شبكة ذي قار
عـاجـل










إختلفت المفاهيم وكثرت الإنحرافات وتعددت رموز العمالة والخيانة وساحة الأمة أصبحت حبلى بأحداثها تسببت تلك الأحداث وخصوصا بضياع القرار العربي بتراكم معاناتها وقذفت بمصالحها نحو اليأس ولم يعد هناك للقوس مضرب , أما الممارسات بسبب الواقع السياسي الرديء فقد إستفحل دون رادع ولم يعد شيء إيجابيا ملموسا سوى الحاضر المرفوض والمفروض بمده وجزره الحاضر المؤلم وما يتضمنه من أحداث مستعرة وهوس الصراعات ألتي قادت إلى وادي التمزق والتشرذم , وواقع مرير ومحاولات تفتيت الخنادق التي سال دماء أبنائها الميامين بسوح الوغى وميادينها وأمة إنحنت قامتها وأجيال تضرب صاع على صاع .. أما كراسها لم يتضمن سوى أحرف الإستغاثة بسبب معاناتها ألتي إلتصقت بجدران صفحاتها وسطورها التي تشابكت أحداثها الساخنة وما ستتركه من أثر مأساوي بمسيرة الأمة بسبب الأحداث التي عصفت بها كأمة عريقة وتأريخها المشرف وأوقعتها بحوض الأزمات والتحولات الخطيرة والأحداث التي تراكمت دون الخروج من واقعها المؤلم , حيث مهدت جميعها وعلى إختلاف مراحلها الطريق للقوى المعادية بإستباحة الوطن العربي التي كانت تستدعي القرائة قبل إستفحالها والتصدي للقوى المعادية وأهدافها وإتجاهاتها الرامية إلى تحطيم إرادة الأمة بعيدا عن المراهنات والجري وراء منهجية التبعية التي لهث ورائها الكثير من الجهلة والمارقين وأصحاب الرؤى الضيقة والخونة والعملاء ومن تبعهم وأرتمى بأحضان القوى الكبرى خدمة لمصالحها بدلا من صد النهج المعادي وممارساته بحق الأمة وشعوبها
شرف الأمة أمانة بأعناق أبنائها

بصراحة إن أي تخاذلا عربيا إتجاه الأمة ومصالحها يبيح للقوى المعادية تمرير أهدافها ومطامعها ألتي بحثت عنها دائما ومارست شتى الضغوط بحق أبنائها المناضلين أللذين وقفوا لتلك القوى بالمرصاد لقطع الطريق أمام ليس محاولة توسعها فحسب , وإنما لإسقاط مخططاتها ومآربها التي سعت اليها عبر المراحل الماضية وإفشال محاولة الإنفراد بمصير الأمة والتحكم بقرارها السياسي بسبب تراجع حكامها وركاكة وفشل السياسة العربية المتبعة وخصوصا من كان يخشى أن يعرض قضايا امته وطموح أبنائها والنضال من أجل نهضتها التي ضحوا من أجلها بما لا يروق للدول الكبرى وحتى قضاياها العادلة مثل قضية فلسطين والتي تعتبرها القوى الكبرى كقضية ثانوية وكأن العرب هم من إغتصب أرضا وشرد شعبا وتسبب بصناعة الكوارث والأزمات والشدائد

ولو عدنا بصراحة إلى الموقف العربي وبجميع الهيئات الدولية ومن خلال حتى الجامعة العربية لتأكد لنا ورغم هناك ما يؤكد الحق العربي لم يصرخ الحكام العرب بإستثناء العراق الذي وجد نفسه وحيدا أمام تلك القوى المتصهينة بتلك المحافل بصوت واحد سوى اللجوء الى بعض المشاورات التي إن حضرت لاتعد , وإن غابت لا تذكر , وأغلبها فاشلة والهمهمات المختلطة بين الخوف بسبب المصالح الفردية والمنافع الشخصية وبين العمالة دون الوصول إلى قرار حاسم يخدم مصالح الأمة والقضية.مصحوبة تلك الممارسات بمؤشرات التنازلات والتغاضي عن الحق العربي وترك القوى المعادية تمرر مصالحها رغم جراح الأمة ونضال وتضحية أبنائها , التغاضي المؤلم الممزوج بالتنازل والتخاذل والخنوع والإنبطاح دون قرار وطني معبر عن الوفاء للأمة ومصالحها ورؤية وطنية تضمن للحق العربي حقوقه وتفرضه على القوى الكبرى وإستغلال حتى الثروة المعدنية التي يملكها العرب كسلاح ضد القوى الكبرى والذي حثت عليه العراق وقيادته الوطنية طيلة المراحل ولغاية عام ٢٠٠٣ عام جريمة الغزو والاحتلال لإجبار القوى ذات النفوذ الدولي على الإعتراف بالحق العربي المغتصب بالكامل دون شرط أو قيد
ولو عدنا إلى حالة الجسد العربي أي جسد الأمة برمتها ليس المنهك فحسب وقلبها المترع بالحريق بسبب تعاقب وتراكم الأزمات ومرارتها وممارسات الحكام العرب اللامنطقية والبعيدة عن تقييم الواقع المرير كل البعد وعلى مر المراحل التي مضت بآلامها وحجم سلبياتها وإنعكاساتها المختلفة والتأريخ الملطخ ليس بالأزمات فقط وانما حتى بالإنتهاكات والخروج عن الأصول القانونية وغياب العدالة لتأكد لنا ولجميع المتابعين للشأن العربي انه لا يوجد ركن عربي بأرض العرب لم تمسه الحرائق , أما بسبب السياسات المتلونة والغير ثابته والإنحرافات , .أو السياسة الغير مستقرة التي تلهث وراء التبعية , أو بسبب الدول الإقليمية المجاورة التي ساهمت بإشعال الفوضى وساهمت بتنمية الصراعات والخلافات ودعم القوى البعيدة عن الأحاسيس الوطنية ذات المنافع والمصالح والقوى التي تتنفس ريح الإنتهازية وسمومها لتمرير تلك الدول مآربها ودوافعها مثلما حدث في العراق عام الغزو والإحتلال والذي أظهر الكثير من معادن الدول المجاورة كمعادن رديئة التي ساهمت بنحره وتدميره كدولة وكيان وقيادة وطنية قدمت للأمة مالم تقدمه أية دولة عربية بتأريخ الأمة ومراحلها السياسية , ,

في الحقيقة لا نريد أن نقرأ الفاتحة على مصير الأمة رغم فشل سياسة حكامها , وغياب العراق كدولة ريادية قيادية سخرت طاقاتها وإمكانياتها وقدراتها العسكرية والاقتصادية والعلمية لخدمة الأمة وشعوبها ووقفت قيادة الدولة والحزب المواقف المشرفة التي شهدت لها الشعوب العربية وحتى أعداء الأمة حيث كان له أثرا كبيرا لغاية عام الغزو والإحتلال والذي أطاح بأهم قلاعها المشرفة على الجبهة الشرقية والتقارب العربي الذي دعا له العراق لم يقبر لازال حيا رغم التباعد العربي والخلافات المستمرة التي بقيت دون أية حلول , أو تقارب الرؤى أو المواقف لإعادة ترميم الخندق العربي , , ورغم من بقاء المشهد العربي دون تغيير ولايبشر بالخير وإستفحال من أهدر الدم العربي وتعمد بتهديم أركان الخندق النضالي وكووا بنارهم أجساد شعوبهم ومنضاليها ووجهوا الطعنات إلى خاصرة الأمة وراحت سمائها تمطر دما والخناجر تستهدف الحناجر الهاتفة بحياة الأمة وتغييب العقل العربي , وبالرغم من الخلافات تلف المكان والمراحل بعباءة مرارتها لكن هناك أملا باستعادة الأمة قوتها وسيادتها وإمكانياتها وقدراتها وهيبتها من خلال الحناجر التي لن ولن تتوقف وصوتها المدوي وهتافها الهادر في سبيل الأمة المجيدة ومجدها وقيمها وتأريخها المشرف .. والأوطان لا تستغيث إلا بأبنائها ولا تحرر إلا على يد منضاليها وأحرارها وأوفيائها الشرفاء





الجمعة ١٣ جمادي الاولى ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / كانون الاول / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غياث الشبيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة