شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )
صدق الله العظيم
 

    القيادة العامة للقوات المسلحة
بيان رقم ( ١٥٩ ) بمناسبة الذكرى ( ١٠١ ) لتأسيس الجيش العراقي الباسل

يا أبناء شعبنا العظيم
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
أيها النشامى في قواتنا المسلحة الباسلة
أيها الأحرار في كل مكان
يستذكر العراقيون في هذه الأيام الخالدة الذكرى الأولى بعد المائة لتأسيس الجيش العراقي الباسل حيث وضعت لبنته الأولى في السادس من كانون الثاني ١٩٢١ وشكل ركناً أساسياً من أركان الدولة العراقية الحديثة وامتداداً لتاريخ العراق وقواته المسلحة الباسلة المعروفة، ولعل من أهم إنجازات العراق في العصر الحديث هي إعادة بناء جيش العراق وإعداده إعداداً حضارياً ووطنياً وقومياً وإنسانياً مع التركيز على تأهيله علمياً وعصرياً وباقتدار وتمكين على استيعاب كل معطيات التطور التقني والعلمي في ميادين الصناعات والابتكارات العسكرية تسليحاً وتجهيزاً.

وقد شكل أساس هذا البنيان الرصين والمتين لجيش العراق ونموه المضطرد في شتى الصعد خطراً بالغاً على مخططات وأهداف ومصالح الإمبريالية والكيان الصهيوني ونواياهما العدوانية ضد أمتنا، ودق ناقوس الخطر مجدداً وبشكل مكثف ومتسارع في هذه الأوساط العدوانية بعد أن تمكن هذا الجيش الوطني العريق من تحطيم وتهديم وتهشيم تلك الموجة الطائفية الصفراء القادمة من أشرار الشرق التي كادت أن تجتاح الأمة برمتها بالحرب التي شنتها إيران لكسر البوابة الشرقية للوطن العربي من خلال العراق بقيادته الوطنية الشامخة وشعبه الأبي الصامد، فكان جيش العراق لها، فكسر شوكتها وحطم كل آمالها بالنصر العسكري المبين في الثامن من آب عام ١٩٨٨.

ومنذ ذلك الحين وحتى يوم الاحتلال العسكري الغاشم لبلادنا الجريحة استمرت المخططات والتهديدات والمؤامرات بوسائل متنوعة وبكل ما أوتي الأعداء من قوة عسكرية واقتصادية وسياسية لاستهداف العراق وإضعافه والنيل من جيشه الباسل، صاحب السفر الخالد في عقيدته العسكرية الوطنية والقومية، التي كانت تعتبر جيش العراق هو جيش الأمة أينما تطلب الأمر وجودها على أراضيها للدفاع عنها، وهكذا نجد الشواخص قائمة في مقابر شهداء هذا الجيش العروبي في المفرق الأردنية وجنين الفلسطينية ودماء الشهداء في أرض سيناء المصرية ودمشق السورية، مثلما ساند جميع حركات التحرر للشعوب المناضلة من أجل حريتها واستقلالها.وأن التاريخ القريب يروي لنا قصص البطولة والبسالة والفداء لهذا الجيش الباسل ومقاتليه الأشاوس عبر سني كفاحه المجيد منذ تأسيسه عام ١٩٢١ وحتى الاحتلال الغاشم في ٢٠٠٣م.ولذلك نرى أن من أولى القرارات التي اتخذها العدو الغازي بعد دخوله العراق هو قرار حل الجيش وقوى الأمن الوطني.

أيها الأحرار في كل مكان
بعد أن أصبح جيش العراق نموذجاً فريداً وعنواناً كبيراً لتجربة العراق الجديدة التي تجاوزت تلك الخطوط والحدود التي رسمتها الصهيونية العالمية والامبريالية الأمريكية لأقطار الأمة وأنظمتها، قررت التصدي لتجربة العراق وجيشه الباسل فحشدت عليها قوى الكفر والشرك والعدوان من كل أصقاع الأرض لتطفئ جذوتها خلال الغزو والاحتلال الذي جرى في التاسع من نيسان ٢٠٠٣.

لقد تصور الغزاة وعملائهم وأذنابهم والمنافقين والمرتدين أن كل شيء قد انتهى بعد الاحتلال وحل الجيش العراقي، وسوف لن يبقى للعراق الثائر جيش بعد اليوم يحمل الأمانة ويسهم في إعادة بناء الوطن.خسئوا، فلم يعلموا أن جيش العراق هو ابن الشعب العظيم، ولد في أرضه، وشرب من لبنه، ونشأ على عقيدة الأمة، ونهل من قيمها الأصيلة، وتربى على الطهر والأمانة والصدق والوفاء والفداء والبطولة، وعلى قيم ومبادئ الوطن والأمة.فانتفض رجاله مع أبناء الشعب في وجه الغزاة وعملائهم من خونة الشعب والأمة، وأشعل الأرض ناراً تحت أقدامهم بقوة لا تلين وعزم لا يستكين في أسرع وأشرف وأقوى مقاومة شهدتها حركات التحرير الشعبية في المعمورة، لقد قامت على أكتاف رجال جيش العراق ومن تعاون معهم أعظم وأسرع وأشرف مقاومة في حروب التحرير الشعبية في الأرض وأدوا دوراً باسلاً ومجيداً يضاف إلى تاريخهم وتاريخ جيشهم الباسل المجيد، حتى اعترف العدو بالخسران والخذلان والهزيمة النكراء بالرغم من فارق القوة العسكرية والتسليحية والاقتصادية بين طرفي الصراع، طرف استعماري محتل بغيض، وطرف مقاوم متوكل على الله وذو روح معنوية فريدة للدفاع عن الأرض والعرض ضد الغزاة.

يا أبناء شعبنا المجيد
لقد لاحق الأعداء والأشرار من الغزاة والعملاء أبناء جيشنا الباسل المجيد فاغتالوا العديد من قاداته ومقاتليه واعتقلوا وشردوا وهجروا الكثير من أبنائه.إلا أن جذوة روح الكفاح ما زالت تعتمل جنبات الأحياء منهم وستبقى دافعاً لهم في التصدي لمشروع الغزاة والمحتلين مهما زادت الخطوب ومهما ارتفع سقف التحديات، فهم الأبناء البررة لشعبهم وأمتهم.فالمجد كل المجد والتحية المعطرة بأريج الانتصارات في كل الميادين مهداة لهم في عيدهم المجيد وفي ذكرى التأسيس الخالد.

وفي هذا اليوم المجيد نتقدم بأزكي التحايا إلى قادة جيشنا البواسل يتقدمهم شهيد الحج الأكبر القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله والذي كان القائد الفعلي للنصر الناجز في القادسية المجيدة خلال صراع السنوات الثمان في الحرب الإيرانية العراقية، والتحية مقرونة بالتقدير والاعتزاز لشهيد الجهاد والمطاولة البطل المجاهد عزة إبراهيم الذي كان له الدور الأبرز في المحافظة على المسار الوطني للقوات المسلحة خلال سنوات المقاومة والتصدي لقوات الغزو والاحتلال وتجنيبها الانحراف والانزلاق مع مخططات الأعداء والعملاء، وساهم في حفاظها على مسارها الوطني والقومي.

الرحمة والغفران مقرونة بالشكر والتقدير لشهداء جيشنا الباسل ممن روت دماؤهم الزكية أرضنا الطاهرة وساهمت في صناعة تاريخه المشرق

تحية إلى كافة رجال جيش العراق الباسل المجيد وإلى مؤسسيه الأوائل وقادته الذين تحملوا مسؤولية قيادته في كل الظروف والأحوال وسجلوا المآثر الخالدة

تحية إلى القادة البارزين الشجعان في جيشنا الذين قضوا نحبهم خلال مواجهة قوات الغزو والاحتلال، سواء خلال المواجهة المباشرة أو في ملاحم المقاومة الوطنية ضد الغزاة أو من الذين استشهدوا في سجون الاحتلال والحكومات العميلة، ونسأل الله تعالى أن يفرج عن الذين لا زالوا في المعتقلات والسجون.

تحية مقرونة بالتقدير والمحبة إلى كل صنوف جيشنا الباسل في هذه المناسبة العزيزة على القلوب
تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب
والمحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً.

القيادة العامة للقوات المسلحة
بغداد المنصورة بإذن الله
٦  كانون الثاني ٢٠٢٢






الاربعاء ٢ جمادي الثانية ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / كانون الثاني / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب القيادة العامة للقوات المسلحة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة