شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

 

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) )) (الانفال )           صدق الله العظيم


  بيان رقم (160 )

 بمناسبة الذكرى التاسعة عشر لغزو واحتلال العراق


أيها الشعب العراقي العظيم

يا أبناء أمتنا العربية المجيدة 

يا أبناء قواتنا المسلحة الباسلة

 

لاتوجد كلمات أو قصائد تصف حجم الألم والحزن والأسى الذي يعتصر قلوبنا على ما جرى لعراقنا الحبيب... فاليوم تمر علينا أسوأ ذكرى في حياة العراقيين الشرفاء وحياة العرب والمسلمين الغيارى ، ذكرى العدوان الغاشم والغزو البربري لقوات التحالف الامريكي الصهيوني وعملائهم وأدلاء الخيانة على عراقنا المكلوم بهذا الاحتلال البغيض... فقبل تسعة عشر سنة ومع ساعات الفجر الأولى من يوم 20 آذار ٢٠٠٣ ومعظم العراقيين كانوا على موعد مع آذان الفجر... انهالت صواريخ الشر والحقد الأمريكي الصهيوني تستهدف العراقيين في كل مكان لتدمر وتحرق الحرث والنسل إيذاناً ببدء  عملية الغزو والاحتلال وفقا لما اطلقوا عليه اسم ( بالصدمة والترويع) واندفعت مع ساعات النهار الأولى ليوم 20 آذار ٢٠٠٣ قوات الشر والعدوان من قواعدها في الكويت وبعض دول الخليج العربي وكان هدف الغزاة التمهيدي هو ( قطع الرأس عن الجسد) كما عبر عنه وزير الدفاع الامريكي أنذاك ( دونالد رامسفيلد )  لعنه الله ؛ والقضاء على الحكم الوطني في العراق وتدمير مؤسسات الدولة؛ وإحداث فوضى عارمة بين صفوف الشعب في ظل غياب القانون وأجهزة الدولة بغية إعادة تشكيل عراق ضعيف تديره حكومة خانعة للمحتل  وإقرار دستور يثير النزاعات الطائفية والعرقية بين العراقيين  بالاستفادة ممن يسمونهم المعارضين العملاء والخونة الذين جاؤوا مختبئين خلف غبار دبابات الاحتلال وعلى الرغم من ضعف القدرات التسليحية والفنية للقوات المسلحة العراقية بسبب الحصار الجائر الذي استمر ثلاثة عشر سنة إلا ان رجال القوات المسلحة ومن وقف معهم من الابطال في جيش القدس والقوات المقاتله الاخرى  ومن العشائر الأصيلة  قاوموا الغزاة في معارك أم قصر والبصرة والناصرية والكفل وآخرها معركة مطار بغداد التي  استخدم فيها الأمريكان الأسلحة المحرمة دولياً كالقنابل الفسفورية والقنابل "الفراغية - الحرارية" والتي يطلق عليها " أم القنابل"؛ مستهدفة القضاء على القوات العراقية التي كانت تقاوم ببسالة وشجاعة فائقة في المطار. واستمرت عمليات المقاومة للمحتل تتصاعد حتى بعد اعلانهم في 9 نيسان ٢٠٠٣  احتلال العراق وانتهاء العمليات العسكرية.

وبعد ذلك بدأ العراقيون الغيارى يعيدون تنظيم صفوفهم وأشتدت ضربات المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال رغم  كل أعمال القتل والترويع وفضائع الجرائم التي أرتكبوها بحق الشعب العراقي والمعتقلين والأسرى ، فكانت جرائم سجن ابو غريب دليلاً دامغاً على قسوة ووحشية الأمريكان الذين يرفعون شعار نشر قيم الديمقراطية في العالم زوراً وبهتانا.


 لقد أكدت وقفة العراقيين الشرفاء الأبطال بوجه الاحتلال الأمريكي ومقاومتهم لهذا الغزو  فشل مشروعهم في العراق والمنطقة بل أسقطت القناع عن الوجه الحقيقي لهم ، وأظهرت كذبهم وإفشال مبرراتهم المزعومة لغزو العراق.. وكما هو معلوم ان إدارة المجرم بوش قدمت تبريرات لشن الحرب والتي تركزت أساساً على إدعاء أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل وأنه يشكل تهديدا كبيرا على الولايات المتحدة وحلفائها.. وفي حينها اتهم مسؤولون أمريكيون العراق بدعم وإيواء عناصر من تنظيم القاعدة، في حين قال آخرون وأدعوا كذبا وزورا أن المبرر لشن الحرب هو الرغبة في إنهاء قمع أحد الدكتاتوريين الظالمين وجلب الديمقراطية إلى شعب العراق. إلا انه بعد الغزو، لم يتم العثور على أي أدلة تؤكد  وجود أسلحة دمار شامل، وقد واجهت التبريرات لشن الحرب والتي جمعت من قبل دوائر المخابرات  الامريكية وحلفائها انتقادات شديدة داخل الولايات المتحدة وعلى الصعيد الدولي ومن قبل أشخاص ساهموا في صناعة هذه الأكاذيب والتهم الملفقة ضد العراق،  فكان في مقدمتهم وزير الخارجية الامريكي الأسبق ( كولن باول) عندما وصف  في سنة ٢٠٠٥ دفاعه عن تقرير بلاده حول أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة أمام الأمم المتحدة بأنه "وصمة عار في مسيرته السياسية". واعتبر أن الأمر"مؤلما له"؛ وكان باول قد قدم كلمة شهيرة حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل أمام الأمم المتحدة في  شباط ٢٠٠٢، استخدم فيها وسائل العرض الحديثة وزعم خلالها أن الولايات المتحدة لديها أدلة أكيدة عن وجود أسلحة دمار شامل لدى العراق. ودافع عن قرار حكومته بشن الحرب على العراق. كما عرض باول في تقريره صورا زعم أنها (لمختبرات بيولوجية عراقية رصدتها الأقمار الصناعية). ليثبت ذلك حقيقة الكذب والخداع والتضليل للرأي العام الذي يمارسه الأمريكان  بالمستويات كافة . كما جاء تقرير لجنة النائب البريطاني جون تشيلكوت عام ٢٠١٦ والذي ترأس لجنة لتقصي الحقائق عن أسباب احتلال العراق الذي أكد فيه  ( أن العراق لم يكن يشكل خطراً على المصالح البريطانية وأن الحرب التي شنتها المملكة المتحدة والولايات المتحدة ضد العراق في ٢٠٠٣ لم تكن ضرورية. وإن المزاعم بإمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل لم تكن حقيقية).   وهكذا ينقلب السحر على الساحر لإن حبال الكذب قصيرة... وسنشهد بإذن الله استعادة حقوق الشعب العراقي كافة عن الجرائم التي ارتكبها المحتل الأمريكي وحلفائه وعملائه وينهض العراق من جديد كطائر العنقاء من تحت الرماد؛قويا عزيزا مقتدرا بإذن الله تعالى رغماً على كل الظروف التي يمر بها حاليا... 

 

  المجد للعراق العظيم ولقيادته الوطنيه  وفي مقدمتهم شهيد الأضحى الرئيس صدام حسين رحمه الله والى رفاقه الذين كان لهم دورا مهما في التصدي لقوات الغزو والعدوان ، والتحية الى الرفيق القائد عزة ابراهيم رحمه الله الذي كان له الدور المتميز في قيادته للمقاومة الوطنية ضد الغزو والاحتلال والى كل رفاقه الذين ساروا على منهج التحرير والاستقلال الوطني.

 المجد للعراق العظيم ولجيش القادسية المجيدة وأم المعارك الخالدة ولكل المجاهدين الذين يقتفون آثار ذلك الجيش الوطني المؤمن ويسطرون ملاحم البطولة في مقارعة المحتل الغازي وأذنابه الدجالين.

الرحمة لشهداء جيش العراق العظيم والأمة العربية المجيدة يتقدمهم قادته الافذاذ الذي كان لهم الدور الطليعي والمتميز في بناءه وتطويره

الحرية لقادة جيشنا الميامين الذين يقبعون في السجون الحكومية منذ سنوات طويله وهم فرسانه الأشاوس الذين دافعوا عن بلادهم بكل بسالة وبطولة

تحية الى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله الى اقصى جنوبه

المحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحدا حراً مستقلا

 


القيادة العامة للقوات المسلحة

بغداد المنصورة بأذن الله

19 أذار  2022

 

 






السبت ١٦ شعبــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / أذار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب القيادة العامة للقوات المسلحة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة