شبكة ذي قار
عـاجـل










الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق في ٢٠٠٣ وما أحدثه من تغيير في المعادلة السياسية الداخلية في العراق لصالح القوى التي تدعي انها من اتباع ال البيت عليهم السلام وعلى حساب الطرف الاخر من أبناء الشعب العراقي وما ارتبط بذلك من فتح المجال العراقي لدخول قوى إقليمية عديدة وعلى رأسها ايران التي تحاول تحقيق اجنداتها الخاصة مستعينة فى سبيل تحقيق ذلك ببعض الكتل والتيارات الجديدة التي تعاظم دورها حتى أصبحت خارجه على كل مفاهيم هيبت الدولة والقانون ، ولاشك أن لإيران اهداف ومصالح استراتيجية في المنطقة بشكل عام وفى العراق على نحو خاص باعتباره المنافس التقليدي لإيران في المنطقة وحارس البوابة الشرقية للوطن العربي الذي لعب أدواراً مهمة في السابق للتصدي للتغلغل الإيراني في الخليج العربي وفى دوائر الامن القومي العربي ، وذلك ضمن مشروع استراتيجي إيراني له من المحددات والاهداف والأدوات ما يساعده على تحقيق أهدافه ومن ابرزها انبعاث الإمبراطورية الفارسية بوجهها الصفوي الجديد نظام ولاية الفقيه ، ولعل التصدي لهذا المشروع الإيراني في العراق وتقليص فرص نجاحه في الوصول لغاياته ، هو أحد واهم الأهداف الاستراتيجية التي ينبغي ان تسعى القوى الوطنية العراقية لتحقيقها على المدى المنظور ، حيث أنه بدون تحقيق ذلك سيظل العراق ساحة مفتوحة للصراعات الداخلية المرتبطة بالأجندات الإقليمية ، كما سيظل في حالة من الضعف والانقسام والتشتت ، الامر الذى يحول دون عودة العراق مرة أخرى ركنا أساسياً من اركان النظام الإقليمي العربي ، بهذه المقدمة البسيطة نرى ردود الأفعال من قبل ذيول ايران المتمثلة في الاطار التنسيقي الشيعي كما يسمونه وان منهج ال البيت منه ومنهم براء لانهم ينتهجون منهجا مضر بالأمة والمجتمع ومشوه ومتجاوز لمنهج ال البيت عليهم السلام فحركوا اذنابهم للتظاهر والادعاء برفض نتائج الانتخابات التي أجريت في ١٠ / ١٠ / ٢٠٢١ متهمين المفوضية بالخيانة وتنفيذ اجنده خارجية كما انهم يتهمون رئيس مجلس الوزراء الكاظمي بالضلوع في خسارتهم التي أظهرت حقا رفض الشعب لهم لانهم المفسدون المخربون الموالين للأجنبي على حساب الشعب العراقي ومصلحته واستحقاقاته ، وهنا لابد من الإشارة الى امر مهم لم اجد المتحدثين والمحللين يقفون عنده وهو تقدم الغريم لهم في المشهد ما بعد اعلان نتائج الانتخابات الأولية وخاصة نوري المالكي الذي يخشى ان يكون اول الواقفين خلف القضبان عندما يقدم مقتدى الصدر على تحريك ملف سقوط الموصل الذي ادين فيه نوري المالكي من قبل اللجنة التحقيقية التي ترأسها حاكم الزاملي القيادي البارز في التيار الصدري ، بالإضافة الى ان قيس الخزعلي واكرم الكعبي هما المتمردين على مقتدى والمنشقين على التيار الصدري واللذان استخدمتهما ايران بقوة من اجل انهاء تأثير التيار الصدري في الشارع العراقي وكثيرا ما كان مقتدى ينعتهم بنعوت عدة منها المارقين والوقحين وكثير المطالبة بإخضاعهم للقانون وتجريدهم من السلاح لانهم فصائل وقحة واجرمت بحق العراقيين ، ومن هنا نرى ان التظاهر والاحتجاج الذي يقوم به اتباعهم المنتسبين الى الحشد الشعبي والذين تمت دعوتهم علننا وجهارا للالتحاق لمقراتهم بعد ظهور النتائج الأولية من قبل مفوضية الانتخابات ولم يكن هدفه وغايته الأولى إعادة الحق لهم كما هم يصفون ويدعون بل الأهم ان يكون هذا لتأجيج الشارع واللجوء الى الأفعال المخلة بالسلم المجتمعي والحصول على وثيقة الاطمئنان من مقتدى بعدم ملاحقتهم قانونيا عند تشكيل الحكومة الصدرية كما يصفها مقتدى ، ومن هنا كلف عمار الحكيم بان يكون المحاور بالنيابة عنهم وهذا جاء بعد اعلان الموقف الإيراني الرسمي المعلن عن الانتخابات ونتائجها لان النظام الإيراني تيقن بان ادواته وذيوله لم يكونون اهلا للدور المطلوب منهم بالإضافة الى رفض الشارع العراقي لهم بل ان بعض قواعدهم قد تخلت عنهم اما ما يظهر من اعداد ما هم الا ما جورين مستأجرين ومستفيدين وقد اثبت ذلك ما نشرته مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات التابعة الى تلك الأحزاب المليشياوية حيث كان جواب البعض انهم لا يعرفون أي شيء عن الامر بل حضروا لأنه طلب منهم ، وخرين اعترفوا صراحه بانهم من الحشد الشعبي وهناك مسؤولين عنهم يقومون بتنظيم مهامهم وواجباتهم ، ولا ننسى المليون ونصف إيراني كان لهم حضور وتواجد اثناء الانتخابات وبعدها ولا يستغرب ان القسم الأكبر منهم في المظاهرات التي يراد منها ومن خلال الترهيب والتلويح باقتحام المنطقة الخضراء لفرض الامر الواقع ، ولكن بيان مجلس الامن الدولي جعل المالكي ومن جمعهم لتحقيق أهدافه وغايته الولاية الثالثة وليكون زعيم المكون الشيعي السياسي والامر والناهي ، في موقف حرج جدا لأنه سيكون ومن معه بالمباشر ضد الإرادة الدولية لا صرارهم على نواياهم وتوجهاتهم التي لا تعبر عن الإقرار بالنتائج الانتخابية بالإضافة الى الاستمرار بتخوين ممثلية الأمم المتحدة وتحميلها مسؤولية النتائج التي اظهرتها مفوضية الانتخابات ، ومن المضحك من كانوا يرمونهم بالتأمر اليوم يختارونهم وسطاء مع التيار الصدري لقبولهم ليس ضعفاء خاسرين بل شركاء في المكون وهنا اقصد السعودية من ضمن الدول التي اتفق الاطار التنسيقي التحرك من خلالها وهي { أمريكا ، ايران ، تركيا ، السعودية } ومن هنا فان تحريك قطعانهم الذين لا يعرفون لما خرجوا بالتظاهر ليس الغرض منه تعديل حضضوهم بل إيجاد الضغط ترهيبا كي لا تتغير معايير تشكيل الرئاسات الثلاث وحكومة الاحتلالين لان ان تحقق ذلك فمصيرهم قفص الاتهام بالخيانة العظمى وتدمير المدمر بفعل الغزو والاحتلال من العراق بفسادهم وسرقاتهم وتزويرهم ، ومن الأمور التي لابد من الوقوف عندها التحرك الداعشي في اكثر من محافظة عراقية وهذا يأتي متزامنا مع أفعال الفصائل الولائية بل مترابطا لتحقيق الأهداف والغايات المرسومة من قبل خامنئي كي يبقى العراق الميدان الصفوي الفاعل لتحقيق حلمهم بالهلال او القمر الشيعي كما هم يدعون والحقيقة ان منهج ال البيت والعروبيين الخلص هم براء منهم والميدان برهن ذلك بهزيمتهم الانتخابية بالرغم من الدجل والاباطيل والتخويف والترهيب بان مصير الحشد مرهون ببقائهم وفوزهم ولنتلمس الخفي في حداث قضاء المقدادية وما حصل في قريتي الرشاد ونهر الامام والفعل الانتقامي الذي تعرض له أبرياء ومغلوبين على امرهم أبناء قرية نهر الامام من قبل مليشيات ولائية تنفذ إرادة الأجنبي الحاقد على العراق تاريخيا وحضاريا ولا نستبعد بان الفعل في قرية الرشاد مخطط له ومبيت للوصول الى تم تحقيقه لان داعش وجه من وجود التدخل الإيراني بالشأن العراقي

يقظه العراقيين سوف تؤود كيدهم وفعلهم ويجعلونهم اذلاء مسودة وجوههم





الاربعاء ٢٨ ربيع الاول ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / تشرين الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة