شبكة ذي قار
عـاجـل










تجلى الصراع العربي - الفارسي ببعده المذهبي الطائفي في قيام السلطات الإيرانية بتأسيس أحزاب أو حركات سياسية دينية على منوالها لاختراق كامل الأقطار العربية مثل امتداد تأثير حزب الدعوة الإيراني في عدد من الدول العربية كالعراق والبحرين ( جمعية الوفاق الوطني ) ولبنان ( حزب الله وحركة أمل ) واليمن ( حركة الحوثيّين – انصار الله - بجبال صعدة ) أما على المستوى السياسي فيتجلى الصراع العربي - الفارسي في محاولة الإيرانيين التدخل في شؤون الدول العربية من خلال تطبيق شعارهم سيء لصيت والذي تضمنه الدستور الإيراني ليكون واجبا ملزما لكل الحكومات الإيرانية التي تعتمده وتنتهج مواده ونصوصه - تصدير الثورة الإسلامية - ولاسيّما ما أفرزه من توتّر في العلاقات الإيرانيّة - العراقيّة على سبيل الذكر ، توتر ازداد مع حادثة المستنصريّة سنة ١٩٨٠ عندما قام طالب من أصول إيرانية ينتمي إلى حزب الدعوة برمي قنبلة وسط ساحة جامعة المستنصريّة مستهدفا" الرفيق الراحل طارق عزيز ومن ثم استهداف موكب تشيع الشهداء في اليوم الثاني بمنطقة الوزيرية إثر ذلك الفعل الإرهابي توجه الشهيد الحي صدام حسين رحمه الله بخطاب وصفه المحللون والمراقبون بانه حاد شبه فيه الإيرانيين بـالأقزام وبأن الدماء الطاهرة التي سالت في الجامعة المستنصرية لن تذهب سدى وهنا لابد من التوكيد عند وصول الخميني إلى سدة الحكم أعلن بالقول والفعل عن عدائه الدفين للحكومة العراقية المصرة على المطالبة بالجزر العربية الإماراتية الثلاث ( طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى ) التّي ضمّتها عنوة السلطات الإيرانية سنة ١٩٧١ ، معتبرة إيّاها جزءا من أراضيها ويتجسد الصراع السياسيّ بين العرب والفرس أيضا في الخلاف بين ايان ودول الخليج حول البحرين ، فحكومة الشـاه طالبت سـابقا بالبحرين وأرادت ضمها نظرا إلى وجود جماعات ( شيعيّة ) منهم من الأصول الفارسية الذين استخدمهم نظام الشاه من خلال الهجرة والعمل يكونون موطئ قدم لمطالبته بالبحرين او احتلالها وهذا منهج اعتمده الصهاينة من خلال سماح الاحتلال البريطاني لليهود الاوربيين بالهجرة الى فلسطين ليكونوا قاعدة المنظمات الإرهابية التي ماست ابشع أفعال الإرهاب لإجبار الفلسطينيين على الهجرة وترك ديارهم واراضيهم للمنظمات الإرهابية او الخضوع للترهيب والترغيب ببيع ممتلكاتهم وهذا ما حصل بالعراق ما بعد الغزو والاحتلال في ٢٠٠٣ وما تم تحت عنوان تحرير المدن والقصبات العراقية من داعش ليتم الاستيلاء على ممتلكات العراقيين في جرف الصخر او عزيز بلد او سامراء ومناطق من سهل نينوى من قبل المليشيات الولائية ومنع أصحابها من العودة الى منازلهم واراضيهم وباحتلال إيران للجزر الإماراتيّة تعكّرت العلاقات الخليجية الإيرانية خاصّة مع أطماع الحكومات الإيرانية في النفط العربيّ ، وهو ما كان قبل ذلك بما يزيد عن نصف قرن دافعا جوهريّا لاحتلال إمارة الأحواز العربيّة سنة ١٩٢٥ وهي قضيّة مهمّة جدّا نظرا إلى كثافة تفاصيلها التاريخيّة ودورها السياسيّ في تحديد نمط الصراع العربي الفارسي ، مارس الفرس على شعب الأحواز كافّة أشكال الاضطهاد القوميّ ، فانتهكوا الحرمات وصادروا الحقوق وأعدموا المعارضين وحاولوا طمس هويّة الأحوازيّين العربيّة عبر سياسة التفريس ومنع التكلّم باللغة العربية وإلغائها من كلّ المدارس والجامعات.كما استغلّوا ثروات المنطقة النفطيّة وحرموا المزارعين من أراضيهم واقتطعوا أجزاء من الإقليم ضمّوها إلى بعض المحافظات الإيرانية ، لقد تجاوزت الدولة الفارسيّة كلّ القوانين الدولية باحتلالها للأحواز وإضعاف سيادتها الداخليّة والخارجيّة تدريجيّا إلى أن اجتاح الجيش الفارسيّ إقليم عربستان ( الأحواز ) عنوة وقام باعتقال أميرها الشيخ خزعل عام ١٩٢٥ وإعدامه عام ١٩٣٦ ، ومن ثمّ إعلان هذا الإقليم العربيّ تابعا لإيران ، وهذا الفعل هو ذات المنهجية الصهيونية حيث تمكن الصهاينة من احتلال الجولان السوري وتمسك به الى ان اعلنه جزءا من أراضي دولته المزعومة وهكذا الامر في مزارع شبعا والأراضي الفلسطينية التي يتم قضمها تحت عنوان المستوطنات التي يتم انشائها في الضفة الغربية ومحيط غزه

يتبع بالحلقة السادسة





الجمعة ١٩ محرم ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أب / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة