شبكة ذي قار
عـاجـل










من اجل إيصال المادة الى المتلقي والمتابع أرى إمكانية تبويب صراع الفرس مع العرب بشكل عام وخاصة العراق على النحو التالي

* - الصراع السياسي العسكري ، كانت حضارة العيلامين أحد أقدم الحضارات التي قامت وازدهرت اقتصاديا ووسعت نفوذها في المنطقة على حساب جيرانها ، حيث قامت الحضارة العيلامية في الألف الرابع قبل الميلاد في المنطقة المعروفة الان بالأحواز وعاصمتها ( سوسة ) والتي توسعت وشملت أجزاء من بعض المناطق الجنوبية من العراق وبعد مجيء سرجون الأكدى ( ٢٣٧١ - ٢٣١٦ ق.م ) الى الحكم استطاع أن يتوسع بنفوذ دولته ويسيطر على أجزاء من بلاد عيلام وأن يضمها الى مملكته ثم جاءت نهاية الحكم الأكدى على يد الكوتين وهم من القبائل التي كانت تسـتوطن أواسـط زاكروس في منطقة همدان ، وبقي هؤلاء في الحكم حوالي قرنا من الزمن ما بين ( ٢٢١١ - ٢١٢٠ ق.م ) وكانت فترة حكمهم من الوجهة التاريخية من أولى الفترات المظلمة في تاريخ وادي الرافدين وفي سنة ( ٥٣٩ ق.م ) سـقطت بابل بعد أن ضعـفت تـحت الاحتلال الفارسـي بقيادة ( كورش ) حيث اسـتطاع أن يدخل بابل بمسـاعدة اليهود الذين تم نقلهم من فلسطين من قبل نبو خذ نصر في سنة ( ٥٩٧ ق.م ) ومقابل تلك المسـاعدة سـمح لهم ( كورش ) أن يعودوا الى فلسـطين وأن يبنوا هيكلهم ويعتبر كورش مؤسس الإمبراطورية الفارسية سنة ( ٥٥٩ ق.م ) والتي توسعت وشملت العراق وبلاد الشام ومصر وليبيا وأجزاء من دول الخليج واليمن ، وتوالت عصور الاحتلال لبلاد النهرين من قبل الاسر الفارسية (( الأخمينية والسلوقية ، الفرثية ، الساسانية )) الى أن جاء الفتح الإسلامي حيث تم تحرير البلاد من الحكم الفارسي الساساني بعد عدة معارك ابتداءا من معركة القادسية الأولى ( ٦٣٦ م ) وانتهاءا بمعركة نهاوند ( ٦٤٢ م ) والتي سميت بفتح الفتوح حيت تم القضاء على حكم الدولة الساسانية في بلاد فارس والتي دام حكمها أكثر من أربعة قرون ، وبعد الانتصار في تلك المعركة وتطهير بلاد النهرين من الفرس قال الخليفة عمر بن الخطاب ( ليت الله لو جعل بيننا وبين فارس جبلا من النار ) وبالرغم من ذلك فان العرب المسلمين هم الذين تخطوا حدود بلاد فارس باسم الفتوحات ونشر الدين الجديد

* - الصراع العرقي ( القومي ) بعد الفتح الإسلامي لبلاد فارس ودخول معظم الفرس المجوس للدين الجديد سواء رغبة أو رهبة , بدأ صراع من نوع جديد بين العرب والفرس ، أنه الصراع الفكري الحضاري بين قوميتين ، صحيح أن العرب المسلمون انتصروا على الفرس المجوس عسكريا ولكنهم انهزموا فكريا وحضاريا أمامهم من خلال خبث حاخامات الفرس ودهاقنتهم الذين اتخذوا من الإسلام مدخلا لتدمير الدولة العربية الإسلامية من خلال بث سمومهم وافكارهم وخرافاتهم ودجلهم ليصبحوا هم المحدثين وهم الواعظين وهم الفقهاء بالشريعة والمراجع حتى يومنا هذا ، لقد تأثر العرب بالفرس أكثر من تأثر الفرس بالعرب هذا لو استثنينا التأثير الديني والذي تم عن طريق القوة العسكرية لأن الفرس كانوا أصحاب حضارة عريقة ممتدة لآلاف السنين بينما العرب لم يكونوا ما قبل الإسلام المحمدي سوى قبائل متفرقة في صحراء الجزيرة العربية ولم يكن لهم أي وزن في ميزان القوى قبل الإسلام ، ولم يكن لهم دور ملموس في التراث الإنساني ، وصل ذلك الصراع ذروته في العصر الأموي , فقد كانت الدولة الأموية ( عربية اعرابية ) كما وصفها الجاحظ ، لقد تصاعد الصراع حتى اقترب من العصبية الجاهلية وأطلق على من ليس عربيا اسم ( الموالي ) وخاصة الفرس حتى وان دخلوا في الإسلام وذلك لتمييزهم عن العرب ، فلقد تبلورت على ساحة الصراع في الدولة العربية الإسلامية في تلك الفترة تياران رئيسيان هما {{ الأول تيار العصبية العربية وكان بنو امية قادة هذا التيار وضربوا عرض الحائط حديث ( لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى ) وقد تمادوا في عصبيتهم الى درجة أنهم خالفوا تعاليم الإسلام في ذلك ، فمثلا منع الحجاج أن تزوج المرأة العربية المسلمة من مسلم غير عربي ، ومنع غير العربي أن يصلي أماما وخلفه عربي ، وقد أدت تلك السياسة ( التمييز على أساس القومية ) الى الاحتقان القومي بين العرب والفرس وأطلقوا على غير العرب الذين دخلوا الإسلام وخاصة الفرس تسمية ( الموالي ) تمييزا لهم عن العرب ، وكرد فعل على تلك الممارسات ظهر تيار الشعوبية ، أما التيار الثاني هو تيار التعصب الفارســـي ( الشعوبي ) وهؤلاء طبعا من الموالي الفرس الذين تأثروا من العرب لاحتلال دولتهم , فكرهوا واحتقروا كل ما هو عربي لغة وفكرا وملبسا وعادة فلم يكن من السهل على الفرس أن يتخلوا عن مجوسيتهم ولم يكن من السهل عليهم أن يخسروا إمبراطورتيهم , وبالتأكيد كان أمرا مؤلما لهم أن تسلب أموالهم وأن تهان كرامتهم وأن تسبى نساءهم وأن تباع بناتهم في سوق النخاسة العربية وأن تهدى أميراتهم لأبناء العرب حتى لو كانوا احفاد نبي الإسلام أو أبناء أصحابه وحتى لو كان ذلك باسم الله انها الطبيعة البشرية فأدى ذلك الى نشوء حركة سميت فيما بعد بــ ( الشعوبية ) وبالتالي أدى الى قيام الدولة العباسية وبسواعد فارسية وخاصة ساعد أبي مسلم الخراساني انتقاما من الامويين وليكن لهم الدور المستقبلي في حياة العرب المسلمين ، ومفردة الشعوبية وردت في القران * يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم * الحجرات ١٣ والمراد بالشــعوب بطون العَجَم ، وبالقبائل بطون العرب وحسـب تفسـير ابن كثير


يتبع بالحلقة الثالثة





الجمعة ٥ محرم ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أب / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة