شبكة ذي قار
عـاجـل










السياسات الدولية والإقليمية  تقلبات استراتيجية واثرها على الوطن العربي – الحلقة الاخيرة

 

زامل عبد

 

تصعيد صهيوني واعتقالات يومية واستباحة كل ساعة لحرمة المقدسات المسيحية والمسلمة في القدس والاقصى والخليل واستيطان يقضم الأرض ويقلع الشجر ويقتل البشر وخلال السنوات الخمس الأخيرة بتنا نشهد أزمات تتلو أزمات ، اذ لم يعد أي ركن في الوطن العربي المجروح المكلوم سليما وباتت سكاكين التقسيم والفرقة تستبيح أرضه بشكل يومي ،  وتعزف على نغمة الفتنة بشكل متصاعد مدعومة من أبواق إعلامية وجدت لنفسها مكانا في هذا البحر الهائج اليوم ، وبعد السنين العجاف مما عرف بـ الربيع العربي  بات الواقع العربي الان الأكثر شوفينية  أكثر طائفية ، أكثر فرقة ، أكثر انعزالية ، أكثر تطرفا ، أكثر رفضا للآخر ، أكثر تشتتا ، أكثر تقوقعا أكثر قطرية وأكثر مذهبية وإقليمية بفعل حجم الهجمة ووضع النظام العربي وتمكن القوى المعادية للامة العربية من اختراق قواها وسلبها قدرتها واقتدارها  وخير دليل  استباحة العراق  وانهاء ألشرعية الدستورية وحل وتمزيق مؤسساته الأمنية  كي يكون العراق غير قادر عن الدفاع عن مصالحة  واسترجاعها لان الجيش الذي هو سور الوطن  فقد هيكليته من خلال قانون الدمج الذي شرعه المتصهين بريمر وتفاعلت معه كل الأحزاب والتيارات والحركات التي جاء بها الغزاة المحتلين ، ومؤسسات الامن الداخلي التي احتكرتها الأحزاب الولائية لتكون الاذرع المنفذة لسياساتها الاجرامية والحامية لتجار المخدرات  والجريمة المنظمة  بدلا من ان تكون القوى الملاحقة والضاربة بقوة  على رؤوس هؤلاء ، تغير كل شيء فقد تغير العراق فلم يعد درع عروبتنا الشرقي ، وبات عراقنا يعاني تطرفا إرهابيا ومذهبيا لا متناهيا ، ولم يعد يمننا سعيدا ، ولم تعد ليبيا واحدة كما كانت ، وباتت في كل مدينة مجموعة تسيطر وتبيع النفط كما يحلو لها ، وسوريا تستباح وتنزف يوميا من قبل إرهابيين مرتزقة نكلوا فيها وسرقوها واستبدلوا عطر برائحة الدم والقتل والدمار بما يفعله الغرباء وحزب الله اللبناني ، والكيان الصهيوني تحت عنوان منع التموضع الإيراني في سوريا فرضوا علينا زمن ردئ برداءة نواياهم واجندتهم  واحلامهم المريضة  ، يقول القائد الشهيد الحي صدام حسين رحمه الله في حديثه نضالنا والسياسة الدولية  {{  إن علاقتنا يجب أن تكون جيدة مع دول العالم عموما ، إلا أن مثل هذا التعميم ليس هو الأمر المطلوب للفت الانتباه إليه ، بل أن ما اردنا ان ننتبه إليه هو حجم ونوع واتجاهات العلاقات الدولية واغراضها ، لان حجم العلاقة والغرض يرتبطان بقضيتين المصالح المشتركة ، ومستوى واتجاه الالتقاء ، أو تفاعل الاستراتيجيات ، وقضية تصوره تتطلب تتبع حركته ضمن المجتمع الدولي والمنطقة التي نحن جزء منها ، وتصور مستقبل البلدان الأخرى التي تشكل الطرف الثاني في العلاقة وحركتها وتأثيرها ضمن المجتمع الدولي وعلى هذا الأساس نقوم بتحديد حجم واتجاهات علاقاتنا الدولية  }}  ، كان زماننا الجميل لغة الخطاب بيننا أكثر أخوة ، أكثر حميمية وود ، كنا نتألم لألم أي قطر عربي ، كنا كعراقيين ونتألم لوططنا العراق دون أن نسأل إن كان المتألم شيعيا أو سنيا ، نفرح مع لبنان دون أن نفرق إن كان سبب الفرح مسلما أو مسيحيا ، نعشق الشام دون أن نسأل إن كان مطلق الفرح كرديا أو علويا ، اليوم بتنا  مفروضا" علينا نسأل إن كان هذا شيعيا أو سنيا ، حوثيا أو كرديا ، يزيدي او تركمانيا  مسلما أم مسيحيا  ، والسؤال الذي يردد فيما بين  الخيرين والشرفاء من أبناء الامه لماذا انقلبنا على أنفسنا حتى بتنا شوفينية قطريين طائفيين ؟ ، فمن الذي زرع فينا كل هذا الكره للآخر ؟ ،  ومن الذي غير فينا ثقافة التسامح وتقبل الآخر ؟ ، من أدخل في أديباتنا وفي عقولنا وعلى صفحات تواصلنا الاجتماعي كل هذا الكره الذي نراه يوميا ؟ ،  من أحضر لنا من رمل صحرائه حقدا لا متناهيا وكرها بلا حدود ، وزرع بين ظهراننا قتلة إرهابيين شوهوا صورة الإسلام المحمدي النقي من البدع والتكفير والضلال  ؟ ، يحزون الرؤوس ويحرقون الأسرى  ويستبيحون المدن تحت يافطة الله اكبر محمد رسول الله  ،  والجواب على السن المتسائلين أعداء العروبة والإسلام هم الذين زرعوا البلاء فيما بين ظهراننا  ،  ويريدون اقناعنا أن محاربة أولئك القتلة يجب أن تتم بالورد والرياحين والقبول والتصفيق لهم وانتخابهم  ! ،  وتكرر الأسئلة  من الذي يريد إقناعنا أن الموصل والانبار وصلاح الدين ... الخ  يمكن أن تعاد الى سابق عهدها دون حرب على إرهاب الفساد وسرقة المال العام وخيانة الاهل والأرض   ، والجواب هو ذاته الذين غنموا الميدان وحققوا احلامهم واجندتهم على حساب الوطن وامنه والشعب ومصالحه وحقوقه هم الذين يدفعون دون التصدي للفساد والفاسدين وسماسرة النخاسة فكان القتل المتعمد والتغيب وانتهاك الحرمات  من ابرز افعالهم لمجابة ثوار تشرين الذين  خرجوا لا لشيء سوى البحث عن وطن امن  مستقل  خالي من كل  ما جاء به الغازي المحل وذيوله  - شعارهم نريد وطن -  ،  ألم يحن الوقت لنتوقف قليلا ونسأل  ،  هل ما يزال الربيع ربيعا أم بات خريفا قاسيا تسقط فيه الدول وتتغير الحدود ؟  ترى ألم تكن ليبيا أفضل قبل جريمة الناتو وذيولهم  ، ألم يكن اليمن مستقرا قبل انقلاب الحوتي بدعم ايران الصفوية  ، ألم تكن مصر أكثر رخاء مما هي اليوم ؟ ألم يكن العراق  مقتدرا متمكنا  لمقاومة  نوايا واجندة محتله الأميركي وعملائه المدعين الإسلام  ولولا تخلي النظام العربي عنه ،  والالتئام مع  الأعداء  ما بعد الغزو والاحتلال تركوا العراق ليكون مباحا من الصفويون الجدد  وتكثر الأسئلة  والجواب  اليس الصبح بقريب

 

الله أكبر وليخسأ الخاسئون

 






الخميس ٢٦ رمضــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / نيســان / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة