شبكة ذي قار
عـاجـل










التأريخ بقديمه وحديثه نجده يوثق أطماع الفرس ببلاد الشام والعراق والجزيرة الفراتية قديمة بقدم التأريخ ومجيء الإسكندر المقدوني بجيشه لتأديب الفرس ومنعهم من التمدد على مملكته تناوله التاريخ بمواقع وشواهد ومن الأمور التي تناولها المؤرخون احتلال الفرس المجوس بلاد الشام والعراق والحاق الهزيمة بالدولة البيزنطية النصرانية فكان نصر الفرس المجوس كارثة على المنطقة أصاب أهلها بالذل والحزن والفقر ، ففرح كفار مكة بانتصار المجوس ، وحزن المسلمون لان النصارى أهل كتاب وقد بين هذا الله جل علاه بنزول سورة الروم {{ الٓمٓ * غُلِبَتِ ٱلرُّومُ * فِىٓ أَدۡنَى ٱلۡأَرۡضِ وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَيَغۡلِبُونَ * فِى بِضۡعِ سِنِينَ‌ۗ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُ‌ۚ وَيَوۡمَٮِٕذٍ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ * بِنَصۡرِ ٱللَّهِ‌ۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُ‌ۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ * }} فنصّبت الدولة البيزنطية القائد هرقل - ابن حمص البطلة - إمبراطورا وقاد شعب الشام والعراق وهزم الفرس مذلولين خائبين في معركة ذي قار وفرح المسلمون بنصر أهل الكتاب وهزيمة عبدة النار وصدق ألله وعده ، فتوحد العرب تحت راية الإسلام واندفعوا يخرجون الناس من جور الحكام إلى عدل الإسلام ، وسـقطت دولة الفرس بعد معارك أشـهرها القادسـية الأولى ونهاوند - فتح الفتوح - وجلولاء ، وحملت بنت كسرى أسيرة إلى المدينة المنورة وتزوجها حفيد رسول ألله صل الله عليه واله خير البرية الامام الحسين بن على بن ابي طالب عليهما السلام إكراما لها ولمكانتها على عادة العرب القدماء ، ولهذا الزواج أسوا الأثر فى تاريخ الأسلام لان الفرس استثمروه لتحقيق أهدافهم وغاياتهم وها نحن اليوم نعاني من ما تم اعداده وتوثيقه من اساطير شق فيها صف المسلمين وعمقوا فرقتهم بل تمكنوا من تعميق العقد والحقد توافد الفرس إلى المدينة أسرى وموالى أو مهاجرين ومنهم الهرمزان ( وهو حاكم إقليم الأحواز العربي أيام كسرى والد السبية الأسيرة زوجة الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام ) ، وبدأ الهرمزان يتآمر لقتل رأس الخلافة الإسلامية عمر بن الخطاب انتقاما" لسقوط امبراطورية فارس المجوسية ، شاهد عبد الرحمن بن أبى بكر الهرمزان مع رجلين فارسيين يتحادثون فى معزل واضطربوا لرؤيته وسقط منهم خنجر ذو نصلين (( من اجل تمجيد فعلهم الاجرامي فبركوا رواية سيف ذو الفقار بهيئته المتداولة خلافا للحقيقة والواقع كي يجعلوا خنجر أبو لؤلؤة المجوسي رمزا إسلاميا )) وقبض المسلمون على أبو لؤلؤة ( وشهد عبد الرحمن بن أبى بكر بما رأى وأن الخنجر الذى طعن به الخليفة عمر هو نفسه الذى رآه البارحة مع الفرس الثالثة المجوس المظهرين الإسلام ) ، فركض ابن عمر فلحق وقتل الهرمزان وعددا" من أصحابه ، قال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين عليه السلام ، حدثنا أحمد بن عمر الوكيعي ، حدثنا مؤمل ، عن إسرائيل عن أبي إسحاق ، عن البراء قال لما نزلت الآية (( الم * غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون )) قال المشركون لأبي بكر (( ألا ترى إلى ما يقول صاحبك ؟ يزعم أن الروم تغلب فارس ، قال صدق صاحبي ، قالوا هل لك أن نخاطرك ؟ فجعل بينه وبينهم أجلا فحل الأجل قبل أن تغلب الروم فارس )) فبلغ ذلك النبي صل الله عليه واله وسلم فساءه ذلك وكرهه وقال لأبي بكر (( ما دعاك إلى هذا ؟ )) قال تصديقا لله ولرسوله ، فقال (( تعرض لهم وأعظم الخطر واجعله إلى بضع سنين )) فأتاهم أبو بكر فقال لهم هل لكم في العود ، فإن العود أحمد ؟ قالوا : نعم ، قال فلم تمض تلك السنون حتى غلبت الروم فارس ، وربطوا خيولهم بالمدائن ، وبنوا الرومية ، فجاء به أبو بكر إلى النبي صل الله عليه واله وسلم فقال هذا السحت قال رسول الله (( تصدق به )) ، تناولي هذا الامر للتوثيق من ان الفرس بإمبراطورتيهم ودولة ايران الحالية يضمرون الكراهية والحقد للعرب وللدين الإسلامي المحمدي النقي من البدع والدجل والخرافات ، ومن الأمور التي أرى من المهم الإشارة اليها الكتيبة الحمراء وهم جنود فرس تم اسرهم في معركة القادسية وعددهم ٤٠٠٠ مقاتل أو أكثر من ذلك منهم الرماة والفرسان والمشاة اعتنقوا الإسلام واختاروا السكن في الكوفة ومنهم حرمله وهو احد قادتهم وكان لهم الدور المؤثر والفاعل بمحاصرة سفير الامام الحسين الى أهالي الكوفة الشهيد مسلم بن عقيل عليهما السلام وفي معركة الطف ولامعان ببشاعة في مقتل الامام الحسين عليه السلام وهذا كان الهدف منه تعميق لصراع والكراهية مع الامويين لان الباعث الأساسي لحقدهم وكراهيتهم باعث حضاري لان العرب المسلمين حملة رسالة إنسانية من اجل إشاعة العدل والمساواة ونصرت المظلومين ، ان التوتر الدائم والعداء المستمر بين ايران وجيرانها وخاصة العرب له ماضي طويل وقديم قدم الحضارات التي قامت على أراضي الطرفين فلو تتبعنا التاريخ الماضي البعيد لوجدنا ان العلاقة بين بلاد فارس وبين جيرانها على حدودها الغربية وخاصة بلاد وادي الرافدين اتسمت بالعداوة أكثر مما اتسمت بالصداقة ، واتسمت بعلاقة القوي على حساب الضعيف ، وكان الحرب سجالا بين الطرفين ، وكانت أرض العراق وبسبب حدوده البرية الطويلة مع بلاد فارس مسرحا لذلك الصراع الذي أتخذ طابعا مختلفا في كل فترة كالصراع السياسي والذي تمثل في عمليات الغزو للسيطرة على النفوذ وموارد الثروة ، والصراع العرقي ( القومي ) الفارسي - العربي فكل طرف يرى في نفسه العنصر المتفوق والعنصر الأسمى ، ثم الصراع الديني - المذهبي لقد كان استعمال القوة العسكرية حاضرا في كل تلك الصراعات

يتبع بالحلقة الثانية





الاثنين ٢٣ ذو الحجــة ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / أب / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة