شبكة ذي قار
عـاجـل










من غير الحكمة أن يدين الثوار شعبهم، ولكن الحكمة بعينها أن يذكر الشعب بواجباته تجاه نفسه وتجاه وطنه.

ليس من الحكمة أن يحاكِم الثوار مواقف شعبهم، ولكن الحكمة والنضال والجهاد بعينه أن يُنَوَّر الشعب ويُنخى ويُعَبَّئ، فالثوار يؤمنون بإخلاص الشعب وبروحه الوطنية والثورية الرافضة للاحتلال والغزو والفساد والانحراف وضعف وقصور السيادة وانعدام الأمن وهدر الثروات وسفك الدماء وخنق الحريات بالاعتقال والتهجير.

ونحن هنا نعلن ببساطة إن شعب العراق حر أبي عظيم وإنه شعب واع ويعرف واجباته، ونعلن أيضاً إن مقدار الظلم والتضليل الذي تعرض له شعبنا عبر الحروب التي فرضت عليه وعبر حصار لم يشهد له تاريخ البشرية مثيلاً، ودام قرابة أربعة عشر سنة، لم يواجه مثله شعب من قبل، ونذكر فقط ليس إلا إن القبول بحكم الأجنبي خنوع ومذلة وإن القبول بالطائفية السياسية خذلان للوطن وللشعب وقبول بالتفتيت والتشرذم الذي نهى عنه الله ورسوله وكل الصالحين عبر التاريخ.

الأمر الذي يتطلب من الأحرار ومن القوى الوطنية أن ترفع مناسيب نضالها التنويري والتعبوي بين صفوف الشعب، واضعة نصب عيونها ما يأتي:

أولاً: إن الطائفية السياسية ليست انتماءً مذهبياً، ومن فهم من شعبنا أن المذهب سياسة وحاكم ومحكوم يجب أن يخرج من هذه القناعات الخاطئة لأنها وسيلة احتلال لإنهاء وجود الوطن وتمزيق لحمة الشعب.

إن وطننا فيه أديان ومذاهب وقوميات، والدولة الوطنية لا يبنيها غزو واحتلال يتبنى الطائفية السياسية التابعة للأجنبي ولا المحاصصة التي أفقدت الدولة معناها وهدمت هياكلها.

ثانياً: إن من يوظفهم الغزاة والأجانب، سواء كانوا أفراداً أو قوى وأحزاب وميليشيات لا يمكن أبداً أن يكونوا من أبناء شعب العراق الأبي بل هم مرتزقة ومقامرون قتلة فاسدون، تسعة عشر سنة احتلال أثبتت صحة هذا الكلام بالمطلق وليس فيه أية نسبية.

ثالثاً: إن الطائفية السياسية في العراق التي تبناها قطباها، الدعوة العميل والإخوان المسلمين واشتقاقاتهما وتوابعهما، هي ليست نتاجاً عراقياً بل هي نتاج إيراني تركي ومن تبع إيران والأتراك بضلالة وأغراض ضيقة.

إن على كل عراقي أن يدرك إن غزو العراق سنة ٢٠٠٣ لا زال قائماً ويستدعي ضرورة المقاومة، وإن الاحتلال الإيراني ليس له أساس ديني قط، بل هو احتلال فارسي هدفه إقامة امبراطورية قومية فارسية تركب التشييع الصفوي كعربة لتحقيق الأغراض الفارسية.

وإن الغزو الأمريكي للعراق لم يهدف إلى أي غرض يخدم العراق وشعبه مهما كانت الادعاءات وأياً كانت لغة الإعلام المضلل.

على شعبنا الأبي أن يعيد قراءة المشهد ويحتكم إلى تاريخ وحاضر الشعوب الحرة التي تقاتل من أجل سيادتها وأمنها القومي وثرواتها ومصالحها وتقدمها.

وليكن ما يجري الآن بين روسيا وأوكرانيا درساً يهضم بعلمية وموضوعية وبلا انحياز سياسي، فروسيا تعيد مجد الاتحاد السوفيتي بقوة، وأوكرانيا قد استؤجرت لحلف الناتو لتكون حافة التهديد الدائم والمخيف لروسيا.

وبين الحق والباطل يا شعبنا الأبي شعرة أو مسافة ومساحة أربع أصابع فقط كما قال خليفة وإمام المسلمين علي بن أبي طالب عليه السلام. 






الثلاثاء ٢٨ رجــب ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أذار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة