحيد أوكرانيا والتزامها بعدم الانضمام الى الاتحاد الأوربي وحلف الناتو بالحد الأدنى وعند رفع المطالب ان تكون أوكرانيا منزوعة السلاح الاستراتيجي والهجومي ، وبضمانات تسمح بـمنع التوسّع المستقبلي للحلف الناتو في اوربا الشرقية أو نشر منظومات أسلحة تهدد روسيا انطلاقا من الأراضي الأوكرانية وفي دول أخرى مجاورة كما طلب في لقاء عبر الفيديو نظيره الأمريكي جو بايدن بالتزامات قانونية بهذا الشأن  ، وتعتبر موسكو أن الغرب انتهك وعودا تعهد بها إثر انهيار الاتحاد السوفياتي كانت تقتضي بعدم توسيع حدود الناتو لتشمل دول أوروبا الشرقية والجمهوريات السوفياتية السابقة  وقد قابل هذا الشرط الروسي رفض الدول الغربية استبعاد توسع الناتو شرقا ، فيما تصر موسكو على أنها لن تقبل انضمام أوكرانيا للحلف وتعتبر ذلك خطا أحمر ، وهنا لابد من الإشارة الى أن روسيا تعتبر الداعم السياسي والاقتصادي والعسكري الرئيسي للانفصاليين الموالين لها والذين يخوضون حربا ضد القوات الأوكرانية منذ كثر من ثماني سنوات تحت عنوان طرد القوميين الأوكرانيين الذين يصفوهم بالنازية الجديدة  ،  وازداد قلق الدول الغربية بعد شكوكها بشأن تحضير روسيا لغزو جديد لأوكرانيا بعد نشرها لعشرات الآلاف من جنودها مدججين بمختلف أنواع الأسلحة على طول الحدود بين البلدين وكان الرد الروسي هو مناورات عسكرية سنوية تقليدية فيما بين الجيشين الروسي ولبلاروسيا ،  غير أن موسكو تؤكد أنها هي المهددة في أمنها القومي ويرى المحللون السياسيون الروس ما نشره موقع شبيغل أونلاين في 14 كانون الأول 2021  نقلا" عن صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية تصريحا للرئيس الأوكراني فولود يمير سيلي نسكي أفاد فيه بأن جهود الردع الغربية لم تسفر عن أي نتائج لحد الآن وأضاف ((  نحن ممتنون للدعم ، لكن هذه الجهود الجماعية في الوقت الحالي ليست كافية لتغيير سياسة موسكو ،  وبالفعل ورغم الجهود الدبلوماسية المكثفة لم يتغير أي شيء على طول الحدود الروسية الأوكرانية ، ولم يعطِ الرئيس بوتين أي إشارة تنم عن استعداده لوقف التصعيد ولو قيد أنملة  ))  هو الداعم  للتخوف الروسي  من التمدد الأمريكي الغربي على حساب الاتحاد الروسي ، ومن المفيد الإشارة الى ان معضلة أوكرانيا أن الجغرافيا فرضت أن تكون ضحية دوامة لا متناهية ، فكلما استعانت بالمظلة الأطلسية زادت التهديدات الروسية لها فموسكو تعتبر توسيع حلف الناتو شرقا ، تهديدا لأمنها القومي على غرار التهديد الكوبي للولايات المتحدة إبان الحرب الباردة  ، ومن الأمور التي تدعوا القيادة الروسية  الى  التأكيد على  شوطها  ما ذهب اليه  البرلمان الأوكراني الذي صوت في 14 كانون الأول 2022 لصالح تمديد تواجد قوات حلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية في رد على الحشود العسكرية الروسية ويسمح القانون الجديد بانتشار نحو أربعة آلاف من قوات الناتو في أراضي البلاد ومن بينهم 2000 أمريكي  وهو نفس العدد الذي تمت الموافقة عليه بالنسبة لعام 2021  كما سيتم زيادة عدد طائرات ومروحيات الناتو من عشرة إلى أربعين خلال العام المقبل 2023  ويسمح هذا القانون بزيادة عدد سفن دول الناتو في المياه الإقليمية الأوكرانية إلى عشرين سفينة  ومن المقرر أيضا إجراء تسع مناورات عسكرية بمشاركة قوات أجنبية خلال عام 2023  وتوفر قوات الناتو تدريبات للجيش الأوكراني منذ عام 2015 لمساعدته في صد الانفصاليين المؤيدين لروسيا والذين يسيطرون على مساحات واسعة في شرق البلاد  ،  وحسب تقديرات الأمم المتحدة  لقي نحو 13 ألف شخص حتفهم خلال الصراع الذي استمر لأكثر من ثمان سنوات ورغم التوصل إلى خطة سلام إلا أنه لم يتم تنفيذها حتى الآن من قبل الحكومة الأوكرانية المتهمة بنزعتها القومية الشوفينية -  النازية الجديدة حسب وصف الانفصاليين -  ومنذ أن فرضت روسيا سيطرتها على شبه جزيرة القرم عام 2014  تعتبر أوكرانيا نفسها في حرب مع موسكو ولهذا السبب جعلت أوكرانيا الانضمام إلى الناتو هدفا لها ينص عليه الدستور منذ عام 2019 غير أن الدستور ذاته يحظر على الجيوش الأجنبية إقامة قواعد لها على الأراضي الأوكرانية

 

يتبع بالحلقة الثانية

 






السبت ٦ شــوال ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أيــار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة