شبكة ذي قار
عـاجـل










العمل على إضعاف حكومات الاحتلال في العراق تمهيداً لخلق قيادة سياسية ضعيفة تدين بالولاء والطاعة لإيران ، الأمر الذي يسهل لها تحقيق مصالحها بأقل تكلفة ممكنه ، ونشـير إلى تصريح قائد فيلق القدس الإيراني المقبور قاسم سليماني الذي قال فيه {{ أن بلاده حاضرة في الجنوب اللبناني وفي العراق وأن هذين البلدين يخضعان بشكل أو بأخر لإرادة طهران وأفكارها }} كما عملت إيران على الضغط علي الحكومات العراقية المتتالية من أجل تقديم تنازلات مرتبطة بالحدود المشتركة ، وفي هذا الاطار استطاعت إيران انتزاع موافقة العراق على اتفاقية الجزائر عام ١٩٧٥ التي تحدد الحدود الفاصلة بين البلدين ، كما استطاعت أيضا انتزاع موافقة الحكومة العراقية التي تشكلت بعد الاحتلال الأمريكي على إعلان مسئوليتها في شن الحرب على إيران في عام ١٩٨٠ ومما يستتبع ذلك من آثار قانونية خاصة بالتعويضات وما إلى غير ذلك وصولا الى مطالبة رئيس لجنة الطاقة البرلمانية الإيرانية بتنازل العراق عن ابار نفطية مشتركه كتعويضات عن الحرب ، كما تم وضع عنوان للتحرك الإيراني تجاه العراق يخالف حقيقة نواياها ، من خلال اختراق منظومة ما يسمى بالقيادة العراقية ما بعد ٢٠٠٣ تحت عنوان تقديم الاستشارات للمتحكمين في النظام السياسي حول بعض القضايا والمشكلات العراقية السياسية والاقتصادية ، وتكثيف الحوار والاتصالات معهم ، علاوة على محاولة ايران التأثير على الواقع الديموغرافي في العراق وتغيير الوزن النسبي لبعض مكونات الشعب العراقي خاصة من الشيعة ، وذلك من خلال الضغط على الحكومة العراقية لإعطاء الجنسية العراقية الى عدد كبير من الإيرانيين الموجودين في العراق والذين يقدر البعض عددهم ب ٢.٥ مليون تقريباً لتحقيق التفوق في اي انتخابات تشريعية - وقد تناولت ذلك بإسهاب والدور الذي لعبه عبد العزيز الحكيم من خلال دائرة جنسية النجف والمقر العام في اكثر من مقال تم نشره - تمكن ادواتها من الهيمنة وخاصة من خلال العرف الذي ارادوه ان يكون سائدا" بان رئيس مجلس الوزراء من المكون الشيعي وباختيارهم هم بالتنسيق والتوافق مع أمريكا كما عملت ايران على خلق حالة من الشك والريبة في العلاقة ما بين القيادات السياسية في العراق وعلماء الدين السنه ، من خلال ترويج إشاعات عن فساد هذه الشخصيات وقيامهم ببعض الاعمال المخالفة للنظام والدولة ، مما يسهم في ابتعاد نسبي لهذه القيادات الدينية عن دوائر صنع القرار ، وما يؤدي إليه ذلك من تشويه علماء اهل السنة والجماعة علاوة على ما يوفره من مناخ للحقد والكراهية بين رجال الدين والحكام بشكل عام ، وتتبنى إيران للطرح الديموقراطي في العراق على الطراز الغربي على أساس أنه النموذج الأفضل لإدارة الوضع العراقي ارتباطاً بهدف إيراني بعيد المدى وهو أن تطبيق الديموقراطية على هذا النحو سيساعد على تقوية الأقاليم الراغبة في الاستقلال كمدخل لتفتيت العراق كدولة مستقلة ذات سيادة أي انهاء وبشكل تام مركزية المركز ، كما أنه سيعمل على إذكاء سياسة المحاصصة المكوناتية وبهذا أيضا يتم القضاء على مفهوم المواطنة العراقية بما يقود في النهاية إلي إضعاف قوة العراق ومنع عودته مرة أخرى كمعرقل للأهداف الإيرانية في الخليج العربي بل في المشرق العربي بشكل خاص و التمدد الإيراني بشكل عام ، وحرصت ايران في تلك الفترة على الإبقاء على علاقات متميزة مع القادة الكرد بالرغم من موقفها من القومية الكردية في كردستان ايران وعدم التفريط فيها كخط استراتيجي عام لإيران يضمن عدم عودة النظام الوطني العراقي أو دور فاعل لأبناء السنة والجماعة في إدارة الدولة العراقية وبمعنى عدم عودة الواقع السياسي الذي كان قبل وقوع الغزو والاحتلال ٢٠٠٣ بالرغم من اختراق هذا المكون وإيجاد قيادات موالية لإرادة الولي الفقيه ، والإبقاء على خط اتصال مع بعض الأطراف السنية في العراق والذين تمكنت من تجنيدهم في فيلق القدس واطلاعات مستغلين سياسة الاغراء والتهديد على أساس أن الاقتراب من إيران هو أحد متطلبات المشاركة السياسية في الحكم والعكس صحيح هذا بالإضافة الي إتاحة المجال لعمل لأجهزة الاستخبارات الإيرانية للعمل السياسي السري والعلني في العراق من خلال الحرس الثوري الإيراني وجهازي الأمن والاستخبارات الإيرانية ومجموعات من الميليشيات التابعة لها وهذا ما رسخه قاسم سليماني قبل تصفيته أمريكيا ومجموعات من الحوزة الدينية في قم ، وفي الغالب تعمل هذه الجهات تحت واجهات متعددة ومستترة من خلال وجودها داخل تنظيمات سياسية إسلامية عراقية وتنظيمات خيرية ودينية ، وواجهات دبلوماسية وتجارية ومكاتب صحفية وإعلامية وغيرها كاتحاد الإذاعات الإسلامية – تلفاز وراديو - ، والعمل على إقامة شبكة واسعة من التنظيمات الخيرية والأحزاب السياسية الإسلامية البديلة التي تعمل لتوسيع نشاطها في كسب المزيد من الناس إلى هذه التنظيمات التابعة بصورة مباشرة أو غير مباشرة لإيران والتي تلتزم بخطها الفكري والسياسي ، كما عملت إيران على وضع الأموال في خدمة الكثير من رجال الدين لصرفها على المحتاجين من الناس من قبل قوى إسلامية سياسية تدعي انها موالية لآل البيت عليهم السلام وحقيقتهم بالأساس عمل استخباري مناهض للوحدة الوطنية العراقية ترابا" وشعبا" ، بغرض التأثير الفكري والسياسي والعملي عليها ، بما يتوافق مع التوجهات الإيرانية ، وكذلك وضع جانب كبير من هذه الأموال تحت تصرف المليشيات المسلحة التي تمارس التهديد والاختطاف والقتل والتخريب ضد مؤسسات الدولة وضد المجتمع بما يساعدها على استمرار النشاط الدموي في العراق

يتبع بالحلقة الخامسة





الاربعاء ٤ جمادي الاولى ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / كانون الاول / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة