سئل طالب أستاذه : أستاذ هل يمكنني توجيه سؤال لك؟ أجاب الأستاذ : نعم يا ولدي تفضل .. فقال الطالب : أستاذ هل تجيبني بصراحة، ودون تردد، فتبسم المدرس من سؤال الطالب، وقال له : نعم يا بُني تفضل ..

فقال الطالب : هل تدربت عسكرياً في زمن النظام السابق؟

فتبسم المدرس فرحاً .. وقال له : وهل هناك عراقي لم يتدرب؟

فأجاب الطالب : وهل كنت جزءاً من النظام السابق؟

فأجاب الأستاذ : وهل هناك عراقي لم يكن جزءاً من النظام؟ ولكن لماذا هذا السؤال يا ولدي؟

فقال الطالب : والله، وأنا أقول لماذا حضرتك تختلف عن بقية الأساتذة، فأجاب المدرس : وبماذا أختلف؟

فقال الطالب : بوقفتك في مراسيم رفع العلم في يوم الخميس وبالتجمع الصباحي حيث لك وقفة تختلف، لا يقفها إلا من كان قد تدرب في النظام السابق.

فأراد المدرس أن يستفز الطالب أكثر، وكيف والأساتذة كلهم يقفون ويؤدون المراسيم، فقال لا يا أستاذ وقفتهم هزيلة لا يعرف ( الاستعداد من الاستراحة ) ، وكذلك لا يقف بشموخ ولا عنفوان ولا نظرة احترام للعلم ..

فتبسم الأستاذ وهو يخفي ما بداخله، وكيف يقف من هو بالنظام السابق فقال : يقف شامخاً وهو ينظر إلى العلم، وكأنه يتكلم معه بصمتٍ مرير مؤلم لما آلَ إليه العراق، ليس هذا فسحب، بل وقفة كلها هيبة واحترام.

فقال المدرس : أنت تصف من يا ولدي؟ تصفني أم تصف النظام السابق؟ وماذا كان يعمل والدك سابقاً؟

فأجاب الطالب : والدي رجلٌ بسيط، لديه ( بسطية للحلويات ) ولكن الزمن السابق أفضل من الآن .. ولا يوجد تشابه بينهما بنسبة ١%، كان العراقي عزيزاً وغالياً ومتعلماً ولهُ كرامة داخل العراق وخارجه، وكان العراقي خطاً أحمراً، أما اليوم فلا عراق ولا عراقي، الحدود مستباحة، الاقتصاد مدمر، الثروات منهوبة، العراق مسلوب الإرادة، مذبوح من الوريد إلى الوريد.

فإذن يا أستاذ سابقاً أفضل من الآن، ويا ليت الزمان يعودُ ..

فخرج المدرس من الصفِ باكياً مبتسماً، وهو يقول : الحمد لله أن أبناءنا يميزون من هم رجال النظام السابق ومن هم كلاب المحتل، والحمد لله أن جيل اليوم فيه الأمل، ويدرك أن الاحتلال وأذنابهِ إلى زوال، وسيعود العراق حراً عربياً.