شبكة ذي قار
عـاجـل










تدافع الشعوب عن أممها وتنحاز لمصالحها وتضحي من أجلها , كما تسترخص الغالي في سبيلها وفي سبيل هيبتها وكرامتها ومستقبلها وأمنها وتتمنطق بالسلاح إن دعت الضرورة لتقف على أهبة الإستعداد مثلما تقف الجيوش ضد أي عدوان خارجي دفاعا عنها لإحباط أية محاولة تهدف إلى إستباحة أراضيها وما يهدد سيادتها وإستقلالها.ومثل تلك الوقفات الجليلة والمشرفة لاتعد قرارا أو إجرائا أو تصرفا خارج نطاق الشرعية أو تتنافى مع القوانين أو الأحاسيس الوطنية , وإنما الضروف الراهنة وما تمليه القيم التأريخية على الشعوب الوفية لأوطانها والقيم الأخلاقية المخلصة والوفاء لأمتها وتلبية لنداء أوطانها , والأمم لاتستغيث إلا بأبنائها الميامين والأوفياء لتربتها والحريصين على كرامتها والمدافعين عنها .. وأمتنا العربية الناطقة شعوبها بالضاد هي واحدة من هذه الأمم التي إشتهرت بتأريخها العريق وماضيها المشرف وهيبتها الكبيرة بين الأمم , كأمة أنجبت خيرة الرجال أغنوا العالم بما قدموه من بحوث وعلم ومعرفة ودراسات لازال العالم يعترف ويعتز بها على مر العصور ويحتفظ بمؤرخات المؤرخين العرب في مكاتبهم وتدرس الكثير من تلك البحوث في الجامعات العالمية وحتى الأوروبية , أما العصر الاندلسي الرائع والمراحل القريبة الاخرى , منها ثورة البعث العظيمة ثورة ٣٠ - ١٧ من تموز في الوطن والرقي والتقدم العلمي والإزدهار العمراني من عام ١٩٦٨ وروعة إنجازاتها ونهضتها فقد شهد لها العالم ألتي كانت فخرا للأمة وشعوبها لغاية عام الغزو والإحتلال عام ٢٠٠٣ عام التخريب والهدم وتدمير الإنجازات ألتي أنجزت بطاقات وإمكانيات الوطن وأبنائه

وبالرغم من تشابك الأحداث ونشوء النزاعات والصراعات بسبب التحالفات والولائات البعيدة عن الولاء للوطن ألتي أجهضت الكثير من قدرات الأمة وإمكانياتها وتعارضت مع مصالحها , منها الصراعات المصطنعة أيضا من أجل النفوذ وبروز بعض الفصائل كيدية الإتجاه والأبعاد ذات النزعات الطائفية والإتجاه المعادي التي إنعكست على إستقرار الأمة ووحدة شعوبها تحتم علينا أبعاد تلك الإتجاهات والولائات التي تميزت بخطورتها ودمويتها في هذا المرحلة العصيبة التي تتعرض لها الأمة بتكالب الأعداء , تحتم علينا الوقوف بحزم للدفاع عنها والتضحية في سبيلها دون أية مساومة على حقوقها وطموح أبنائها في النهضة والتقدم.وتلك الممارسة أو الإستعداد لتقديم التضحيات في سبيلها لابد من أن تنطلق من مفهوم الإنحياز لها وليس الوقوف على الحياد بين الأمة وبين أعدائها , ومن هنا لابد من أن ندرك طبيعة دورنا وطبيعته النضالية كعرب ننتمي إلى الأمة العربية والوقوف بوجه أعدائها الذي يعتبر جزء من إيماننا القومي الوطني الراسخ إتجاهها وشعوبها لأننا لاننتمي لهذه الأمة فحسب , وإنما نحن أبنائها ولد أجداد أجدادنا وآبائنا وولدنا ونشأنا وترعنا على ترابها وأرضها وعشنا حلوها ومرها وإرتوينا من إعذوبة أنهارها

وعلينا تحمل مايمليه ذلك الإنتماء المشرف إلى تلك الأمة العريقة من مسؤولية وتضحية وواجب إتجاهها وتحمل المخاطر والإستعداد للتضحية في سبيلها وفي سبيل قيمها وهيبتها ووجودها , .ومن يفقد ذلك الشعور شعور الإنتماء وينحدر إلى خندق القوى المعادية سيبقى شبيها بإحدى الهياكل دون روح أو جسد لايدرك طبيعة التضحية وكما سيفقد روح الوعي القومي والشعور بالإنتماء لتلك الأمة وسيفقد مواصفات الكفائة التي تمكنه على تحمل المسؤولية من أجل الدفاع عنها ويقف ويصطف مع مناضليها بخندق الدفاع عنها وعن كيانها .. وشرف الإنتماء لهذه الأمة العريقة التي تعرضت إلى عدة نكبات , منها نكبات موجعة ومؤلمة يتطلب من كل عربي الإستعداد للتضحية في سبيلها وفي سبيل تحقيق أهدافها وأن يكون هدفه هو الوفاء والولاء لها , ومن ترعرع فوقٍ ترابها عليه أن يكون على إستعداد دائم دفاعا عنها بميادين الشرف والمنازلة والجهاد , والأمم لاتستمد قوتها إلا من أبنائها ومن مواقفهم القومية الوطنية الثابته والوقوف بوجه المخططات الخطيرة التي تحيكها القوى المعادية والهادفة إلى محاولة توسيع نفوذها المعادي بهدف إجتياح سيادتها مثلما إجتيحت سيادة الوطن بعام الجريمة الكبرى التي إرتكبتها أمريكا وحلفائها وعملائها ضد امتنا عام ٢٠٠٣ بإحتلال الوطن وتدمير بنيته التحتية

في الحقيقة أن المعادن الأصلية لاتكشف أو تعرف إلا في المواقف والحالات الحرجة والصعبة وخصوصا في ميادين المنازلة , والإستعداد بتقديم التضحيات تظهره هوية معادن المناضلين الأشداء , المعادن الأصيلة الوفية والمخلصة ومادتها , وإلا كيف تستطيع لأمة أن تستنجد بأبنائها مالم يكونوا مستعدين للتضحية في سبيلها وفي سبيل قيمها وعزتها.لكي يصبح المرء قادرا أيضاعلى الصمود والثبات مثلما صمدت شعوب وناضلت في سبيل عزة أمتها وإستشهدت في سبيلها , وإستشهاد القائد الفذ وسيد شهداء العصر المرحوم القائد المناضل صدام حسين في سبيل أمته ووطنه ومبادئه والذي ناضل من أجلها خير دليل على تلك التضحية والفداء , , وإستشهاده كان وسيبقى فخرا للأمة وشعوبها على مر العصور حيث تميز القائد الملهم بشجاعته ووقفته الميمونة قائدا ومناضلا متحديا القوى العميلة والخائنة إضافة إلى شموخه الذي أرعبهم وأرعبتهم عزيمته وثباته وشجاعته , إضافة إلى رفاقه المناضلين الأبطال اللذين سلكو طريق النضال والتضحية وتشرفت الأمة وتأريخها المجيد وشعوبها بشهادتهم وإستعدادهم للتضحية في سبيلها وفي سبيل مبادئهم القيمة






الجمعة ١٩ محرم ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أب / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غياث الشبيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة