شبكة ذي قار
عـاجـل










عشرون عاما مرت على الثبات والصبر والإيمان لم تتخل طالبان عنها ولم تستكين .. سنون عجاف مرت عليهم، وهم يقبعون في كهوف تفتقر لكل أسباب الحياة البشرية، وعدوهم من عملاء المحتل يفترشون القصور ويتعاملون بالدولار .. لم يبق جهاز أمني دولي إلا وجرب حظه محاولا اختراقهم فكان مضحكة للعالم .. لم يبق تاجر سياسة إلا وعرض عليهم مايعجز الخيال عن الوصول إلى رصيده فما اهتزت نفوسهم ولا ماتت ضمائرهم .. اعتمدوا على الله، ثم على شعبهم وحافظوا على الجيل الثاني لثورتهم، وقدموا له كل رعاية وسلموه مواقع مهمة، ولم يأخذهم بريق السلطة والتسلط ولا زخرف المنصب .. عملوا بالكفاف المغني للنفس الأبية، وامتلكوا السلاح من غنائمهم .. ولم يخترقهم العدو ، ولم يسافروا إلى جنيف وغيرها ولم يناموا بالممرات على أحذيتهم ملتحفين بذلهم وجبنهم وغبائهم ، ولم يعترفوا بالمحتل لبلدهم ، ولم يغيروا لباسهم التقليدي المتواضع .. لم يركبوا السيارات الفارهة ولم ينزلوا في فنادق العشر نجوم ، ولم يصطنعوا مرتزقة للمرافقة ولم يصابوا بعقد الدكتاتورية ومظاهرها المقرفة، ولم يتركوا شعبهم فريسة للجوع والتشرد والبحث في القمامة .. ولم يصنعوا غرفا على الفيس بوك والواتس آب يرفعوا الحثالة وأصحاب السوابق وإن كانوا لايجيدون كتابة جملة ، ولم يسمحوا لأصحاب المال المتأدبين أن يلبسوا مرضى السياسة حذاء ويطيرون بأجنحته ليصنعوا لهم أسماء وألقابا في رئاسة إدارات إعلامية تعكس أمراضهم وعقدهم .. لم يتنادوا إلى إدراك أفغانستان بأقلام عقيمة وكتابات ضحلة، ومصالح شخصية وتعويض عن إخفاق ثوري .. لم يأتوا بالشوارعيين البذيئين المنحرفين ليناصروهم ويخطبوا ودهم، ولم يخضعوا لأي مرتزق تستهويه شهوة السلطة فيصنع لنفسه مليشيات مسلحة ويشد لنفسه أعلى الرتب .. لم يؤسسوا آلاف الهيئات الإغاثية ليسرقوا شعبهم .. ولم يعرفوا ( فن ) صورني ليقبضوا من الدول المكلفة من الصهيونية رزم الدولارا ت ليشتروا الفلل والمولات ويفتحوا مشاريع كبرى .. ولم يكونوا مجتمعا للحسد والحقد والكراهة، بل ضربوا أعلى مثال في المحبة والتضحية والتكافل .. لم يشكلوا ألف حزب وحزب ولم ينقسموا إلى مئة فصيل وفصيل .. لم تستطع إيران بكل خبثها أن تتعدى حدود الهازرا المتخلفين ودستم المعتوه على عكس من أدخل إيران فرحا بأنه سيلطم على الحسين رضي الله عنه، فصار يلطم على نفسه وعلى ما فعله به شيطان الملالي والحاخامات .. لم يقبلوا بنظام كرزاي ولم يعترفوا به .. صبروا على الجوع والمكر وقتل شعبهم من قبل الأمريكان بلا سبب، فانتقموا للضحايا الأبرياء، فكسبوا تعاطف شعبهم وثقتهم بهم .. قالوا وهم ينسحبون في عام ٢٠٠١م إننا عائدون ، فلم يغيروا رأيهم ولم تثنهم السنوات المرة عن هدفهم ..

فإن كنت تحبهم أو تكرههم أو ترفض مبادئهم، أو تؤيدها، أو لك رأي بهم فإنك حتما ستعترف لهم بأنهم رجال مبادئ لا لصوص سياسة أوتجار دم وكذب وخيانة .. ما حدث في افغانستان هو هزيمة كبيرة للإحتلال الأمريكي الغربي في هذا البلد والمنطقة وهو نتيجة مقاومة الشعب الأفغاني وتضحياته الكبيرة على مدى ٢٠ سنة ومهما كان اختلافنا في الفكر والتوجه او اتفاقنا مع الجهة التي سيطرت على افغانستان بعد طرد الغزاة لكن يبقى للأفغان وحدهم تحديد طبيعة وشكل حكم بلادهم بعد تحريرها فهم أصحاب الأرض ولهم فقط القرار.





الجمعة ١٩ محرم ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أب / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زهراء الموسوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة