شبكة ذي قار
عـاجـل










هذه القاعدة ضرب بها الخميني عرض الحائط ، وتجاوزها تجاوزاً كاملاً ، وبذلك أفسد مسلمات المذهب ، وخالف الشرط الأساسي لشرعية الولي الفقيه ، وحول أسس شرعية الولي الفقيه من القواعد الدينية التي يحددها مبدأ - الأعلمية - إلى الغلبة السياسية والسطوة الحزبية والهيمنة الجماهرية التي تحددها الحزبية السياسية والغوغائية الشعبية ، وحين رجع الخميني على متن طائرة فرنسية إلى طهران كقائد ثوري جماهيري شعبي وكما رسم له وخططه من جاء به ، كانت المرجعية الدينية معقودة لعلماء كبار يفوقون الخميني من حيث - الأعلمية - هم المرجع الديني الكبير آية الله شريعتمداري الذي كانت في يده إدارة الحوزة العلمية في قم بصفته المرجع الأعلى في إيران وكان معه على نفس المستوى آية الله مرعشي نجفي ، وآية الله كلبايكاني ولكن حركة الخميني وما نتج عنها من سلطة سياسية دينية سارعت بفرض الإقامة الجبرية على آية آلله شريعتمداري وآية الله محمد الشيرازي ، ليخلو المجال للخميني ويتصدر المشهد ، ويكون هو المرجع الديني الأول بقوة السلطة السياسية وجبروتها وبتجاوز كامل لأهم أسس نظرية ولاية الفقيه وهو مبدأ – الأعلمية - ، وبذلك قامت ما يسمى بثورة الخميني بعملية تزوير ديني خطير واستمر هذا التزوير وصاحبته عمليات معقدة للتخلص من المنافسين بعد الخميني ، وحين مات الخميني تمت عملية تزوير أكثر شراسة وأشد وطأة فقد تم الزج بعلي خامنئي وهو في ذلك الوقت في رتبة علمية دنيا فقد كان يحمل لقب حجة الإسلام وليس لقب آية الله الذي يجعله مؤهلاً لأن يكون في صف من يتنافسون على مبدأ - الأعلمية - ليكون الولي الفقيه وقد تمت هذه العملية بترتيب وحنكة لا تخلو من التآمر من زميله حجة الإسلام هاشمي رفسنجاني للحفاظ على مصالح معتنقي منهج الخميني وتلاميذه وأتباعه أو اللوبيات الدينية والسياسية والعسكرية التي تحكمت في إيران بعد حركة الخميني ، وقد وقع الاختيار على خامنئي لأنه من السهل التحكم فيه لتدني رتبته الدينية وللتخلص من آية الله منتظري ذلك الحبر العملاق الذي عزله الخميني قبل وفاته وظن أنه تخلص منه للأبد ، وتم تمرير مرجعية خامنئي من خلال تغيير الدستور الإيراني عام ١٩٨٩ ليكون شرط المرجعية منطبقاً عليه بعد حذف كل الاشتراطات الدينية والعلمية التي لا تنطبق على من يحمل رتبة حجة الإسلام الدنيا في سلم المرجعية الدينية واستطاع خامنئي الاستحواذ على المرجعيتين الدينية والسياسية معاً بعد أن تم التخلص من كل المراجع الكبار إما بانتظار موتهم أو باستبعادهم من الصورة ، وخلا الأمر لخامنئي ، الذي يعد من أهم تلاميذ سيد قطب فقد ترجم له إلى اللغة الفارسية كتابين هما المستقبل لهذا الدين والإسلام ومشكلات الحضارة " بيان ضد الحضارة الغربية " وفي ٨ يناير ٢٠١٧ مات حجة الله الإسلام هاشمي رفسنجاني في مسبح فرح المملوك لزوجة الشاه الراحل شاهبانو فرح بهلوي ، وبعد اندلاع المظاهرات في شوارع المدن الإيرانية في ٢٠١٨ خرج من رجال الحوزة في قم من يهدد الرئيس حسن روحاني بالقول " المسبح في انتظارك " ، في إشارة واضحة إلى أن وفاة رفسنجاني لم تكن عادية وأن الرئيس روحاني قد يلاقي نفس المصير إذا لم يكن في طوع المرجعية المزورة ومن المؤكد أنه سوف تستمر عملية التزوير في المرجعية للإمساك بالسلطة السياسية بعد علي خامنئي لضمان مصالح معتنقي منهج الخميني وتلاميذه وأتباعه الدينية والسياسية والعسكرية التي استولت على إيران بعد ١٩٧٩ ، وسيستمر توظيف الدين لخدمة السياسة ، وتوظيف المذهب لخدمة العنصر الفارسي وأحلام إعادة الإمبراطورية ، وستأتي هذه (( اللوبيات )) أو معتنقي منهج الخميني وتلاميذه وأتباعه بمن تصنعه كمرجع وولي فقيه حتى وإن كان أدنى رتبة من حجة الإسلام في سلم الرتب الدينية للحوزة العلمية المكرمة في بحثه الرائع - نظرية الأعلمية - في الفكر الشيعي وأزمة اختيار الولي الفقيه المنشور في - المعهد الدولي للدراسات الإيرانية - وأورد الباحث محمد السيد الصياد كلمة للمفكر الشيعي هاني فحص يقول فيها (( إن الإيراني استيلائي ، لا يُحبّ أن يكون له دور وإنما نفوذ الدور يعني الشراكة ، الدور يشترط الآخر ، والنفوذ استتباع واستلحاق ، زبائني ريعي يشتري الرقبة والقرار ، يهمّه الوصول إلى هدفه ، هو براغماتي جدًّا ومسكون بهاجس الإمبراطورية التي يريد استعادتها بمنطق القوة الفارسية أو الشيعية أو الإيرانية مقابل الكثرة العربية ))

بوجود الأبناء الاصلاء للامة العربية حماة الديار بعموم الوطن العربي سيبقى الإسلام المحمدي صامدا" بوجه كل هجمات التضليل والبدع والخرافة

تنويه ستكون الحلقات القادمة تحت عنوان ظاهرة التدين وعلاقتها بالحرب على الإسلام المحمدي





السبت ١١ رجــب ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / شبــاط / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة