بعد التوقف الإجباري شبه التام للعمل
المقاوم المسلح في العراق الذي سببته داعش الإرهابية بعد سيطرتها على مدن الثورة
وحواضنها بتخطيط وبتمكين أمريكي إيراني نفذته القوى المنفذة ميدانياً للعملية
الاحتلالية، يتقدمها حزب الدعوة العميل بقيادة نوري المالكي وحزب الله بأجنحته
العراقية وغير العراقية، وغيرهم من قوى الطائفية السياسية والمحاصصة البغيضة، جاءت
ثورة تشرين التي كان لها الدور الأهم، بعد المقاومة المسلحة، في بعثرة العملية
السياسية وإحداث ثغرات قاتلة في مسيرة منهجية إيران الاحتلالية المباشرة منها وغير المباشرة، أي التي يديرها
وكلاء إيران وذيولها من أحزاب وميليشيات يتقدمهم الحشد المسلح الإيراني الولاء
والإدارة.
إن نتائج الانتخابات الأخيرة التي
تمكن فيها جزء يسير من شعبنا المشاركة
فيها من اقصاء رؤوس الفتنة الطائفية والولاء الفارسي، مثل حزب الدعوة وفيلق
هادي العامري وعصائب قيس الخزعلي وغيرهم، حيث لم يحصلوا على النسب التي كانوا
يدخلون بها البرلمانات الاحتلالية منذ غزو العراق، هي ثمرة من ثمار تشرين على
الرغم من أنها ثمرة ليست ناضجة تماماً بعد، غير إنها تعني من بين ما تعنيه صناعة
الشرخ المطلوب في العملية السياسية وصناعة التخبط الأهوج الذي نشاهده الآن، ويرسم
مشهد العراق الذي آلت إليه السلطة الطائفية ومنهج المحاصصة، حيث صار الصراع واضحاً
بين أطراف العملية السياسية، وجوهر أدوات هذا الصراع هي ذات الأدوات التي خلقها
الغزاة والمحتلون ألا وهو الفساد الذي صار السيف الذي يحارب موظفو العملية
السياسية بعضهم بعض بواسطته.
فالتيار الصدري لا يحارب نوري
المالكي وجماعته إلا بسيف الفساد الذي مارسه نوري وحزبه وجماعته، والرد الذي يقوم
به نوري وهادي والحشد هو الآخر رد يستخدم الفساد بعينه سواء كان ذلك عبر القوانين
الفاسدة التي تبنتها العملية السياسية أو الجرائم المتضمنة جرائم قتل ونهب الأموال
وغيرها.