شبكة ذي قار
عـاجـل










تحرير الفاو …قارورة السم التي تجرعها خميني

الدكتور علي العتيبي


حينما نستذكر يوم تحرير الفاو نستحضر ارواح الابطال الذين عقدوا العزم على تحريرها من براثن العدو الفارسي المجوسي وتعتبر اول مدينة عربية تتحرر في العصر الحديث وقد تطرق العديد من الاخوة الكتاب عن كيفية تحرير الفاو وانا لااريد ان ازاود عليهم ولكن تحضرني ماسمعته من السيد الرئيس الشهيد الخالد صدام حسين عليه رضوان الله من خلال احد لقاءاته مع ابطال تحرير الفاو والذي ظهر في التلفزيون حينها وكذلك ربطي للاحداث والتداعيات التي ادت الى احتلالها...

بعد تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكيه واعلان رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الى مستوى سفارة في عام 1982 بعد ان كانت مقطوعة فقد ارتفعت وتيرة التعاون الثقافي والعلمي بشكل جيد وفي عام 1983 ارسلت امريكا دونالد رامسفيلد وعدد من اعضاء الكونغرس وكلهم يمثلون اللوبي الصهيوني بزيارة الى العراق واللقاء بالشهيد وكان حينها الاستاذ طارق عزيز وزير الخارجية والمترجم المرحوم مازن الزهاوي فقد استقبلهم الشهيد كعادته ولكن بعد ان بدات المناقشات والتي تلخصت بعرض اللوبي الصهيوني للشهيد والذي مفاده (( اننا نستطيع ايقاف الحرب الايرانية العراقية وان يكون العراق سيد المنطقة ونحن نعرف ان صدام حسين صاحب كلمة وعليه.. لانريد منه لاوثيقة ولابيان ولاتعهد نريد فقط كلمة منه بان يسحب نفسه من دعم الفلسطينيين ولايتدخل بالصراع )) فكان الرد بان ترك رامسفيلد ومن معه في قاعة الاجتماع وغادر وتعلمون مامعنى هذا التصرف ... لهذا نرى حقد رامسفيلد لاحقا على الشهيد ... المهم بعد هذه المقابله اخذت امريكا بالتخطيط وكما يقال ان تقوم بعملية جر اذن للعراق بان اوعزت للكيان الصهيوني تقديم الدعم والمشورة في الحرب والذي حصل .. ان الفاو منطقة مشابهة الى حد كبير اراضي فلسطين والتي تسمى بالجغرافيه الارض الهشيم اي ان الامطار حين تنزل فان الارض لاتبتلع مياه الامطار بل تصبح الارض كما نقولها بالعامي (دهلة)  وتبقى المياه الى ان تتبخر جراء حرارة الشمس فتم ارسال خبراء من الكيان الصهيوني الى ايران للتخطيط لاحتلال الفاو وتزامن ذلك بهجوم بنجوين وجوارته في حينها شمال العراق لاشغال العراق في المعارك وبقيت فقط الفرقة 26 في الفاو وتم ايضا الايعاز الى عملاء امريكا بضخ كميات كبيرة من النفط لخفض سعر النفط حتى يعاني العراق ايضا من ازمة اقتصاديه فكان الهجوم على الفاو واحتلالها واستمرت المعارك بادارة قادة الجيش لغرض التحرير لكن دون جدوى لان الارض لاتساعدهم وفي احد المؤتمرات التي يطلب فيها الشهيد لقاء مع مراتب وضباط من مختلف القطعات فقام احد الضباط برتبة مقدم وقال له سيدي ان بعض المواقف العسكرية التي ترفع لسيادتك غير دقيقة واود ان اخبرك باننا لحد الان قدمنا اكثر من 52 الف شهيد ولم نطهر شبر من الفاو حينها انزعج القائد من الامر واتخذ قراره بالايعاز الى كل القطعات الموجوده على السواتر في الفاو ان تحافظ على مواقعها فقط وان لاتشن اي عملية هجومية وترك الامر للقيادة وفورا تم اعداد ارض مشابهة للفاو في جنوب العراق وتم تدريب القطعات فيها بكل صنوفها دون بيان الغاية وجعل الامر في غاية السرية واختار القادة العسكريين للتخطيط لتحرير الفاو وتعقد اجتماعاتها معه ولكن بغرف دون شبابيك وتكون الاجتماعات صامته وتبادل الحديث بقصاصات ورقية وكما يقول السيد الرئيس الشهيد مانصه( يقولون ان الاقمار الصناعية ترصد وتسمع ونحن نريد ان نموه على الامريكان على خطتنا بتحرير الفاو حتى لايعلمون عنها شئ ) ولهذ كانت الاجتماعات بالوضع الذي اشرت له وكانت ساعة الصفر بعد الايحاء بنقل مقر فيلق الحرس الى كركوك وارسال رئيس الاركان الى الشمال فكانت كل التحسبات الامريكية والايرانية ان العراق مقبل على شن هجوم على القواطع الشماليه لكن فوجئوا بالهجوم المباغت على الفاو بالمدفعيه والطائرات اولا ثم برا حتى ان من يرى الخارطة الجوية للفاو سيعرف انه لايوجد متر في الارض لم تسقط عليه قذيفه فدب الرعب وهرب الايرانيون وتحررت الفاو ليلة 17/18 نيسان 1988 بزمن قياسي 35 ساعة وب 42 شهيد فقط وكانت صدمة ليس للايرانيين فقط بل لامريكا ومعها الكيان الصهيوني 

وبعد التحرير اراد القائد ان تكون مساهمة العرب باعمار الفاو حتى لو رمزيا وكان ذلك كل دوله قامت بجزء وعلى سبيل المثال فان اليمن التي شيدت بوابة الفاو بحجر تم جلبه من اليمن وبعماله يمنيه وهكذا كان تحرير الفاو مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم فكان تحرير الفاو هو البوابة لتطهير كل الاراضي التي دنستها ايران  ومن ثم كان تحرير الفاو هو قارورة السم التي تجرعها خميني ووافق على قرار وقف اطلاق النار

معركة الفاو وكما لحقتها معارك اخرى مع الاعداء كمعركة الدبابات في صحراء الناصرية التي ارغمت بوش الاب على وقف اطلاق النار من طرف واحد وقبلها معركة الخفجي وبعدهما معركة المطار والتي تعتبر معارك خطط لها ونفذتها عقول عراقيه يجب ان تدرس في الاكاديميات العسكرية و تسجل في سفر الجيش العراقي الباسل الذي حله بريمر وشكل بعده جيش الدمج والميليشيات

فتحية لكل من شارك وساهم بمعارك التحرير ورد العدوان والمقاومة الوطنية التي ابكت الاعداء

والمجد والخلود لكل شهداء العراق الذين ضحوا بارواحهم لحماية العراق والمحافظة على سيادته ووحدته

الرحمة والغفران للشهيد الخالد صدام حسين ورفاقه الذين قدموا ارواحهم من اجل العراق

والتحية لكل الابطال الذين وقفوا ولازالوا صامدين صابرين مجاهدين ضد الاحتلال الامريكي الايراني

 






الاثنين ١٦ رمضــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / نيســان / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور علي العتيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة