شبكة ذي قار
عـاجـل










إن المبادئ القانونية النظرية التي ساقتها كل من المواثيق والمعاهدات الدولية سواء في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية أو القواعد النموذجية لمعاملة السجناء، حرص كل المشرعين الدوليين والمحليين الذين رأوا أن تكون هذه النصوص هي المعايير التي يجب أن يعمل بها في تلك المؤسسات، وقد راعوا في ذلك عدة اعتبارات كان أهمها الجانب الإنساني وهو المعيار الرئيسي في المعاملة للسجين عامة ( سياسيا أو جنائيا ) لكن ما حصل في العراق اتجاه السجناء عامة والمعتقل السياسي خاصة، بعدم احترام الكرامة الأصيلة في شخص الإنسان، أجزم أن هناك ظلم في تطبيق القانون والمعاهدات والمواثيق الدولية، علما بأن الحكومة العراقية قد صادقت عليها، والمجزرة متواصلة حيث نسمع يوميا بوفاة كذا سجين تحت التعذيب والإهمال الصحي المتعمد في سجن الحوت والكاظمية والتاجي وغيرها، فما يجري هو عمليات إعدام ممنهجة تحت مختلف العناوين بتهم كيدية وسياسية أو طائفية عبر المخبر السري .. إضافة إلى إقامة بعض ضباط التحقيق بأعمال مخالفة للقوانين والأنظمة والصكوك الدولية والمعاهدات، في انتزاع الاعترافات بالتعذيب والإكراه والضرب والإهانة ، ما جرى في محافظة بابل دليل على ذلك، حيث أعترف المتهم على نفسه بقتل زوجته من شدة التعذيب، ومن ثم ظهرت الزوجة على قيد الحياة علما أن التعذيب وسيلة محرمة بالعديد من المعاهدات الدولية ولا يعتد به، في إثبات الجريمة الواقعة طبقا لعدم الأخذ بالاعتراف الذي ينتزع بالإكراه.

ان المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب أصدر تقريرا كشف فيه عن انتهاكات خطيرة داخل سجن الكاظمية، أكد فيه ما تزال قوات الأمن الحكومية ترتكب انتهاكات عديدة بحق المعتقلين في السجون الحكومية وهذه موثقة لكن الحكومة لم تتخذ أي إجراءات لمحاسبة المخالفين بل على العكس تكرم قوات الأمن والحشد الشعبي الذين يقومون بهذه الجرائم وتمنحهم مناصب عليها، جراء ما ارتكبوه من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، ورصدت المنظمات الدولية انتهاكات مثل القتل خارج القانون والتعذيب كان أولها نزع الملابس ورش الماء والصعق بالكهرباء، ثم تعليق المعتقل من قدميه، والضرب والإهانة والهتافات الطائفية بأسم الدين والمرجعيات ، وبعد عمليات التعذيب يقوم ضابط التحقيق بإجبار المعتقل على توقيع أوراق التحقيق وهو معصوب العين ولا يعرف ما هذه الأوراق وما مكتوب فيها، من شدة التعذيب يوقع المعتقل للخلاص من التعذيب الذي يمارس بحقه، هذه المعاملة غير الإنسانية بحق المعتقلين.

إذن العراق دولة المجرمين والميليشيات يا حكومة العملاء هل يستطيع أحد منكم أن ينهي هذا الظلم؟؟؟؟
ليعلم جميع المسؤولين أن المنصب ليس ظلم أبناء الشعب!!!!هذه أمانة ستسألون عنها أمام رب العالمين .. الظلم ظلمات يوم القيامة .. حسبنا الله ونعم الوكيل.




الاربعاء ٤ جمادي الاولى ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / كانون الاول / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زهراء الموسوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة