شبكة ذي قار
عـاجـل










لو كان في العراق المحتل نظام مثل بقية دول العالم، ولو كانت فيه انتخابات حقيقية تفرز برلماناً وطنياً وحكومة وطنية، ولو كان في العراق عملية سياسية بالمعنى الحرفي للسياسة ومصالح البلاد والشعب، بل لو كان في العراق سيادة حقيقية، لما حصلت كل هذه المناورات والمباحثات والمشاورات والمهاترات والتهديدات، ولما حصل كل هذا الضياع في الزمن المحسوب على تاريخ الشعب والوطن بعد كل انتخابات جرت بعد غزو العراق واحتلاله سنة ٢٠٠٣.

ولعل الأهم من كل ما ذكرناه آنفاً، لو كانت في العراق قوى سياسية وطنية حقيقية لما كانت واشنطن وطهران ولندن هي المرجعية الفعلية في انتقاء الرئاسات والتشكيلة الوزارية، ولما كان (إسماعيل قآني) عراب وساعي بريد بين العملية السياسية وبين خامنئي في طهران، وربما ساعي بريد مباشر أو غير مباشر مع واشنطن وتل أبيب ولندن.

وثمة تدخل آخر غير حميد، بل في غاية السلبية من أنظمة عربية وإقليمية أخرى، يزيد طين العملية السياسية الاحتلالية المخابراتية بلة.

إن ما يجري في جوهره هو ضحك على الذقون وسرقة للزمن لصالح العملية الاحتلالية واغشاء لأبصار العراقيين وتكريس للأمر الواقع الاحتلالي، إن ما يحصل هو إلهاء وغسل أدمغة وتغييب ممنهج لكي تستمر اللعبة الخيانية العميلة المجرمة لكل من توظف وارتزق بمسميات شيعية وسنية وعرقية عند جيوش الغزو وتجسس لدولها.

إن الطائفية والمحاصصة والفساد هي سحنة وجه العملية السياسية واللاعبين فيها ولن يغيرها إلا فعل عراقي مزلزل وتأتي لحظته على يد نشامى العراق لا محال.






الاربعاء ١٥ رجــب ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / شبــاط / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة