شبكة ذي قار
عـاجـل










ما فعله المحتلين العثمانيين في العراق وفي باقي الدول العربية لم يقل بشاعة عن ما فعله الصفويون الأمر الذي أدى بالعرب الى أن يتحالفوا مع المحتلين البريطانيين ضد العثمانيين المسلمين ( السنة ) أصحاب الخلافة وأن يستبدلوهم بالمحتلين الجدد وفي العصر الحديث وامتدادا لتلك الأنواع من الصراعات ولتراكمات الماضي وما أفرزه الاحتلال الأجنبي من العداء والكراهية بين بلاد العرب وبلاد فارس والتي تم تغييرها الى ايران ( بلاد الاريين ) سنة ١٩٣٤ من قبل رضا شاه بهلوي بعد أن قام بضم الاقاليم التي كانت تتمتع بحكم ذاتي استمرت العداوة والبغضاء بين الفرس والعرب وخاصة بعد أن انسحبت بريطانيا من المنطقة مخلفة وراءها مشاكل حدودية ومناطق نفوذ متنازع عليها وتفاقم الامر أكثر وازداد العداء بين العرب والفرس بعد المتغير المعد مسبقا مخابراتيا" للإطاحة بالشاه سنة ١٩٧٩ لتمرده على اسياده وطرح نفسه عكس ما استخدم كعصا غليظة في الخليج العربي ، عاد الى الواجهة الصراع القومي - المذهبي من خلال المنهج الذي اعتمده نظام الملالي بالتدخل بالشأن الداخلي العراقي والعربي وخاصة الخليج العربي تحت عنوان تصدير الثورة ، وتلك المشاكل الحدودية والمناطق المختلف على سيادتها وعدم التزام خميني بالمواثيق والاتفاقيات الموقعة بين العراق وايران بل قامت القوات الإيرانية والبسيج بأعمال عدائية في ٤ أيلول ١٩٨٠ باستخدام الطيران الحربي والمدفعية مما اجبر النظام الوطني وانطلاقا من حق الدفاع والسيادة الوطنية بالرد الساحق في ٢٢ أيلول ١٩٨٠ القادسية الثانية والتي لم تؤدي ثمان سنوات من الحرب الى حلها الا بعد اعلان خميني قبوله بالقرار الاممي وكأنه يتجرع كأس سم زؤام وهنا اسقط بالفعل الملموس شرعيته الدينية التي ادعاها كولي امر المسلمين لإيمانه بالحرب وعدوانيتها وسفك دماء المسلمين لا مور دنيوية هي انبعاث الإمبراطورية الفارسية الصفوية الجديدة ولكن إرادة الحق وصبر العراقيين وحكمة القيادة الوطنية تحقق النصر في ٨ اب ١٩٨٨ يوم الأيام ، كما اصر خميني على احتلال الجزر العربية الثلاث - طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى - والتي تم احتلالها من قبل نظام الشاه ، ومن خلال ما تقدم يظهر جليا أوجه الشبه بين الصراع العربي الفارسي والصراع العربي – الصهيوني فالعداء الفارسي للعرب - كما العداء الصهيوني - موجّه أساسا نحو ضرب القومية العربية بشتى الطرق والوسائل ، ولعل الممارسات التعسفية والانتهاكات المتواصلة لحقوق المواطن العربي على مر سنوات متعاقبة في الأراضي العربية { الاحواز } التي تحتلّها إيران تبين لنا بشكل واضح شدة هذا العداء الفارسي ذي النزعة المتطرفة ضد كل ما هو عربي باعتباره استمرارا لصراع شعبين ينتميان تاريخيا لحضارتين مختلفتين من حيث نوازعهما فالحضارة العربية تؤمن بالانفتاح على الحضارات الأخرى والتفاعل معها إنسانيا وإيجابيا دون الانتقاص من قيم شعوبها ، والعكس نجده عند الفرس روح العداء والحقد والكراهية هي التي يسموا على تصرفاتهم ، العلاقات بين الدول لا تخضع دائما لمنطق الوفاق السياسيّ ولا تبدو في أحيان كثيرة في حالة تجانس وتفاهم فعوامل واعتبارات عدة يمكن أن تتحكم باستمرارية الصراع من عدمه ، وعليه فإننا يمكن أن نُجمل الصراع العربي - الفارسي في أبعاد مركبة متشعّبة تتمظهر أساسا في البعد التاريخي والبعد الديني المذهبي والبعد السياسي ، كان الفرس منذ القدم ومازالوا يتهمون العرب بالتدمير التدريجي لدولة الساسانيّين وزوال قوتها العسكرية وفي المقابل يحمل العرب الفرس مسؤولية تحطيم الحضارة السامية وبعض الكيانات العربية وذلك باحتلال مدينة بابل الآشورية سنة ٥٣٩ قبل الميلاد ، وقد تنامى العداء العربي الفارسي في بعده الديني مع بداية الفتوحات الإسلامية ومحاولة المسلمين ايصال دينهم للفرس الذّين يعتقدون أنّ هذه الفتوحات ماهي الا غزوات أقصت الديانة الزردشتية الفارسية ، وعند احتلال الصفويّين الأتراك للأراضي الفارسية وقيامهم بفرض مذهبهم ( الجعفريّ ) كما يدعون ويتظاهرون بالقوّة والإكراه صار هذا المذهب المختلف في قراءاته الدينية وطرائق عباداته عن المذاهب السنية جزءا هامّا من القومية الفارسية وليس بخافٍ على العارفين ما بذلته إيران الخمينية الخامنئية من جهد ومال لنشر ( التشيع السياسي ) في نطاق ما يُعرف بـ ( تصدير الثورة ) وإحداث صراع مذهبي في الدول العربية ذات الأغلبية السنية

يتبع بالحلقة الخامسة





الجمعة ١٩ محرم ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أب / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة