شبكة ذي قار
عـاجـل










المراهنة السياسية والهزيمة الإيرانية

أبو فرات العراقي

 

يسجل التاريخ الإنساني ويوثق الأحداث والمتغيرات وينقل إلى الأجيال اللاحقة المواقف المتجددة المشرفة، بأن العراقيين الأباة قد أذهلوا العالم بأسره بالصبر والثبات والتحدي الأسطوري والإصرار والتضحية والتحمل، بالرغم من كل الحروب المفروضة والحصار الظالم  والمحن والعدوان والإجرام والانتقام والظروف الصعبة القاسية التي فرضت عليه، لكن بقي المجتمع العراقي الأصيل شامخاً موحداً متماسكاً منسجماً، لم يتخاذل ويتراجع ويضعف، ولم ينحن أمام تلك العواصف والتحديات والتدخلات الخارجية  الفاضحة، ولم يستجدِ عطف وموقف العالم الأعمى الذي ينظر إلى الشعوب العربية ومنها الشعب العراقي الصابر بازدواجية وانتقائية  واضحة، بعد أن تجرد من القيم والأسس والقواعد والأصول  والأخلاق، لم يبالِ ويتحرك الضمير الإنساني على ما مر به الشعب العراقي من اضطهاد وظلم وانتقام ومعاناة كثيرة واغتيال لكرامته وعزته وعنفوانه، وتعدد أنواع صور الإجرام والعدوان والاستبداد والتسلط والطغيان.

ولمن لا يزال  إلى الآن، أعمى البصر والبصيرة وضعيف القوة والإيمان  والإحسان والغيرة والشرف الوطني والأصالة العربية المتمسك والمتشدق والمعول على سياسة إيران الرعناء بالبقاء والاستمرار بالسيطرة والنفوذ والاستبداد وفرض الإرادة والقرار فهو عريان ويحلم بضرب من الخيال والأوهام، ومن ينتظر ويراهن من ضميره الميت التعاطف والمحبة والحنان  فهو غير سوي وواهم لا محال، لأن الهزيمة باتت قريبة لإيران الشر والعدوان من أرض الوطن المقدس ومن المنطقة برمتها، وقد كشفت السنوات الفائتة حقيقة الأمر من السلوك والسياسة الخبيثة لها وما تخفيه وتضمره من أحقاد ولؤم للعرب والعراقيين، وتحت غطاء الشعارات الدينية والخطب والمحاضرات الرنانة واللقاءات والادعاءات الكاذبة والعناوين المطروحة والتدخلات السافرة  التي وصلت إلى أدق التفاصيل، وبقيت تستغل الذيول والأتباع والأذرع من الخونة والعملاء والجواسيس والسراق والفاسدين وتخدع المغفلين والمستضعفين والمغلوب على أمرهم العاملين في قطاع التخلف والانحطاط والعبودية والهيمنة لما يسمى رجال الدين المعممين الطائفين والشيوخ السراق الفاسدين .

 ومع استمرار إيران الشر والاجرام في المراهنة على وجودها ونفوذها وتأثيرها ، والتوالي بالجرائم والقتل الجماعي للشباب العراقي الحر الأصيل من خلال غرق الأسواق بالمخدرات ونشر الرذيلة وشراء الذمم فضلاً عن استهداف وترويع المواطنين والمناطق الآمنة والمنشآت الحيوية الخدمية والمواقع المهمة العسكرية، وبث روح الخصام والخوف والقلق  التهديد والتوتر النفسي والأعمال الإجرامية، من قتل وخطف وابتزاز وتهجير وإقصاء وتصفية حسابات وتطبيق احكام وقوانين ضآلة ظالمة غير صحيحة، ونهب  وسرقة الثروات الوطنية والخيرات من دون وجه حق ولا حياء ولا خوف ولا خجل، وخلق وافتعال الأزمات لفرض القرار الذي يخدم مصالحها الخاصة، ولم تكتفِ ولم يشف الغليل بل تمادت إلى أكثر من ذلك.

أصبح اليوم الشعب العراقي الأصيل بعد تجربته الطويلة خلال السنوات المجحفة الظالمة بوجود المحتل الأمريكي والنفوذ والاستبداد والتسلط الإيراني، على يقين تام وقناعة أن الحقوق المكفولة والحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة الإنسانية لا تعطى ولا تهدى ولا تمنح، وإنما تأخذ وتنتزع أما بالثورة الشعبية أو بالمقاومة الوطنية، فإذا صمت البعض أو أخذ موقف الحياد بالتعامي والخذلان، فلا سكوت ولا قبول بالتفرج، بعد أن طفح الكيل وفرضت إيران وذيولها الجرذان وميليشياتها الولائية الوبائية  وراهنت على ذلك، وقد آمن الجميع بأن الهزيمة الإيرانية البغيضة باتت قريبة من العراق والمنطقة العربية، والعاقبة للمتقين، وإن غداً لناظره قريب.






الثلاثاء ١٩ شعبــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / أذار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو فرات العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة