شبكة ذي قار
عـاجـل










ما هو التطبيع:

يمكننا أن نعرف التطبيع على إنه محاولة لإسكان الحرام وتحويله إلى حلال وتشريعه، هو محاولة لإجراء تجربة زراعة نسيجية لكيان مسرطن في جوف جسد آخر معافى، هو فرض بالقوة لممارسة من الممارسات اللاأخلاقية كالشذوذ والمثلية واللواط والزنا على مجتمع تسوده قيم وثوابت دينية واجتماعية وقبلية يعتز بها ويرى في أية محاولة لخرقها أو لتقويضها إجراماً مخططاً له وذو أهداف عدوانية بغيضة واسعة ومصممة لسنوات طوال أو لقرون.

التطبيع مصطلح يستخدم لإلزام شخص أو مجموعة أو شعب للتوافق والتراضي مع عدو ثابت على عدوانيته وحاقد مستقر على حقده وغاصب يمارس أبشع أنواع الإرهاب لتثبيت اغتصابه ومؤدلج على التوسع والجشع والازدراء لم ولن يتنازل عن أيديولوجيته، وبهذه المعاني يكون التطبيع عمل قسري يتم تسليطه بقوة السلاح والإذلال وامتهان الكرامة.

ليس لدينا تعريف آخر للتطبيع مع الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين المهجر والقاتل والسجان لشعبها العربي المؤمن الصابر المحتسب المجاهد المقاوم.

من هم المطبعون:

يمكن أن يكنى أو يلقب المطبعون مع الكيان الصهيوني بأية كنية أو بأي لقب ماعدا (العربي أو العروبة). فالعربي الأصيل المؤمن لا يمكن أن يقبل بالتطبيع لا كفكرة ولا كتطبيق لسبب طبيعي فطري عفوي بسيط هو أن الصهاينة قد سلبوا أرضنا وهتكوا أعراضنا وهجرونا من ديارنا وانتهكوا حقوقنا كبشر وكشعب، ولأن العربي يدرك إدراكاً قاطعاً بأن التطبيع مصطلح يحتوي على مغالطات كبيرة ومفضوحة، فهو ليس تطبيع بالمعنى اللغوي ولا الإنساني الذي يعني تكييف حالة  والطبيعية والقبول، بل هو تكريس للاحتلال والعدوانية والازدراء واحتقار إنسانية العرب، وهو في جوهره تحقيق للإيدلوجية الصهيونية الماسونية التي وضعت لتمزيق العرب أرضاً وشعباً وإقامة دولة لاهوتية استعمارية توسعية تمتد من فلسطين إلى النيل ومنه إلى الفرات.

التطبيع يعني تقسيم أرض العرب بين الصهيونية المتسترة بعباءة دينية وإيران الخمينية الفارسية المتسترة بعباءة طائفية.

المطبعون هم حكام العرب وليس العرب، وحكام العرب لهم تعاريف مختلفة ومتنوعة لكنهم ليسوا الشعب العربي ولا يمثلون إرادة الأمة ولا ثوابتها وأخلاقياتها ولا مشروع بقائها ورقيها ووحدتها.

 

لماذا يطبعون:

انخرط المطبعون من حكامنا بعملية التطبيع بعد أن ظنوا إنهم صفوا وأجهضوا ودمروا المشروع القومي العربي والوحدوي، وحولوه إلى جزر ضحل وربما مات وقبر كما يخيل لبعضهم، وهم يرون إن طاقة العرب على الصبر والتحمل والتضحية قد تلاشت أمام جبروت وطغيان الصهيونية والقوى والدول المساندة لها بالمال والسلاح والإعلام، ألا ساء ما يظنون.

نحن كعرب وكعراقيين وكبعثيين نرى في التطبيع شذوذاً وانحرافاً واستسلاماً مهيناً مذلاً، كما نرى فيه تنازلاً مهيناً عن حق الأمة في أرضها وثرواتها وسيادتها.

التطبيع هو أحد الأهداف الأساسية التي صمم غزو العراق واحتلاله لإنجازها، وهو أحد الأسباب التي صمم من أجلها دستور وقرارات اجتثاث البعث بعد غزو العراق.

ستقاوم أمتنا الاغتصاب والاحتلال ونتائج الغزو والتطبيع وستنتصر، سيجد المطبعون أنفسهم خارج حركة التاريخ لأن الله ثم التاريخ مع الأمم والشعوب، مع حقوقها، وليس مع الباطل والعدوان والانحراف.






الاربعاء ١٥ رجــب ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / شبــاط / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة