شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يكن يتوقع أشد المتفائلين في العراق والمنطقة أنه وبعد سيطرة ذيول إيران وميليشياتها على العراق واستخدام القوة المفرطة في تكميم الأفواه من جهة، وشراء الضمائر من جهة أخرى، لم يكن أحد يتصور أن يستعيد الشعب العراقي، رغم مآسيه وآلامه، زمام المبادرة وينتفض في وجه الاحتلال الإيراني وزبانيته الذين يسعون لاختطاف العراق إلى غير وجهته العربية، ويخرج رافعاً رأسه متسلحاً بإيمانه بالله أولاً ثم بقدرة الشعوب على التغيير.

ما حدث في العراق خلال أكثر من ثمانية عشر سنة لم يكن لأحد أن يصدقه، فالكم المفرط من القتل ومن الفساد والإفساد والمظالم التي وقعت كالصاعقة على العراقيين الذين طالتهم حتى في لقمة عيشهم وحياتهم اليومية، هذا الإجرام والفساد والظلم رافقه عنف وبطش غير مبرر مارسته ميليشيات وتوابع إيران والتي تنفذ علانية أجندة الولي الفقيه.

كل هذا جعل من العراق مكاناً مقفراً، إلا من نفوسٍ محطمة، وأجساد منهكة، ودمارٍ ينتشرُ على مرأى العين في كل مؤسسات الدولة التي سيطرت عليها ذيول إيران.

فمنهجية التاريخ لا تسمح للأحداث أن تعيد نفسها مرة أخرى، ولكن ما حدث فوق أرض العراق خالف هذه المنهجية، وأعاد صناعة الأحداث بذات الهيئة، فالتاريخ يقول إن طائر الفينيق الذي كان يعيش على سواحل الشام يجدد نفسه بشكل متكرر، ويعيد الانبعاث من قلب الرماد.

هكذا كان حال الشعب العراقي، الذي آمن بحتمية الانبعاث، لأنه قدر الأمة أن تنبعث من جديد، برغم ما تتعرض له من عدوان وحصار وضغوطات لا يمكن لشعبٍ من شعوب الأرض أن يتحملها.

لقد أعاد العراقيون رسم خارطة طريقهم التي تتمثل في استعادة الوطن، العراق العروبي، السيد الحر المستقل، يحكمه الشرفاء الوطنيون، ويرفض الفساد والظلم، والتبعية والتخاذل والعمالة.
لقد جعلت القُوى الحاكمة العراقَ رهينة الفساد والظلم، إضافة إلى وضعه تحت الوصاية الفارسية وعصاباتها التي عاثت في البلاد نهباً وفساداً وإفقاراً لا يمكن تحمله.

في ذكرى ثورة تشرين تُعيد الثورةُ في العراق سيرَتها الأولى، الثورة النقية التي تطالب بالحرية، وباستعادة الوطن الذي خطفه العملاء، وبإنهاء العملية السياسية الاحتلالية وما أفرزته بعد ٢٠٠٣، وبمحاسبة كل الطبقة السياسية التي تعاقبت على حكم العراق فجعلته بلداً محتلاً يتحكم به الغرباء ويتسيده الأنذال.

إن استمرار الشعب العراقي، في مظاهراته ليلاً ونهاراً يعبر فيها عن رفضه وسخطه من العملية السياسية وميليشياتها التي دمرت البلاد، وقتلت الآلاف وأفسدت وأفقرت وهجرت الملايين وجعلت الوضع المعيشي للمواطن في الدرك الأسفل، فأصبحت حياته لا تمثل شيئاً أمام كرامة وسيادة واستقلال وطنه الذي يسعى أن يراه عزيزاً سيداً لا يدوس ترابه الغرباء، فارتفع صوت الثوار لاستعادة الوطن والكرامة والحرية ومحاكمة سُرَّاق المال العام، وطرد إيران وذيولها ومن تبعهما، وهذا يعني أن الخروج لهؤلاء يؤدي بالضرورة ودون تأخير إلى سقوط وانتهاء عصر سيطرة ميليشيات إيران واحتلالها ومن ساندهما.





الثلاثاء ١٣ ربيع الاول ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / تشرين الاول / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ناصر الحريري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة