شبكة ذي قار
عـاجـل










في ثمانينات القرن المنصرم عاد إلى العراق أحد الطلبة العراقيين الدارسين في أوروبا بعد حصوله على شهادة الدكتوراه في أول تخصص من نوعه في العراق وهو تخصص ( بكتيريا الألبان ) ، ولحبه وإخلاصه للعراق عاد لكي يقوم بخدمة شعبه في مجال تخصصه وهو يمر بأبشع حرب فرضتها إيران عليه.

يقول الدكتور إنه وبعد مصادقة شهادتي طرقت أبواب وزارة الصناعة وشركات الألبان ووزارة الزراعة، كما رفض وزير التعليم العالي تعيينه بحجة عدم توفر هكذا تخصص في الكليات ..
ويضيف أخيراً اضطررت لقبول التعيين في الطب البيطري لأعيل عائلتي، ولكني لم أجد أي علاقة بين تخصصي والعمل، وبعد أن تملكني اليأس والندم .. نصحني أحد الأصدقاء بعرض مشكلتي على صدام حسين وشرح وضعي ..

ويقول كنت يائساً وغير واثق من مقابلة الرئيس أو موافقته على تعييني لأني لم أكن بعثياً .. ومع هذا قدمت عريضة شرحت فيها جميع ما مر بي منذ عودتي للعراق وظروف تعييني في الطب البيطري .. وكانت المفاجأة الكبيرة إنه وبعد ثلاثة أيام تم الاتصال بي هاتفياً للحضور إلى استعلامات القصر الجمهوري.

يقول الدكتور ذهبت صباحاً لاستعلامات القصر الجمهوري وعرفتهم على نفسي واستقبلوني استقبالاً رائعاً أشعرني بالطمأنينة من قلقي وخوفي لم أكن أتوقعها وبعد انتظار لوقت قصير جاءني شخص ورافقني في سيارة خاصة إلى داخل القصر ومنه إلى مكتب الرئيس مباشرة .. وفي الممرات كنت أشاهد بعض مرافقي الرئيس ممن شاهدتهم معه في التلفزيون وهم يحيوني بابتسامة عريضة تدل على الرضا واستبشرت خيراً.

ورغم الرهبة لكني كنت أحمل عزيمة كبيرة لتوضيح الحقيقة المرة للرئيس صدام، والمفاجأة الكبرى التي صعقتني وما زالت إلى هذا اليوم عندما دخلت مكتب الرئيس وجدت عنده وزراء الصناعة والزراعة والتعليم العالي وبعض المدراء العامين ذوي العلاقة، فنهض الرئيس واستقبلني مهللاً ووصفني بالعراقي الأصيل، وبعد سلامي على الآخرين جلست بمواجهتهم، وطلب مني الرئيس شرح ما ذكرته بعريضتي أمامه.

فبدأت أسرد دراستي وتخصصي ومقابلتي لوزراء الصناعة والزراعة والتعليم العالي .. وعند وصولي لفقرة أي وزير كان يوبخه عن رده لي في وقتها ويسأله عن السبب، فمثلاً قال لوزير الزراعة مستهزئ وهل عينت الرجل في الطب البيطري ليعالج البكتريا مثلاً ؟؟ ولوزير التعليم قال له إن لم يكن لديك هكذا تخصص فكان الأجدر بك أن تعينه بهدف نشر تخصصه وخبرته في العراق.

وأمر الرئيس صدام حسين رحمه الله بتعييني أستاذاً في جامعة بغداد، ولم يمر وقت طويل حتى صدرت الأوامر بتغيير الوزراء الثلاثة والمدراء العامين سواء كان بسببي أو لسبب آخر.
خلاصة القول كان العراقيون يستنجدون بصدام لإنصافهم من غباء بعض المسؤولين، أما اليوم .. كل المسؤولون أغبياء !!!






الجمعة ٩ ربيع الاول ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الاول / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يونس ذنون الحاج نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة