شبكة ذي قار
عـاجـل










يمر العراق اليوم، كدولة لها تاريخ عظيم وشأن دولي مهم، بأعظم اختبار في تاريخه منذ تأسيس الدولة العراقية عام ١٩٢١ وإلى يومنا هذا.

ولأول مرة تأول المعادلة إلى الشعب العراقي بصفته الجهة الوحيدة التي تعتبر الحل لما يمر به العراق من خطر وجوده كدولة قبل أن يتشظى ويتوزع إلى مدن وكانتونات ودويلات مصغرة تتبع هذه الدولة أو تلك حسب مصالح كل منها.

هذا الخطر يشعر به العراقيون جميعاً كما يشعر به الآخرون، ومنهم من هو مشترك بل مساهم كبير بتوجه العراق نحو التشظي والتدمير الكامل، وفقاً لمصالحه الاستراتيجية كإيران، ومنها من له المصلحة بالسيطرة على ثروات العراق التي أهمها النفط أو موقعه الجغرافي، أو استخدام العراق كنقطة ارتكاز في تهديد وتخويف الدول الأخرى مثل أمريكا التي تعمل وفق هذه الاستراتيجية، وأيضاً حماية الكيان الصهيوني في السيطرة على المنطقة.

كل الحلول لمشاكل العراق تعقدت وتشابكت في ظل الضعف الحكومي والنظام بشكل عام الذي تشكل لخدمة الدول العظمى وليبق تحت أوامرها، والسيطرة التامة للحرس الثوري الإيراني من خلال الأحزاب والميليشيات التابعة له في العراق.

لم يتمكن النظام العراقي ولن يتمكن من التغيير والإصلاح فهو خارج المعادلة تماماً.

كذلك جامعة الدول العربية التي أصبحت كأي دائرة حكومية تؤدي واجبات ورقية وتنهي الشهر لتستلم الراتب المخصص لها.

أما الأمم المتحدة فكانت وما زالت مهمتها القلق، وهي بحكم تكوينها ومقر إقامتها أصبحت أداة بيد الولايات المتحدة، ولن تتمكن من تقديم الحلول رغم تواجدها الفاعل في العراق قبل وبعد سنة ٢٠٠٣.

يبقى الحل الوحيد لاستعادة هيبة العراق وكيانه كدولة محترمة ذاتَ شأن دولي مهم في المجتمع الدولي، هو الشعب العراقي الواعي لقضيته.

لقد تعرض الشعب العراقي لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، ولأبشع عملية اسقاط مكارم الأخلاق واسقاط كل القيم الاجتماعية والدينية، ونشر الرذيلة والفساد والجريمة المنظمة والمخدرات لخلق أجيال مسخة، مهمتها انهاء دولة وشعب اسمه العراق.

ويبقى الأمل الكبير في وعي الشعب لهذه المؤامرة الخطيرة، وبعد أن يأس طيلة ١٨ سنة مضت من أي تطوير وإصلاح، بل الهبوط اليومي في كل معالم الحياة السياسية والاجتماعية والخدمية وسرقة ونهب ثروات البلد.

تقع عليه مهمة التغيير بثورة شعبية عارمة تتوحد فيها كل الجهود الوطنية وتعمل تحت هدف واحد هو اسقاط هذا النظام بأكمله وإتاحة الفرصة للشعب للمجيء بنظام وطني ديمقراطي حر ومستقل يعمل على تقدم العراق وبنائه البناء الصحيح، واسعاد ورفاهية شعبه المظلوم.






الاربعاء ١٥ رجــب ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / شبــاط / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فوزي عبد الجليل نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة