شبكة ذي قار
عـاجـل










جمهورية رواندا وتعني أرض الألف تل هي دولة في شرق أفريقيا بمنطقة البحيرات العظمى الأفريقية ، و تعد وأحدة من الدول التي ينبع فيها نهر النيل.وبالرغم من قربها من خط الاستواء، إلا أنها وبسبب ارتفاع سطحها تتميز بمناخ معتدل الحرارة والتضاريس الجميلة ووفرة الحياة البرية، ا لذا تعتبر السياحة أحد أكبر القطاعات في اقتصاد البلد ..

هذا البلد الافريقي الجميل شهد عام ١٩٩٤ حرب أهلية على نطاق واسع؛ عندما شن القادة المتطرفون في قبيلة الهوتو التي تمثل الأغلبية في رواندا حملة إبادة جماعية ضد الأقلية من قبيلة التوتسي.وخلال١٠٠ يوم تقريبا، قُتل ما يربو على مليون شخص، وتعرضت مئات الآلاف من النساء للاغتصاب، وكانت غالبية الضحايا من قبيلة التوتسي ..

وتوقفت أعمال العنف هذه عندما نجحت الجبهة الوطنية الرواندية، وهي قوة ذات قيادة توتسية، من طرد المتطرفين وحكومتهم المؤقتة المؤيدة للإبادة إلى خارج البلاد.الا أن رواندا بقيت غارقة في الفوضى لمدة ٥ سنوات الى أن تولى كاغامي عام ٢٠٠٠ السلطة ، و الذي حدد هدفين رئيسيين لحكومته :

١ توحيد الشعب
٢.تخليص البلاد من الفقر

.وشرع كاغامي في خطة من عدة محاو لتنفيذ هذه الأهداف ، في مقدمتها تحقيق المصالحة المجتمعية، وإنجاز دستور جديد حظر استخدام مسميات الهوتو والتوتسي، وحرم استخدام أي خطاب عرقي في البلاد.وقد نجحت هذه الخطة الصارمة من تطويق آثار الحرب الأهلية وتحقيق المصالحة بين أفراد المجتمع، وعاد اللاجئون إلى بلادهم، ونظمت محاكم محلية لإعادة الحقوق وإزالة المظالم ..

ومع التقدم في الملفات الاجتماعية، وجهت الحكومة طاقتها للتنمية وتطوير الاقتصاد فتمكنت من رفع متوسط دخل الفرد عام ٢٠١٥ إلى ثلاثين ضعفا عما كان عليه قبل عشرين عام.ثم صار اقتصاد البلاد الأسرع نمواً في أفريقيا خلال السنوات الأخيرة بعد أن حقق قفزة في الانتاج المحلي بلغ معدلها ٩% سنويا خلال الفترة بين عامي ٢٠٠٠ و٢٠١٥.وأصبحت رواندا واحدة من أهم وجهات المستثمرين ، كما انها نجحت في القطاع السياحي بزيادة أعداد السياح إلى أكثر من مليون سائح عام ٢٠١٨؛ مما عزز الفرص الاقتصادية وحول رواندا إلى وجهة عالمية جديدة تستقطب الزوار والسيّاح من أنحاء العالم.

وارتفعت قيمة الناتج الإجمالي المحلي إلى نحو ٨.٥ مليارات دولار العام ٢٠١٦ بينما كان نحو ٢.٦ مليار عام ٢٠٠٥ وتقلص الوقت اللازم لإنشاء نشاط تجاري فيها من ٤٣ يوماً إلى ٤ أيام فقط.ولم تكتفِ رواندا بتنويع مصادر الاقتصاد ولكن حرصت أيضا على استدامته من خلال تشجيع الفرص الاقتصادية الناشئة، وتطوير الخدمات المالية والمهنية والنهوض بصناعات التعدين والزراعة.وأعادت بناء البنية التحتية لتدعم نمو القطاع الخاص وتشجّع انطلاق الأفكار المبتكرة ، وتعزيز مكانة المرأة في الاقتصاد والمجتمع.وقد صاحب هذا النهوض الاقتصادي تراجع معدل الفقر في البلاد من ٦٠% إلى ٣٩%، ونسبة الأمية من ٥٠% إلى ٢٥%،

وفي مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تحتل رواندا اليوم موقع الريادة في أفريقيا، بعد أن أصبحت توفر الإنترنت مجاناً داخل منظومة المواصلات العامة وسيارات الأجرة، وفي مؤسسات القطاع الصحي، وضمن معظم المباني التجارية والخدمية، كما أنها رائدة في توظيف التكنولوجيا الحديثة في المجال الاقتصادي،.وقد توجت رواندا هذه النجاحات بإطلاقها مؤخرا أول قمر اصطناعي في إطار مشروع متكامل لربط المدارس والمناطق الحضرية بالإنترنت المجاني، والانتقال لشبكات الكوابل الضوئية ..

للأسف في العراق الذي يمتلك كل مقومات النهضة الحديثة من وجود الكادر المتعلم ووفرة في الموارد المائية بالإضافة الى وجود احتياطي ضخم من النفط والمعادن أخرى، لم نراه يشهد أي تطور يذكر في المجال الزراعي أو الصناعي أو تحسين حالة الفرد المعيشية منذ عام ٢٠٠٣.وذلك لأن قادة العراق الحاليين لا يمتلكون نفس المصداقية الموجودة لدى قادة رواندا لتحقيق مثل هذه النهضة الشاملة في بلدهم.وان مثل هذه النهضة الحقيقية سوف لن تتحقق في بلاد الرافدين الا بقيام نظام وطني جديد يقارع الفساد ويعمل بإخلاص وجدية من أجل الوصول الى هذه الأهداف النبيلة.





الاربعاء ١٨ جمادي الاولى ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / كانون الاول / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. مؤيد المحمودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة