شبكة ذي قار
عـاجـل










لسنا من الذين يهاجمون أي عراقي لانتماءٍ ديني أو طائفي أو عرقي، وهذه بديهة يعرفها عنا كل المنصفين داخل العراق وخارجه.

نحن نهاجم الموقف السياسي فحسب، والموقف السياسي ليس مقدساً تماماً، كما لا يوجد سياسي مقدس، فاللاعب بالسياسة سواء كان آية الله أو ابن إمام أو حجة، مسلم أو مسيحي أو غيره، كردي أو عربي أو تركماني أو غيره، هو إنسان يلعب بمقدرات الوطن وبمصير البشر، ولا يمتلك أي عامل من عوامل القدسية إلا ما وهبه الله لعامة البشر، وينقص منها ما يزل به عمله ونوع السياسة التي ينتهجها ومقدار بعدها واقترابها من الوطنية وشرف الانتماء للوطن.

نكرر القول بوضوح لا لبس فيه إن مقتدى الصدر قد مارس نشاطاً سياسياً وعسكرياً أضر بالعراق وبوحدة شعبه، وكانت ولا تزال نتائج أنشطته وفعالياته السياسية هي الأخطر للأسباب الآتية :

أولاً : لأن مقتدى الصدر قد تزعم تياراً عراقياً داخلياً ولم يأت من خارج الحدود مثل البقية الذين جلبهم الغزاة، وهذا السبب جعل كثيراً من أحرار العراق واهمين وهم ينضمون إليه ليكون ستار حماية لهم، ولكي ينأون عن الأحزاب التي وردها الغزاة، مثل الدعوة والمجلس الإسلامي وحزب الجلبي وحزب علاوي والحزب الإسلامي وغيرها.

ثانياً : لأن الكثير ممن انتموا لتيار مقتدى قد انجرفوا إلى غلوه وتطرفه الطائفي السياسي واعتماده السلاح في تنفيذ مآربه المذهبية.

إن بوسعنا أن نزعم أن تأثيرات الصدرية السلبية والدموية على العراق بعد الغزو هي أشد وأعظم من تأثيرات حتى المراجع الفارسية.

فموقف مقتدى يُقَدر ويُفهم من الكثير من أتباعه على أساس ديني مذهبي، بل هو من أكثر من ألبس السياسة الاحتلالية ثوب الدين والمذهب.

ثالثاً : إن وجود مقتدى الصدر وتياره في العملية السياسية يعتبر في عيون الكثير من العراقيين بمثابة شرعنة للعملية، وهي باطلة، ويعتبر أيضاً سلاحاً معنوياً خطيراً بيد من يدعون أن شعب العراق في تيار واسع منه قد آمن بالعملية السياسية وانتمى لها وقَبِل بها غاضاً الطرف عن نبعها النجس ومنطلقاتها الإجرامية والباطلة شرعاً وقانوناً.

واللافت في تعامل مقتدى الصدر مع العملية السياسية متناقضات عدة مفضوحة سافرة يحاول بين الفينة والأخرى التملص منها بقرارات وخطابات وسلوكيات هي تعبير واضح عن تناقضات ذاته وعدم استقراره الطبيعي أو المفتعل منها :

١ - مقتدى مع العملية السياسية، ومنها، ولكنه يحاول أحياناً أن يظهر نفسه معارضاً أو مضاداً أو مترفعاً عليها.

٢ - تياره تشظى إلى أجنحة لمليشيات مسلحة موالية لإيران، ومنغمسة في منافع العملية السياسية، وممثليه في البرلمان والحكومة غرق جلهم في الإجرام والفساد، وهو يعلن ذلك صراحة دون أن يتخذ موقفاً واضحاً من العملية السياسية الفاسدة.

٣ - يعلن عن عدم المشاركة في الانتخابات ليخلق أجواء مشحونة ويرفع من منسوب التوقعات، الأمر الذي يعني عملياً ارتفاع مستوى اهتمام عامة الناس وسوادهم بالعملية السياسية، ثم لا يلبث يعود ويعلن عن تراجعه عن قرار عدم المشاركة.

الأمر يبدو كمشاركة في لعبة رياضية أو غيرها من الألعاب السائدة هذه الأيام على الانترنيت وفي نوادي القمار في حين أن الذي يجري هو تدمير للعراق ولشعبه.

٤ - الصدر مع إيران، الصدر ضد الاحتلال الإيراني معادلة هي الأخرى لم تعرف الاستقرار ولا التوازن طيلة سنوات الاحتلال، ونحن نعرف وكل الأحرار يعرفون أن مقتدى لا يستطيع أبداً أن يخرج من نواعير إيران وقبضتها عليه قد تكون أقوى من قبضتها على جنودها المرتزقة هادي والحكيم ومن لف لفهم.

خلاصة القول : لا نقيم مقتدى سلباً ولا إيجاباً لشخصه ولا لدينه ولا لمذهبه، غير إننا نعرف أنه كان طرفاً في تكريس احتلال وطننا وقتل شعبنا وزرع الطائفية القاتلة الدموية، والتي سال على سيوف تيار متقدى نتيجتها دماء عراقية عزيزة وما زالت تسيل، وهو يُسيِّر عملية ذبح العراق التي يطلقون عليها كذباً وزوراً وبهتاناً وخديعة اسم العملية السياسية.




الجمعة ٢٦ محرم ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / أيلول / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة