شبكة ذي قار
عـاجـل










مقالة في صحيفة كيهان الإيرانية في آب ٢٠٠٦ بعنوان (( هذه حربنا )) يقول رئيس تحريرها حسين شريعتمداري وهو مقرب من خامنئي {{ إن حزب الله لا يقاتل من أجل السجناء ولا من أجل مزارع شبعا أو حتى القضايا العربية أياً كانت وفي أي وقت ، وإنما من أجل إيران في صراعها لمنع الولايات المتحدة من إقامة شرق أوسط أميركي }} وهذا اعتراف صريح ومباشر بان حزب الله اللبناني ومثيلاته ما هم الا اذرع ايران في المنطقة وتحت يافطة المقاومة الإسلامية والممانعة بل يمكن ان نقول بان الغاية الأساسية من وجود حزب الله في لبنان هي قيام دولة إسلامية تنتهج نظرية ولاية الفقيه وتكون جزءا لا يتجزأ من الإمبراطورية الفارسية الصفوية الجديدة التي أسس لبنتها الأولى خميني ، وليس صحيحاً أن مشروع حزب الله لإقامة دولة إسلامية لم يعد قائماً كما يرى ويدعي بعض المحللين والباحثين في الشأن اللبناني الإيراني لقصر نظرتهم فحزب الله لم يغير خطابه السياسي حول هذا المشروع ، وهو اليوم يقول بالإقناع وحرية اختيار الشعب للدولة الإسلامية وفي بداية تأسيسه كان يقول بحرية الاختيار دون أن يرد للإقناع ذكر ، وذاك كان أسهل إذ أن الناس - عبر ما كان الحزب يعلنه سابقاً - لم تكن مضطرة لتحمل ضغط الإقناع مع ما يستتبعه ذلك من ترهيب وترغيب ، وقد ورد في الرسالة المفتوحة التي وجهها حزب الله الى المستضعفين في لبنان والعالم في ١٦ شباط ١٩٨٥ التالي (( يتاح لجميع أبناء شعبنا أن يقرروا مصيرهم ويختاروا شكل نظام الحكم الذي يريدونه علماً أننا لا نخفي التزامنا بحكم الإسلام وندعو الجميع الى اختيار النظام الإسلامي )) وعلى العكس من ذلك فإني أرى في استعمالهم اليوم لعبارات معينة ما هو أشد خطر من حقبة الثمانينات فالشيخ نعيم قاسم يقول بكتابه حزب الله – المنهج - التجربة – المستقبل / ص٣٩ (( الإسلام هو المنهج الكامل الشامل لصالح حياة أفضل .. وإذا كانت الظروف المحلية لا تسمح الآن بهذا الخيار ، فالحزب معذور في أنه بلغ وأعلن موقفه وعلى الناس أن يتحملوا مسؤوليتهم في نظام الحكم الذي يختارونه )) ، وإن استعمال عبارة الآن لها دلالة كبيرة كما يراها الغالبية المعنية بالشأن اللبناني والمتمسكة بالهوية اللبنانية العروبية المرتكزة على التعايش الإيجابي بين أبناء الشعب اللبناني بالرغم من افرا زات الحرب الاهلية التي كانت منظمة امل لها الدور الكبير بتأجيجها استجابة للمشروع الخميني ، إذ أنها تفيد بالآنية وعدم الديمومة ، بمعنى انه ما ان تتوفر ظروف مناسبة لإقامة هذه الدولة فستقوم ، فنعيم قاسم لم يجزم بعدم إقامة الدولة الإسلامية بل على العكس اعتبر أنه ينتظر الظروف المناسبة ، ويقول في مقابلة له (( الحكم الإسلامي يقوم بالقناعة به فعادة الأكثرية هي التي تجذب الأمور باتجاه الحكم الإسلامي وإذا لم يختر اللبنانيون الحكم الإسلامي - أي أكثريتهم - لا يكون هناك حكم إسلامي ، لكن هذا لا يعني ان نكون مقتنعين بغير الحكم الإسلامي فعلينا أن نعمل جاهدين فنقنع الناس ، سنقدم التجربة وسنقدم النصيحة ، ونقول لهم ما في الحكم الإسلامي من خيرات وإيجابيات ، ويشدد على أن المطلوب من القيادة أن تكون مؤمنة بأن الإسلام هو الحل )) ، يلفتني هنا الكلام عن الأكثرية وليس عن الإجماع وهذا خطير جداً فما الذي يمنع حزب الله من الادعاء أنه أكثرية ؟ ألا يدّعي هذا الآن ؟ ألم يقل حسن نصر الله خلال فترة الانتخابات النيابية الأخيرة أن المسيحيين لا يشكلون أكثر من عشرين بالمئة على أقصى تقدير ؟ كما يلفتني الجهد الكبير الذي يتكلم عنه للإقناع المنطق يقول أن المسيحي لن يقتنع بالدولة الإسلامية بطبيعة الحال ، ولا السني أو الشيعي المعتدل ، تبرهن التجربة أن المسلح غالباً ما يستطيع إقناع المجرد من السلاح بمفهومه ولو أتى هذا الإقناع لفظياً أو تحرزا أترى أن سلاح حزب الله باق بهدف الإقناع المزعوم ؟ ، إذا كان حزب الله يتطلع الى التجربة الإيرانية الخمينية كمثال أعلى فطبيعي أن يستعمل أساليبها في الإقناع التي تطرح عدة علامات استفهام ، وهنا اشير الى ردود الأفعال لدى المليشيات الولائية بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية العراقية كونها الخاسر الأكبر ، وهذا بعينه رفض الشارع العراقي لاي مظهر مسلح او تجييش الشارع العراقي خدمة لمصالح اطراف خارجية لها أطماع بالعراق والاهم عدم تمكين العراق من التعافي والعودة الى عهده كونه القوة القومية التي تحمي بوابة الوطن العربي الشرقية ، وهنا يمكن ان نطرح تساؤلات منها هل أن ١٠الى١٥ مليون سنّي في إيران اقتنعوا بنظام ولاية الفقيه ؟ ، وكيف يتم التعامل مع العرب في الأحواز المطالبين بحقوقهم ؟ ألا يتم اقتلاعهم من أراضيهم ؟ بحجج لا أساس لها من الشرعية والواقعية بل لتحقيق التمدد الفارسي والتغيير في الواقع العربي الاحوازي ، أما على الصعيد الاجتماعي هل أن النساء المسيحيات والعلمانيات في إيران مقتنعات بلبس التشاد ور ؟ ، وهل كنّ مقتنعات عند بداية التغيير المعد مسبقا مخابراتيا بتغيير أسمائهن الأجنبية الى إسلامية ؟ ، عموماً ان الثورة الإيرانية التي سرقها خميني لم تأتِ عند بداياتها بشروط قاسية على المواطنين فالاختيار كان موجوداً بعد وصول خميني الى الحكم وربما ان الإقناع بدأ وقتها وقبل ذلك ، وبحلول العام ١٩٨١ أي بعد سنتين لم يعد للإقناع مكان فبدأ الفرض مثلاً الحجاب كان اختيارياً عام ١٩٧٩، وأصبح إجبارياً عام ١٩٨١.فما الذي حصل ؟ فثورة ١٩٧٩ هي ذاتها التي بقيت حاكمة في ١٩٨١ ، يبدو أن النظام كان ينتظر توطيد حكمه ليفرض مشروعه وهذا ما حصل بالفعل لذا لا يغرنّ أحد كلام حزب الله عن الإقناع والقناعة فهو حتى على الصعيد الشيعي الداخلي لا يقبل التنوع ففي العام ١٩٩٧ عندما حصل خلاف مع الشيخ محمد حسين فضل الله على خلفية رغبته بأن يكون مرجعية عربية في لبنان على حد قوله ، من ضمن نظام ولاية الفقيه رفض خامنئي ذلك ووقع الخلاف بينهما ، فخونه حزب الله واتهمه بالعمالة للغرب ، وقيلت به كلمات أقلها (( فضل الله الضال المضل )) ، وأيضاً محمد الحاج حسن مؤسس التيار الشيعي الحر جُرَّ من بيته في الضاحية وضُرب بأعقاب البنادق بسبب مواقفه المناوئة لحزب الله وولاية الفقيه ، وأيضاً فإن الشيخ صبحي الطفيلي يقول إن حوادث عين بورضاي هي محاولة اغتيال تعرض لها من قبل المسلحين الذين ينتمون الى إيران ، من المفارقات أن يكون حسين أحمد الخميني حفيد الخميني ، هو من يطالب بإنهاء مبدأ ولاية الفقيه الذي اعتنقه وحكم به جده مسار إيران طوال ربع قرن ، ومن المفارقات أيضاً أن تكون زهرة إشراقي حفيدة الخميني تنتمي الى الإصلاحيين وتطالب بالحد من تدخل رجال قم بشؤون الدولة ، وفي لبنان كثير من المفكرين الشيعة وعوا خطر ولاية الفقيه المطلقة على لبنان وشرعوا بالتصدي لها فكرياً كوضّاح شرارة ووجيه كوثراني ومن منطلق آخر فإن الشيخ صبحي الطفيلي أصبح من انصار الاستقلال عن القيادة الإيرانية دينياً ، ورفض ولاية ال فقيه وتطور موقفه أخيراً الى تبني خيار ولاية الأمة على نفسها التي هي الصيغة الأساس لدى الشيعة ، والتي عبّر عنها كبار أعلامهم مثل السيد محسن الأمين والسيد محسن الحكيم والسيد عبد الحسين شرف الدين والسيد موسى الصدر والشيخ محمد جواد مغنية والشيخ محمد مهدي شمس الدين كونهم ادركوا طرح مفهوم ولاية الفقيه من قبل خميني والمؤمنين بأفكاره وطروحاته قبل لجوئه الى العراق واثنائه وعند انحراف الثورة الشعبية الإيرانية عن مسارها الشعبي واحتوائها من قبل الملالي وتطبيقها بموجب الدستور الإيراني ، بانها الخطر الذي يهدد الدين الإسلامي ويحرف منهج ال البيت عليهم السلام بما يشيع الفوضى وسلب الحقوق للمسلمين الاخرين الذين يعتمدون أفكار ومذاهب أخرى

سيبقى الإسلام المحمدي نقيا من كل البدع والخرافات والدجل الذي يراد منه تحقيق الحلم الصفوي الجديد

الحلقات القادمة ستكون تحت عنوان - لماذا ايران تستهدف ألعراق قديما" وحديثا" ؟ وماهي أدواتها ؟ - بإذن الله





الاثنين ١٠ ربيع الثاني ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة