شبكة ذي قار
عـاجـل










المقصود هنا بالديمقراطية هو الطائفية والمحاصصة التي مثلت الوجه المدني القبيح لاحتلال العراق، وأريد للانتخابات أمريكياً أن تكون الغطاء للاحتلال الاستيطاني الإيراني للعراق منذ ٢٠٠٣.
فالانتخابات في نسختها الخامسة وبعد خمسة أيام من إجرائها تبدو وكأنها قبر يبتلع من قاموا بحفره، أو طاعون يهلك من قاموا بنشره، وتبدو عوامل الصراع على مسك عوامل الفساد في العراق على أنها قد أوصلت الفاسدين وبالذات من عبيد إيران ورافعات مشروع ولاية الفقيه الكهنوتي المجرم إلى حافات التصادم والاقتتال، حيث مقتدى وتياره من جهة ورفاقه في العمامة والارتزاق الفارسي كل من المالكي والعامري والحكيم والفياض والعبادي والخزعلي ومن خلفهم كل ميليشيات إيران في الجهة المقابلة يصعدون الخطاب ليصلوا إلى ما توقعه العراقيون من حتمية الاقتتال بينهم، ليس لشيء بل بسبب نتائج الانتخابات التي منيت فيها فصائل وأحزاب إيران المفضوحة خسارة كارثية، ولعل من الديمقراطية ما قتل.

قلنا مراراً وتكراراً إن هؤلاء لا يعرفون معنى الديمقراطية، وإن عوامل فرقتهم أكثر وأقوى من عوامل وحدتهم ولقائهم، والسبب الرئيس لقناعاتنا بمصيرهم ليس فقط لأننا نعرف مصير العملاء والخونة المجرمين جدلاً ونعرف طينتهم النجسة الفاسدة عز المعرفة، بل لأننا نعرف أيضاً أن لقاء الباطل كمثل الزبد وكمثل الطفح الجلدي لا يلبث أن يذهب جفاءً، ولأننا نعرف أن جوهر شعبنا بكل طيفه المتنوع دينياً ومذهبياً وعرقياً لا يقبل بسلطة العار ولا بحكم الخونة والعملاء.

لقد أسقطهم شعبنا بشرور أعمالهم بمقاطعته للانتخابات حتى خلع عنهم كل أوراق التوت، وبانت عوراتهم وهم يرفضون نتائج الانتخابات ويتهيؤون للاقتتال على بوابات وخلف جدران دكاكين الاقتراع البائسة التي دبروها وصرفوا عليها مليارات من أموال العراق لتكون الغشاوة على عيون الداخل والخارج على حد سواء، أما هم فليس أمامهم للبقاء في قمة السلطة الخائنة لما تبقى من عمرها الافتراضي غير الاقتتال بعد أن قتلهم سمهم وخانت بهم طريقتهم وخذلتهم خديعتهم التي أسموها زوراً وبهتاناً "الانتخابات" وتشدقوا بأنها الديمقراطية.

لم يعرف العالم ديمقراطية قاتلة ميليشياوية احتلالية كديمقراطية أميركا في العراق، التي صممتها لحماية الاستيطان الإيراني في العراق المتماهي مع الاستيطان الصهيوني في فلسطين المغتصبة، ولم يعرف العالم انتخابات تتكرر خمس مرات وتتدهور إلى الحضيض كممارسة ونتائج مرة بعد الأخرى، ولم يعرف العالم ديمقراطية بانتخابات يزداد فسادها والتزوير فيها وروادها واللاعبون فيها شعارهم ( بعد ما ننطيها ) الذي رفعه نوري العجمي، وها هو الآن يراها تنأى ( قليلاً ) ، فلملم ميليشياتهم المجرمة، ولملم سلاحها لكي تأخذ مقاعد صاحبهم مقتدى بقوة السلاح، لأنه يعرف معنى شعاره ( ما ننطيها ) لا تحميه الديمقراطية بل قوة الراعي الأمريكي وإجرام المحتل الإيراني والسلاح المنفلت.

انتهت الانتخابات الخامسة التي ترقص على جراح العراق النازف وعلى بؤس وشقاء العراقيين الذين قدموا ألف شهيد ليحصلوا على ٩ مقاعد فقط مهددة الآن بالطعن وإعادة الفرز أو بالقتل بسلاح ( ما ننطيها ) تقدم للترشح لها بعض من يظنون واهمين ممن برزوا في ثورة تشرين أن الانتخابات وسيلة لإنهاء الفساد.

انتخابات ٢٠٢١ م برهنت أن انتخابات الاحتلال إن هي إلا خديعة، وشعبنا برهن أن الخديعة لا تنطلي عليه حتى لو مرت لبعض الوقت.





الثلاثاء ١٣ ربيع الاول ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / تشرين الاول / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة