شبكة ذي قار
عـاجـل










لولا الأمريكان ما تنمرت إيران

أبو فرات العراقي

  في طيات الأحداث والمجربات والمواقف المتغيرة والمحن الصعبة والتراجع العربي الرهيب الغريب العجيب، والتخلي عن القيم والمبادئ والثوابت والروابط العربية الأصيلة، وخاصة بعد الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق، بعد أن كان السد العالي المنيع وحامي البوابة الشرقية للأمة العربية المجيدة، تربعت إيران الشر والإجرام والعدوان والانتقام، وحققت نجاحاً لحلمها الأزلي الخبيث، وأصبحت صاحبة نفوذ وسيطرة وقرار بالعراق والمنطقة العربية، ووراء كل تلك  الأحداث والمتغيرات  والمجربات (أمريكا)، التي أوجدت لحليفة الانتقام والاضطهاد كل الأسباب الحقيقية والدواعي والمقومات، بعد أن قدم العراق خلال السنوات الفائتة كل تلك التضحيات الغالية البشرية والمادية لصد الريح الصفراء المسمومة لثورة الدجل والكذب والشعوذة الحاقدة القادمة من إيران بحرب الثمان سنوات المفروضة، ليخرج العراق وشعبه منتصراً في معركة قادسية صدام الثانية، فضلاً عما حصل من خراب ودمار على المستويات كافة، لتستمر إيران في توسيع دوائر نفوذها وتحقيق الأهداف الضالة  والمشاريع المخربة، والايغال بمزيد من التدخلات وبأدق التفاصيل في أقطار المنطقة.

 نعم، نقول ونؤكد ونجزم مع سبق الإصرار والتحدي، فلولا الأمريكان ما استطاعت واستفحلت وتربعت وتنمرت وأضحت إيران الشيطان بهذه القدرة والمكانة بالسيطرة والنفوذ المباح والاستبداد والتسلط اللافت على أقطار الأمة ومنطقة الشرق الأوسط بل العالم كله، واستغلالها الصمت والسكوت الأمريكي ودول العالم الغربي، وما جرى من أحداث وحروب وثورات وحركات سياسية وفكرية لتوسع دائرة النفوذ وتحدد المصير والتحكم بالقرار السياسي في بعض أقطار الأمة المسَلَّمة لها، بسبب ارتقاء الخونة والعملاء والجواسيس والفاسدين والذيول والاتباع والعبيد في حضنها وتنفيذ كل ما تقرره وتأمر به متخذين ستار الإسلام شعاراً وعنواناً للكذب والخديعة والدجل والاستغلال.

لقد وصلت إيران الشر والعدوان وذيولها إلى المبتغى وحققت بعض الأهداف والمخططات والمشاريع المخربة العدوانية والإجرامية بالمنطقة، ونالت جزءاً من الآمال والأحلام من خلال التعاون والتنسيق الخفي السري غير المعلن ومنذ عقود من الزمن بين العدوان الثلاثي ( أمريكا وإيران والكيان الصهيوني)، لتكون إيران بهذه القوة والقدرة من الخصومة السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية مع التهديد والوعيد المستمرين والسيطرة والنفوذ على بعض أقطار الأمة، وبعلم وموافقة دول العدوان لتبقى المنطقة العربية برمتها من دون استقرار وسلام وأمن وأمان، لتعيش شعوب المنطقة العربية في حالة الفقر واليأس والظلام والتخلف، لفرض القناعة التامة الملحة، بأن حاجة زعماء وملوك ورؤساء  العرب إلى وجود  الأمريكان بالمنطقة والتوسل بها من أجل الحماية  والخلاص من عدوان وإجرام وظلم وانتقام إيران الباقي والمستمر،  ولأجل حماية الكراسي والعروش وإفساح المجال لصرف الأسلحة والمعدات والأجهزة الحربية والابتزاز بنهب الأموال والثروات والخيرات العربية، وهكذا كانت الأدوار متبادلة بين أمريكا وإيران ليبقى الكيان الصهيوني الغاصب المحتل لفلسطين سكيناً في خاصرة  وقلب الأمة العربية والإسلامية، أما الكيان الصهيوني  وهو في وضع آمن ومستقر بعيداً عن التهديد والخوف، وتبقى أقطار الأمة العربية تحت التبعية والرحمة والوصاية الخارجية أطول فترة ممكنة من الزمن، وفرض الإرادة والإدارة لسلطات ضعيفة عميلة خائفة فاسدة تنهب وتسرق خيرات البلاد والثروات والأموال، لا سلطة ولا قرار ولا كلمة لها، إلا التنفيذ للأوامر والتوجيهات، حسب ما يخطط ويطلب منهم فقط.






الثلاثاء ٢١ رجــب ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / شبــاط / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب رافد رشيد مجيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة