شبكة ذي قار
عـاجـل










التغيير المنتظر في العراق وماهي الطريقة والأسلوب؟

فوزي عبد الجليل

بادئ ذي بدء نؤكد أن الجميع لديه القناعة الكاملة إنه لابد من احداث التغيير السياسي في العراق، بسبب فشل العملية السياسية التي أسسها الاحتلال فشلاً تاماً وذريعاً، أدى إلى تدمير البلاد بكل المجالات، ناهيك عن تدمير المجتمع العراقي وانهاكه وارباكه واحداث التغييرات السلبية في الحياة الاجتماعية واضطراب الهوية والانتماء.

 والسؤال، من الذي يستطيع العمل على احداث التغيير المنشود في العراق؟

 فما حدث من تغيير سنة ٢٠٠٣ بطريقة الاحتلال العسكري من قبل جيوش أكثر من ثلاثين دولة، هل بالإمكان إعادته الآن؟

 هذه النقطة تتطلب شيئين، الأول التحشيد الدولي في مجلس الأمن وهو من الصعوبة تنفيذه بسبب المتغيرات السياسية عنها قبل سنة ٢٠٠٣، والتي تمكنت أمريكا وعملاؤها من خداع العالم بالكذب تمهيداً لاجتياح العراق، واليوم حتى تلك التحالفات نفسها قد تغيرت خططها، وتوضحت صور الوضع السياسي في هذه المنطقة وغيرها.

 والنقطة الثانية، إن كانت أمريكا هي مركز التغيير أو المؤهلة له، فبهذه الحالة تحتاج إلى سبب مقنع لها ولغيرها لإحداث التغيير بالعراق، وهي ما زالت لغاية هذه اللحظة داعمة ومؤيدة للنظام العراقي الفاسد، وضعفه وفشله هو جزء مهم من خطتها لدعم الكيان الصهيوني وارباك المنطقة والسيطرة عليها لعدة أسباب جيوسياسية واقتصادية.

 يبقى لدينا الطريق الثاني المتوقع للتغير وهو الداخلي، وهو المعول عليه شعبياً وعربياً، ولكننا نرى أن الشعب العراقي رغم شغفه واصراره على التغيير لكنه ما زال واقعاً تحت تأثير سيطرة إيران عليه بكل شيء، والأمر يحتاج إلى اضعاف هذه السيطرة وانهائها، لتكون الفرصة متاحة أمام الشعب لنجاح ثورته الشعبية العارمة.

 وعلى الشعب العراقي أن يعي أن هذه الثورة ستقابل بمواقف مضادة ما لم يعِ خطورة الموقف، ووعي الثوار وحسن عملهم ما بعد الثورة الذي هو أهم من الثورة نفسها، ويحتاج بهذه الحالة إلى الخبرة الحزبية والروح الوطنية والعمق الاستراتيجي الشعبي ليكون كل ذلك سبيلاً لتحقيق التغيير المنشود. 





الثلاثاء ٢١ رجــب ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / شبــاط / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فوزي عبد الجليل نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة