انتخابات العراق هي الذراع المدني لغزو العراق واحتلاله سنة ٢٠٠٣، وقد بدأت تطبيقات هذا الذراع من مجلس حكم بول بريمر بعد أسبوع من احتلال بغداد بقوة ٣٠ جيش وقوة ٤٠ اقتصاد وتوحش إعلام ١٣٠ دولة واستمرت إلى يومنا هذا، ويوم ١٠ - ١٠ - ٢٠٢١ أعيدَ الاستعراض الاحتلالي العسكري بلباسه المدني ليكرر ويكرس ذات اليوم المشؤوم ٩ - ٤ - ٢٠٠٣، انتخابات العراق هي الوسيلة التي يراها الإمبرياليون والصهيونيون والفرس وأعراب السلطة الرجعية يرونها تعويذة نجاح خطط غزو العراق وانهائه كدولة.

هذا هو السبب الأساسي الذي يجعلنا نقول إن هذه الانتخابات نتيجتها واحدة ومقرة ومتحققة سلفاً، رئاسة الوزراء التي هي السلطة الحقيقية لإيران والبرلمان الذي هو ( خروعة خضرة باللهجة العراقية ) ومركز بث الفساد ونهب المال العام وافقار العراق من حصة الأعراب والراقصون كما قردة السيرك فوق مكونات مأساة الوطن والشعب.

شارك في الانتخابات أفراد ما يسمونهم بقوى الأمن وجمهور الميليشيات والأحزاب التي تكونت كما تتكون خلايا السرطان خلال سنوات الشؤم والظلام الدامس على العراق، وشكلت نسبة عشرة إلى ثلاثين بالمئة، فالانتخابات يجب أن تحصل لأنها سفينة بقاء الاحتلال، ولأنها وسيلة بقاء الفساد والفشل الذي تمارسه إيران وتباركه دول الغزو.

من غير المعقول أن تفشل أميركا في غزوها للعراق وهي تعيش في العراق سالمة غانمة لا يسقط لها قتيل ولا تنزع لها باروكة، لماذا تفشل إيران وأمريكا وقد كونوا مئات الأحزاب الدكاكينية والميليشيات الطائفية ومافيات النهب والسرقة والاثراء الفاحش؟

الجواب أكيد إن الغزو والاحتلال قد وجد ضالته بعد أن سقطت كل ذرائعه التي سوقها سنة ٢٠٠٣ وما سبقها وما تلاها بقليل، فالانتخابات شماعة لديمقراطية مزعومة تضفي شرعية هي الباطل بعينه على سلطة العملية السياسية الاحتلالية، والانتخابات هي اللعبة التي لا تعرف هوية لألاعيبها ولا محدد ولا مقيد لفرص تزييفها وتغييب شفافيتها وخروقاتها وفشلها.

باختصار شديد سواء نجحت الانتخابات أو فشلت وسواء أقبل الشعب عليها أو أدبر وجافاها وقاطعها فإنها وسيلة الاحتلال للبقاء والاستيطان ما لم تتحول ثورة تشرين الباسلة إلى اعصار يقتلع العملية السياسية وهذا الإعصار سيأتي طال الزمن أو قصر رغم أن امتداده الزمني خطر جدي على وحدة العراق وبقائه كدولة.