• وحدات ايرانية تضم العديد من مزدوجي الجنسية العراقية - الايرانية موزعة رسمياً على مستوى القيادة العليا.

• وحدات ايرانية رسمية موزعة عناصرها على الوزارات.

• وحدات فرعية ايرانية رسمية موزعة على المليشيات.

• الأخوان المسلمون وسقوطهم وهزائمهم في العراق.

دعونا نفصل باختصار طبيعة التشكيل الفارسي على مستوى السلطات الثلاث في العراق، والوحدات الفارسية الموزعة على الوزارات وكذلك على المليشيات، وهم جميعاً معروفون بالأسماء والعناوين :

أولاً - بعد الاحتلال الأمريكي للعراق وإسقاط نظامه الوطني، قدمت القيادة الايرانية عناصرها الولائية لملء فراغ السياسة على مستوى السلطات الثلاث، وهم اساساً من ( التبعية الفارسية، ومن العملاء الذين اختارتهم امريكا وبريطانيا والصهيونية العالمية ) في مؤتمر لندن تحت اشراف اسماعيل خليل زاد ومارتن إندك، الأول عين سفيراً لدولة الاحتلال الأمريكي في بغداد، والثاني كان سفيراً للولايات المتحدة في تل أبيب مع عدد من ممثلي الصحافة العربية وفي مقدمتهم مستشار الأهرام القاهرية آنذاك.

ثانياً - توزعت عناصر الوحدات السياسية من أصول إيرانية على مستوى ( مجلس الحكم ) ، مدعومة بممثل رسمي للحكومة الايرانية على مستوى الرئاسات الثلاث ( رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب ) لغرض مراقبة عمل هذه الرئاسات والتدخل في مسارات عملها .. والآلية التي صيغت، كانت تحت إشراف امريكي.

ثالثاً - كما توزعت عناصر وحدات سياسية من اصول فارسية وعملاء الأجنبي على الوزارات على وفق محاصصة، يكون فيها الوزير مثلاً : من أصول غير فارسية ووكلائه من اصول فارسية يمتلكون القرار في تلك الوزارة، وما على الوزير سوى توقيع عقود الفساد وادارة الوزارة بإتجاه لا يخدم الشعب العراقي ويمنع التخطيط لتنفيذ أية مشاريع إنتاجية زراعية أو صناعية او دوائية صحية او تعليمية أو عسكرية أو خدمية اجتماعية ، ولا بناء أية مرافق من شأنها النهوض بالدولة الى مصاف دول العالم .. وتفسر السنين منذ الاحتلال ٢٠٠٣ وحتى الوقت الحاضر، كيف اجهضت المشاريع ونهبت الأموال المرصودة، وتهدمت او تعطلت المشاريع التي كانت قائمة قبل الاحتلال .. والمعنى في ذلك أن قراراً مركزياً ايرانيا قد أتخذ بإفراغ العراق من ثرواته الوطنية وتحويله الى سوق للبضائع الايرانية الرديئة ، وإنعاش وسائل نقل أو تهريب أو تحويل العملة النقدية الصعبة من مبيعات النفط والغاز والمعادن الأخرى الى ايران عن طريق البنك المركزي العراقي والمصارف الاهلية والتجار المتنفذين لدى احزاب السلطة ومهربي الأموال .. الأمر الذي جعل الأرهاب ينتعش في اليمن وسوريا ولبنان والعراق ، حيث يتكفل العراق بتمويل الأرهاب المليشياوي الايراني في خارج حدوده الأقليمية.

رابعاً - كما تم تعيين من يمثل رأس ( المرجعية الفارسية ) التي تتحكم بمصير العراق والعراقيين، في كل وزارة وفوقه ممثل عن المرشد الاعلى خامنئي ومهمته ( ضبط ) الايقاع السياسي والاستخباراتي وعلاقاته المباشرة بـسفير ايران في بغداد ( أريج مسجدي ) ، و ( قاآني - فيلق القدس ) ، الأول منفتح على الوزراء ورؤوساء العشائر ، والثاني منفتح على الحشد الشعبي بكل تشكيلاته وفصائله المسلحة في العراق والتي منها عابرة للحدود الى سوريا ولبنان واليمن والمتسللين الى السعودية والكويت والاردن بصفة سواح والى اقطار المغرب العربي بصفة صحفيين حيث مراسلوا ( المنار ) التابعين لحسن نصر الله وما فعلوه في مدينة ( سلا ) المغربية حين تسللوا لتأسيس خلية ( التشيع الفارسي ) في أحد جوامعها العريقة ، فأجهضت الاستخبارات المغربية محاولة طهران وتم طرد السفير الايراني واغلقت السفارة الايراني في الرباط بقرار وطني مغربي شجاع قبل بضعة سنين ، ثم تكررت المحاولة الخبيثة واجهضت ايضا.

خامساً - وموضوع التسلل الفارسي الى الاقطار العربية تمت تعريته عملياً في مصر زمن محمد مرسي ( الأخوان ) ، وفي السودان زمن البشير، أما في لبنان فقد تمكن حزب نصر الله الاسلاموي بزعامة العبد الذليل للمرشد الفارسي علي خامنئي، وحوصرت حكومة الغنوشي ( الأخوانية ) في تونس، وعصابات الأخوان في ليبيا والاحزاب الإسلاموية الفاسدة والفاشلة في العراق المرتهنة للولي الفقيه ، فيما يعبث الخط الإسلاموي الاخواني في الكويت وقطر والبحرين والامارات والحوثيون في اليمن بأمن بلدان المنطقة وأستقرارها وتنميتها ومستقبلها.

ايران لا ترسل جيوش للسيطرة والهيمنة، إنما ترسل عصابات مؤدلجة مذهبيا بالضد من الهوية القومية العربية وبالضد من الاسلام الحنيف .. يقول احد مفكري الفرس ( العرب صعبوا المراس وليس من السهل السيطرة عليهم، ولكن الاعتماد على أحد رجالهم الموالين لنا كفيل بقيادتهم عن طريق تفكيك وحدتهم ) ، وهذه الفلسفة اعتمدها خميني ومن بعده خامنئي وبطريقة التشكيلات ( الموازية ) .. بمعنى ان في كل جهاز في الدولة وفي كل مؤسسة ووزارة وتنظيم مدني او عسكري له ما يوازيه، ويطلق عليه بـ ( التنظيم الموازي ) .. سبق وطلب قاسم سليماني من مرشد الاخوان في مصر ( تأسيس او تشكيل عناصر من الاخوان في الجيش المصري وقوى الأمن الداخلي والشرطة ووحدات حرس الحدود والمنشئات وطيران الجيش والقوات البحرية وخفر سواحل ) ، لماذا ؟ لكي يتم سيطرة الاخوان على مرافق الدولة حين يصدر قرار المرشد على خامنئي.!!

سادساً - الاخوان المسلمون في العراق، ومنذ عام ٢٠٠٣ تعودوا على نزع جلودهم، وتصارعوا عند تفردهم وشعورهم بالتفوق ، وتحالفوا عند ضعفهم مع إئتلاف الفتح ، وعند سقوط الأخير سقط الحزب الاسلامي، الذراع السياسي للأخوان المسلمين والمؤتلفون معه ( الحشد الشعبي والدعوة وغيرهما ) سقوطاً مدوياً ، عندها شكل الاخوان المسلمين كياناً جديداً اسموه ( جماعة العدل والإحسان ) ، وهو النمط الذي تسير عليه كل احزاب الاخوان في كل الساحات العربية .. تغيير أسمائها ، من الاخوان الى النهضة في تونس إلى العدالة والتنمية في المغرب والجزائر الى العدالة والتنمية في تركيا ( الحاضنة المركزية للأخوان المسلمين وتعاونها في هذا قطر ).

فقد سلك الاخوان المسلمين في العراق طريق التآمر والتخريب وسهلوا دخول المحتل وتمكينه من تدمير العراق وشاركوا في ( مجلس الحكم ) الذي أسسه المحتل الغازي وتعاونوا معه في عقد المؤتمرات، وشاركوه في حملات القتل والسلب والنهب والابادة الجماعية، وتوغلوا بين صفوف المقاومة العراقية الباسلة بتخطيط من المحتل الأمريكي - الإيراني من اجل إضعافها وتفجيرها من الداخل واغتيال قادتها.

وحالهم الآن ، رفضهم الشعب العراقي لتعاونهم وتعاملهم مع المحتل في تدمير العراق ونهب ثرواته وتهجير سكانه، وعزلهم شر عزله تمهيداً لطردهم أو إلقاء سلاحهم، لكي يعيش الشعب بأمان والعراق بإستقرار كدولة لا تعبث فيها الجماعات الاسلاموية ولا العصابات اللصوصية ولا الجواسيس من كل جنس وصنف .. فلا مكان لهؤلاء الذين دمروا البلاد والعباد منذ عشرين عاماً في العراق ولا حتى في ساحات الوطن العربي .. ومؤشرات سقوطهم وانهياراتهم من اقصى المغرب العربي حتى مشرقه باتت واضحة وجلية .. فهم يخربون ولا يبنون وطناً ، وينهبون ولا يستثمرون من أجل بناء اقتصادات بلدانهم ومجتمعاتهم ، إنهم أدوات بيد سلطات عالمية عابرة للحدود.!!