شبكة ذي قار
عـاجـل










تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على المنطقة العربية

منيرة أبو ليل


هل من الممكن أن نرى تاريخاً جديداً يكتب للمنطقة العربية إن عاد الروس إلى الواجهة العالمية بعد أن قامت الولايات المتحدة بإحكام قبضتها في العالم كله ونصبت نفسها الحارس الأمين للديمقراطية الزائفة التي أتت بالويلات على أمتنا وأصبحت أمتنا المطيع لها ترفع من تشاء وتذل من تشاء. ولكن التحدي الأكبر هل نحن بصدد مراجعه النفس والضمير لأن نكون أمناء على هذه الأرض التي هي مطمع لكل سائل لأنها تحتوي على ما يريده العالم الغربي من هذه الأرض لبقائه قوياً متعالياً. إن هذه الحرب التي تدار بالوكالة لأجل الحد من تمدد الدب الروسي وعلاقته بالصين وإيران وبسط هيمنته على دول الخليج حالياً لا يأتي بثماره على مخططات الكيان الصهيوني وأمريكا وبريطانيا التي رأت في دمار العراق أكبر نصر تعده بتاريخها المعاصر  لأنها بذلك استولت على النفط العراقي من خلال النفوذ الإيراني فيها ونفط الخليج الذي يعد حالياً ثراء للكيان الصهيوني بعد التطبيع معه بتحويل النفط إلى حدوده التي لم يعترف بها دولياً لغاية الآن وتعتبر بالقانون الدولي دولة محتلة لفلسطين ولكن يتعامل معها الغرب على أنها دولة قائمة متكاملة الحدود  لأنها منذ وجودها وهي العصا لمن عصا الحامي لمخططات الصهيونية  في جعل دولة الاحتلال الصهيوني هي الحاكم الجديد لهذه الأمة.

وإذا نظرنا إلى دور أمريكا فيما يجري بأوكرانيا نعرف إنها تتعامل بازدواجية لأنها تطالب المجتمع الدولي لإنزال عقوبات على روسيا، أين كانت حين استهدف العراق بدون وجه حق، وسمحت للعمائم بسرقة موارده ونهبه.

إن الحرب المشتعلة حالياً  بين أوكرانيا وروسيا هي نتاج مؤامرات بين أمريكا وروسيا والمهيمن عليها هو المسيطر الجديد، والتي تعطينا  درساً آخر  بأننا لسنا في دستورهم، لأن العالم الغربي ومعه القانون الدولي لا يتعامل بصدق  وشرف مضمونه إلا ما يواكب طموحه فقط لأن قضية فلسطين هي القضية  الأولى التي لا يتعامل معها القانون الدولي بما شرع فيه ونسي حقوق شعبه وأعطى الكيان الصهيوني أكبر الضمانات التي تبقيه قوياً ولم نسمع بأن أحد في الكيان الصهيوني حوكم وهم مطلوبون للمحاكمة في لاهاي كما فعلوا مع الرئيس القائد صدام حسين رحمه الله حين نصبوا محاكمة صورية لأجل استهداف النظام الوطني الذي يؤرق مضاجع الكيان الصهيوني.

لا بد للأمة العربية من صحوة حقيقية حتى لا تبقى مستعبدة للغير وتتوحد لأجل الوقوف أمام المد الصهيوني الذي فرض نفسه بالقوة من خلال الربيع المدمر الذي أوصل هذه الأمة إلى زيادة التشرذم والقطعية والمذهبية والجهل والتخلف.




الثلاثاء ١٢ شعبــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أذار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب منيرة أبو الليل نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة