السيادة العراقية ضحك على الذقون

فوزي عبد الجليل

يقاس احترام وقوة كل بلد في العالم بمدى قوة سيادته في جميع المجالات وسيطرته التامة على جميع منافذه الحيوية البرية والبحرية والجوية.

ولكل بلد ذي سيادة كاملة حرية اتخاذ القرارات المناسبة والتي تتوافق مع مصالحه وتخدم بلده وشعبه.

إن نقص السيادة في أي بلد يضعه في خانة الدول الضعيفة والتابعة والتي لا تستحق أن تكون دولة محترمة، ولهذا سيتعامل العالم مع هكذا بلد بشكل مذل في جميع المجالات.

وفي حالة العراق اليوم، لا أعتقد لأي سياسي عاقل أو إنسان منصف، سيوصف حالة العراق إلا بوصفه بلداً ناقص السيادة، وأي كلام غير ذلك هو ضحك على الذقون.

السيادة العراقية انتهت منذ الاحتلال الأمريكي الغاشم على العراق، وعبث جيشه وجيوش العالم بتخريبه وتهديمه، وزرع الفتن بين شعبه، وتركه فريسة سهلة للعدو الإيراني الذي أوغل بجراح العراق بكل عدوانية وعنجهية وتغطرس معروفون بها.

ما زالت القوة والقدرة للأمريكان العودة للعراق في أي وقت وما زالوا يتلاعبون بمصيره فجعلوه ساحة حرب وتجارب قذرة.

أما الإيرانيون فتوغلوا في جميع مفاصل الدولة والمجتمع العراقي، وأسسوا الأحزاب والميليشيات الموالية لهم لتدير الدولة بالإنابة ولتسيطر إيران على جميع منافذ العراق البرية والبحرية والجوية، ولتتحكم بكل المفاصل السياسية وتختار الشخص المناسب لها بالرئاسات وهي من يتحكم بتزوير الانتخابات لصالح عملائها، إضافة إلى سيطرتها على القضاء ليكون أحد أهم الأدوات التي تتحكم به.

والأدلة لدينا لا حصر لها منذ سنة ٢٠٠٣ ولغاية يومنا هذا، وآخرها الهجوم الصاروخي على شمال العراق بادعاءات باطلة من قبل إيران بشكل رسمي وعلني، ثم خروج السفير الإيراني بتصريحات علنية من العاصمة بغداد يحذر فيها شمال العراق بادعاءات باطلة تنم عن سيطرتهم على العراق، مقابل ضعف وجبن حكومي رسمي من قبل جميع السلطات الحاكمة في العراق.

وما تصريحات أحد قادة الحرس الثوري الإيراني العلنية باعتبار العراق محافظة إيرانية وأن الله قد عاقبه على حربه ضد إيران، إلا دليل واضح وضوح الشمس على نقص السيادة العراقية والإهانة الكاملة له التي يتحملها كل السياسيين والأحزاب والميليشيات وكل من والى إيران وأمريكا، وسيأتي اليوم الذي يكون فيه حسابهم حساباً عسيراً.