شبكة ذي قار
عـاجـل










سؤال يستحق طرحه لان المشهد الأمريكي في أفغانستان والعراق هو واحد وان كانت هناك ادعاءات الاعلام الأمريكي ومن تحالف معه أو من باع قلمه وضميره للورقة الخضراء – الدولار - ليشبع غريزته الملعونة المادية وعقده بالإشارة الى التيار الإسلامي الراديكالي وعلاقته بتفجيرات ١١ أيلول ٢٠٠١ ، واسلحة الدمار الشامل وعلاقة القيادة العراقية الوطنية بالقاعدة كما سوق الاعلام الامريكي وحلفائه احزاب الاسلام السياسي ، والمشهد اليوم وبعد اعلان امريكا الانسحاب من افغانستان يتمحور حول مقولة {{ طالبان قادمة وأفغانستان ذاهبة }} وهي بحد ذاتها هزيمة امريكا في أفغانستان هي من نوع الهزائم الكبرى التي يمكن أن تلحق بها انهيارات لايستهان بها على المستوى الداخلي لان المشهد الامريكي قبل واثناء الانتخابات التي وصل بموجبها بايدن الى الرئاسة الامريكية وما يروج الان من امكانية عودة ترامب وتنصيبه رئيسا ، أم هناك لعبة مخابراتية !!الغرض منها تطويق النظام الايراني الذي تمرد على صانعه وسيده ودغدغت خاصرته من خلال تحرك القوميات المستغلة والمنتهكة حقوقها كما فعل بريجينسكي مع الاتحاد السوفياتي واستثمر التململ الديني القومي في الجمهوريات الاسيوية المنضويه ضمن الاتحاد السوفياتي والتي ادت الى انهياره لتتفرد امريكا عالميا" ، نعم امريكا وايران متحلفان متوافقان في موضوع افغانستان والعراق وهذا باعتراف الرئيس الايراني الاسبق رفسنجاني ، وتحت غطاء ديمقراطيتهم صنع الأميركان حكومة شرعية في افغانستان كما يدعون ايضا في العراق بالمقاييس الغربية ، غير أن تلك الحكومتين لم تقدرعلى السيطرة على بلدين فظلت الدولة خارج نطاق السيطرة وليس هناك طرف أفغاني أو عراقي بإمكانه أن يزعم أن دولة أفغانستان التي كانت قائمة في مرحلة ما قبل الغزو السوفييتي عام ١٩٧٩ لا تزال قائمة ، أو الدولة العراقية قبل الغزو والاحتلال ٢٠٠٣ قائمة ايضا" بمؤسساتها الدستورية الحقة وليس ما نتج بما يسمى العملية السياسية والعراق الجديد ، جاء الغزو الأميركي لافغانستان عام ٢٠٠١ بمثابة الضربة الأخيرة التي وجهت إلى الدولة في أفغانستان وهكذا الحال في العراق في ٢٠٠٣ حيث دمروا البنى التحتية للدولة العراقية والغاء المؤسسات الدستورية القائمة بشرعيتها واحتوائها كل اطياف المجتمع العراقي بروح الاخوة والتأخي والمحبة ليحل محلها منهج غريب على الواقع العراقي ما يسمى المكونات والطوائف وحقيقته ترسيخ منطق الصراع والتفتت بل وصل الامر بالمحتل وادواته المدعين انهم اسلاميون ان يبنوا حواجز الفصل بين ابناء العراق كما فعل الكيان الصهيوني بسياج الفصل العنصري بفلسطين المحتله ، وتعمل الادارة الامريكية لجعله الامر الواقع المفروض على ابناء فلسطين المحتله ، فإذا كان الأميركان قد نجحوا عن طريق الخداع والكذب في إقناع أنفسهم بأن الهيكل الفارغ والمتداعي الذي ركبوه يمكن أن يشكل بداية جديدة سيتمكن الأفغان والعراقيين من خلالها من إعادة الاعتبار إلى الدولة التي قضت نحبها بشكل نهائي حين انتصرت حركة طالبان في الحرب الأهلية ففقدت دولة أفغانستان الاعتراف الدولي بشرعية وجودها فإن تلك القناعة تناقض الحقيقة التاريخية ، كانت حركة طالبان تحكم من غير أن تكون هناك دولة ، وكان معلوما بالنسبة إلى أجهزة المخابرات الغربية أن الحركة التي رفضت تسليم بن لادن بعد واقعة برجي نيويورك يمكنها أن تعيش إلى الأبد وأن تغذي وجودها من الداخل الأفغاني إذا ما تعرّضت لهجوم خارجي حينها ستكسب حركة طالبان ما خسرته أثناء حكمها ، ولاء الأفغان الوطني ، عاش الأفغان أسوأ سنوات حياتهم حين استولت الحركة على الحكم كانت سنوات مظلمة تماما ذلك صحيح غير أن الغزو الأميركي لم يكن من وجهة نظر الأفغان حلاّ مشرّفا لم يكن أسوأ الحلول ، بل هو العار الذي شعر كارهو طالبان بأن التورط فيه سيضعهم في موقع لا يحق لهم من خلاله أن يوجهوا النقد إلى طالبان كان الغزو الأميركي خطوة طائشة ومتهورة وغير مسؤولة أفقدت طالبان السلطة غير أنها وهبتها شرعية كانت تفتقر إليها لا أمام المجتمع الدولي حسب بل وأيضا وهو الأهم أمام الشعب الأفغاني تلك هي الشرعية التي قاتلت من خلالها طالبان امريكا وأجبرتها على طلب الوساطة القطرية التي استغرقت سنوات لتصل بعدها إلى قناعة تفيد بضرورة الانسحاب من أفغانستان وكأن شيئا لم يحدث ، لن يمنع أحد طالبان من الاستيلاء على العاصمة كابول وإسقاط حكومتها تلك حكومة موجودة تحت حماية القوات الأميركية التي ما أن تنسحب حتى تسقط كل الهياكل التي لم يشعر الأفغان بضرورتها عبر عشرين سنة من الاحتلال سيقال دائما إن الأميركان أخطأوا في فهم العقل الأفغاني تلك فرية ينبغي عدم تصديقها فهل يعقل أن دولة عظمى مثل أمريكا تملك أكبر مراكز للدراسات والمعاهد المعنية بالتحليل والاستنباط وتحديد نقاط الفعل وردت الفعل تذهب إلى حرب مكتفية بطيش رئيسها ورعونته ؟ تعرف أمريكا أنها فشلت في مشروعها الأفغاني وتعرف أيضا أن لا أحد يملك القوة على مساءلتها ومحاكمتها بسبب الجرائم الكبرى التي ارتكبتها في أفغانستان غير أنها في الوقت نفسه تدرك أنها لن تفلت من حساب التاريخ إنها كررت الخطأ السوفييتي القاتل ، لقد قيل إن الروس كانوا أغبياء حيث سمحوا للغرب بأن يجد ثغرة يدخل من خلالها إلى نقطة عميقة في العقل الروسي وهو ما مهد لانهيار دولة السوفييت والعالم الشيوعي غير أن الدفاع عن الأخطاء بالطريقة الذرائعية الغربية لا يمكن أن تقاوم الهزائم الكبرى هزيمة أمريكا في أفغانستان هي من نوع الهزائم الكبرى التي يمكن أن تلحق بها انهيارات لا يستهان بها ولكن تلك الانهيارات ستكون محصورة بأفغانستان المحاطة بجيران يسود علاقتها بهم نوع من سوء الفهم التاريخي الذي يمكن أن يجر إلى حروب لا تنتهي ، خسرت أمريكا حربها بعد أن أهانت شعب أفغانستان ببساطيل جنودها وديمقراطيتها الزائفة ووعودها الكاذبة ألم تكن المخابرات الأميركية مسؤولة عن ولادة حركة طالبان وتأسيسها عن طريق المخابرات الباكستانية ؟ ذلك ليس بالخبر الصادم ولا بالجديد لم تكن تلك العلاقة تصدر عن الحب بل عن الرغبة في الهدم لقد أنهت أمريكا الحرب الأهلية في أفغانستان عن طريق طالبان التي كانت تمتاز بكراهية المجتمع الدولي بعد عشرين سنة من الاحتلال سيخسر الشعب الأفغاني حلمه في الحرية هذه المرة سيكون على الأفغان الذين يحلمون بالحرية أن يغادروا البلاد إلى غير رجعة فـ طالبان هي قدر أفغانستان ذلك ما اعترفت به أمريكا بالعلن والسر وسيكون على العالم كله أن يعترف بذلك لقد كتب لذلك البلد أن يكون ميتا ، وان المشهد الذي تناولته للواقع الافغاني هو ذات المشهد للواقع العراقي عندما انطلق بوش الابن الارعن من عقليته اليمينية المتطرفه والتي يعتقد انه هبة الله لانقاذ العراقيين واتفق معه جمع اللصوص والهاربين من وجه العداله لانهم ارتكبوا الجرائم المخلة بالشرف وامن الوطن بل عملوا جنودا في جيش يضمر للعراق الحقد والكراهية ويعمل من اجل احتلاله مدعيا ان تحرير القدس يمر عبر بغداد بل الادها من ذلك عملت الادارة الامريكية قلب المعادلة السياسية للعراق الحديث ما بعد معاهدة لوزان واستقلال العراق عن الدولة العثمانية التي اطلق الغرب عليها اطلاقة الرحمة لتختصر بتركيا الحديثة فسلمت امريكا العراق الى مجاميع سادية لاهم لها سوى الانتقام واشباع رغباتها بالدم العراقي المراق على الهوية والاسم والاخلاص للوطن فاصبح من خدع بالادعاءات والامنيات اليوم يعظ اصبع الندم ويترحم على الزمن الجميل الذي كان فيه الامن والامان والانجاز والحقوق والواجبات المتساوين فيها كل العراقيين ، واصبحت ايران ولاية الفقيه هي اليد الفاعله بالشأن العراقي وامريكا وتحت عنوان المقاومة الاسلامية تتلقى الصفعات وهي لاتستطيع الرد باي فعل وهذا عين العجز والذل والهوان وكما يقول المثل الدارج {{ للعراق هوبه }} فاصبح العراقيين غير الذين غيبت عقولهم واخذ منهم الهوس الطائفي يطالبون بحرية وطن ورفعوا شعار نريد وطن فسحبوا البساط من تحت اقدام سياسيوا الصدفة وحقيقتهم سراق مفسدون ليتحول المشهد بعد سنين عجاف نزف فيها العراقيون الدماء من اجل حريتهم وانهاء المشهد الاجرامي الذي حل بوطنهم عام ٢٠٠٣ بعملية سياسية لاتليق بعراق التاريخ والحضارة ، فهل يكون العراق امنا وابنائه الغيارى امنون على حياتهم وامنياتهم وامريكا التي تتظاهر بمعادات نظام الملالي تتراجع امام الهوس الصفوي ليحقق المرشد الأعلى خامنئي حلم صفوي بالتمدد في العراق وسوريا ولبنان واليمن حتى يكتمل القمر الشيعي كما يدعون وحقيقته الانبعاث الجديد للإمبراطورية الفارسية الصفوية فيتسلط المليشيا ويون الولائيون الذين تمكنوا من التغلغل في عموم مؤسسات الدولة والتحكم بحركتها وما يسمى بالحكومة اصبحت اسيرة لهذا الواقع ، وهنا السؤال هل سيكون يوم ٢٧ / ٧ / ٢٠٢١ وهو يوم لقاء الخادم الذليل وعاجز عن الدفاع عن كرامته امام الولائيين يوما مشهودا لان بايدن وبريطانيا سيحققون حلمهم بتقطيع العراق الى أقاليم متناحرة ، أم إرادة العراقيين الاصلاء سيكونون عند قدرتهم واقتدارهم لكي لا يكون العراق قندهار جديدة ويزداد الوجع وجعا جديدا يفوق إراقة الدماء وحرق الأجساد والمؤسسات والملفات

المستقبل للغيارى الاصلاء ابناء العراق الذين لا ولن يستسلموا للأمر الواقع الذي يراد له ان يكون امرا" ملزما وواجبا"





الاحد ٨ ذو الحجــة ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / تمــوز / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة