شبكة ذي قار
عـاجـل










" دقت ساعة الحقيقة "

 مهند أبو فلاح


 

توقيت التصعيد الصهيوني الاخير في الضفة الغربية والقدس المحتلة بعد انقضاء أقل من شهرين على اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية يدفعنا إلى الاعتقاد بأن حكام تل أبيب يتوهمون بأن الوقت قد حان للمضي قدما في مخططهم الشيطاني الرامي لاقتلاع الشعب العربي الفلسطيني من أرضه وتحقيق أحلامهم غير المشروعة فيما يسمى إقامة الدولة اليهودية الخالصة من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط على امتداد فلسطين التاريخية.

 الأحلام الصهيونية المعبر عنها من خلال قرارات معلنة للكنيست ومجلس الوزراء الأمني المصغر وغيرهما من المؤسسات الفاعلة في الدويلة العبرية المسخ لم تكن لتخرج إلى حيز التنفيذ بوتيرة متسارعة الآن لولا القناعة الراسخة لدى أساطين الشر وعرابيه في تل أبيب بأن الحرب القائمة في اوكرانيا قد سحبت الأنظار بعيدا عن منطقة الشرق الأوسط على نحو يفسح لهم المجال لاستغلال هذا الموقف وتصفية حساباتهم ليس مع قوى وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة فحسب بل مع كافة أبناء شعبنا داخل الوطن المحتل.

 حكام تل أبيب السعداء بانشغال الرأي العام العالمي بالحدث الأوكراني الساخن الملتهب يدركون أن الخطر الوحيد الذي يهدد نجاح مخططاتهم لا يكمن حاليا في معارضة الرأي العام العالمي بقدر إمكانية حصول حراك شعبي عربي غاضب ملتهب في دول المواجهة المحيطة بفلسطين المحتلة والتي لها تماس مباشر مع مسرح العمليات العسكرية المرتقبة خاصة في مصر والأردن.

 الحراك الشعبي العربي الغاضب وحده الآن الذي يملك القدرة على قلب الطاولة رأسا على عقب في وجه حكام تل أبيب ومخططاتهم وإحباطها حتى لا تمر مؤامرتهم الإجرامية الدنيئة بحق اهلنا في فلسطين مرور الكرام ونحن نكتفي بالتفرج فالمطلوب منا في هذه اللحظة التاريخية النزول إلى الشارع بقوة لإيصال رسالة واضحة صريحة لا لبس فيها أنه من المستحيل السماح للكيان الغاصب بالنجاح في مسعاه الشيطاني في أي ظرف من الظروف، فالشعب العربي هو سيد الموقف وليس أي احدٍ آخر سواه.

 لقد دقت ساعة الحقيقة وبات ما حذرنا منه على مدار سنين قاب قوسين أو أدنى فلا بد للنخب العربية المثقفة من أبناء هذه الأمة المجيدة ذات التاريخ التليد أن تمارس دورها الطليعي الريادي في تعبئة وتحريض الجماهير العربية على التحرك الواعي لإفشال الحلقة الأخيرة من مسلسل المؤامرة الصهيونية الإمبريالية التي امتدت لعقود طويلة وأن تخلط الأوراق وتجعل مخطط التهجير القسري لشعبنا في فلسطين يتحول بقدرة قادر إلى أثر بعد عين وتحوله على أرض الواقع إلى تحرير كامل بعد طول عناء مرير.






الثلاثاء ١٧ رمضــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / نيســان / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مهند أبو فلاح نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة