شبكة ذي قار
عـاجـل










اتسمت حقبة ما بعد غزو العراق سنة ٢٠٠٣ بتدهور الوضع الأمني بشكل خطير وانتهاء السلم الأهلي، واتسمت أيضاً بتذبذب واضح في كلا الأمرين، الأمن بشكل عام كمصطلح يشكل ركناً من أركان وجود ( الدولة ) والسلم الأهلي المرتبط به ارتباطاً وثيقاً.

طيلة السنوات العجاف التي لا زال العراق يمر بها، كانت الأحزاب والمليشيات التي مسكت زمام ( الدولة الديمقراطية الأمريكية الإيرانية ) توجه الاتهام بعد كل انفجار أو مفخخة أو اسقاط لقنابل أو غيرها من الأعمال الإجرامية إلى ما تسميه بـ ( الإرهاب ).

والإرهاب في العراق المحتل أخذ مسميات عديدة بدأت من ( القاعدة ) وانتهت بـ ( داعش ) التي سيطرت في ليلة وضحاها على ثلاثة أرباع جغرافية العراق رغم وجود جيوش الاحتلال والقوى الأمنية التي أسسها الاحتلال وبلغت أعدادها بالملايين وأنفقت عليها تريليونات الدولارات، وعلى الرغم من وجود عشرات التشكيلات الميليشياوية التي بدأ ظهورها مع ساعات وأيام الغزو الأولى والتي بدأت بـ ( فيلق بدر ) الإيراني و ( جيش المهدي ) التابع لمقتدى الصدر الذي يمكن تعريفه بأنه عراقي الجنسية طائفي العقيدة مهووس، فارسي الهوى مجرم، وانتهت بتشكيل فيلق حرس ثوري إيراني في العراق أسموه ( الحشد الشعبي ).

بعد هذا الاستعراض الموجز السريع نقول :
إن ما يسمى بالإرهاب في العراق المحتل والذي كان بعضه يلصق بقوى وطنية قومية وإسلامية غير طائفية، وبعراقيين وطنيين أحرار كان يصل إلى ذروات مرتفعة ثم يهبط، ولا يلبث أن يرتفع مجدداً، وهذا يعني علمياً إنه ناتج عن قوى وأحزاب مشتركة في السلطة الاحتلالية وليس من خارجها، لسبب منطقي واحد هو إنه لو كان من خارجها لما شهد هذا التذبذب الناتج عن تذبذب العلاقات البينية لأطراف العملية السياسية من أحزاب وميليشيات وهو تذبذب تحكمه عمليات تقاسم المصالح والمنافع المرتبطة بعمليات الفساد المالي والإداري والسياسي التي سادت بيئة واضحة يعرفها القاصي والداني، ويعترف بها عتاة التطرف والغلو والإجرام من سياسي سلطة الاحتلال.

لا نحتاج إلى أدلة ولا إلى براهين لإثبات ما نحن بصدد إعادة تأكيده فهو مثبت ميدانياً، ويقر به كل سياسي العمالة والخيانة والغدر بالعراق وشعبه ممن تعاقدوا مع الغزو لكي يصلوا إلى مآرب دنيئة لتدمير العراق.

فالأعمال ( الإرهابية ) كما يصفها إعلام وقردة العملية السياسية الاحتلالية كانت ولا تزال مرتبطة بمواسم الانتخابات وشهور توزيع كعكة الانتخابات الطويلة، وبعد فشل هذا الطرف أو ذاك في تحقيق المكاسب التي يسعى إليها.كما إن فعاليات قتل العراق كانت ولا زالت مرتبطة بالخلافات بين أطراف العملية السياسية بحيث صار الدم العراقي والسلم الأهلي وأمن البلاد هو ورقة الضغط التي تمارسها عصابات الأحزاب والمليشيات المجرمة.

والأحداث الدموية التي يشهدها العراق الآن وبعد إعلان نتائج انتخابات العاشر من تشرين الثاني الأخيرة والتي تشتمل على عمليات إرهابية تقتل المواطنين وتحرق مساجدهم وبيوتهم ومزارعهم وخاصة في محافظة ديالى التي يسيطر عليها فيلق بدر الإيراني بزعامة الخائن السفاح المجرم هادي العامري تثبت باليقين القاطع أن الإرهاب هو أحزاب إيران وميليشياتها، لأن هادي ومعه ما يسمى بالحشد الشعبي هم من يقتلون ويفجرون ويحرقون، فهم من أعلن بعد خسارتهم الانتخابات على ألسنة زعاماتهم وكوادرهم أن خسارتهم الانتخابات سيكون ثمنها السلم الأهلي.




الاثنين ٣ ربيع الثاني ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / تشرين الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة