شبكة ذي قار
عـاجـل










شكلت ثورة ١٧ / ٣٠ تموز علامة فارقة في تاريخ العراق المعاصر من خلال حجم التأثير الذي أحدثته ليس على الصعيد المحلي في بلاد الرافدين فحسب بل في مجمل الوطن العربي الكبير من المحيط الاطلسي إلى الخليج العربي.

لقد تميزت هذه الثورة المجيدة بطابعها السلمي حتى استحقت أن توصف بالثورة البيضاء حيث لم ترق فيها قطرة دم واحدة مما يفند كل مزاعم و افتراءات اعداء البعث الالداء و خصومه و منافسيه الذين حاولوا إلصاق فرية الدموية بهذا الحزب الطليعي الثوري.

كان من الطبيعي أن يحرص القائمون على هذه الثورة المباركة ان يكون عملهم سريا متقنا محكما من أجل تحقيق النجاح و هو الامر الذي اضطلع به جهاز حنين الذي شكله بمنتهى الحرفية و المهنية و على أعلى سوية الرفيق المناضل صدام حسين المجيد سيد شهداء هذا العصر و الزمان و على استخلاص الدروس و العبر من ثورة الرابع عشر من رمضان عروس الثورات التي حصلت قبل ثورة ١٧ / ٣٠ تموز ١٩٦٨ بخمسة أعوام و تحديدا في ٨ شباط / فبراير ١٩٦٣.

استخلاص الدروس و العبر من تجربة ثورة ١٤ رمضان تطلب قطع الطريق على قوى الثورة المضادة خلال فترة زمنية قصيرة جدا و قياسية وفق كل المعايير و المقاييس و هذا ما حققه رجال البعث الغر الميامين خلال مدة اسبوعين فقط و هو أمر لم يكن ليتحقق لولا العمل الجماعي المنهجي المنظم على اعلى مستوى من الدراسة و التخطيط العلمي الدقيق.

قطع الطريق على قوى الثورة المضادة التي حاولت فرض نفسها على ثورة السابع عشر من تموز المجيدة في مرحلة مبكرة جدا من عمرها سمح لها ان تستمر و تثمر في رحاب العراق العظيم على مدار خمسة و ثلاثين عاما حتى الغزو و الاحتلال الإنجلو - أمريكي و ترسخ جذورها عميقا في المجتمع العراقي على نحو لم تقدر قوى الشر و الظلام ان تستأصلها من بلاد الرافدين رغم حملة الاجتثاث الدموية العنيفة التي تعرض لها حزب البعث العربي الاشتراكي على مدار اكثر من سبعة عشر عاما قدم خلالها ما يزيد على ١٦٥ ألف شهيد.

رسوخ جذور الثورة المجيدة في المجتمع العراقي ظهرت واضحة جلية من خلال ثورة تشرين المجيدة في وجه كافة صنوف الظلم و القهر و العدوان و التي تتوالى فصولا منذ تسعة أشهر خلت و التي أسقطت و ستسقط كافة مكونات و مخرجات العملية السياسية الشيطانية التي نسجتها و حاكت فصولها اساطين الشر الأمريكية و الفارسية الصفوية في أرض السواد العراق جمجمة العرب التي ستتحطم على صلابتها و متانتها أشرس المؤامرات و اخطرها على حاضر أمتنا العربية المجيدة و مستقبلها المشرق المنير بمشيئة الله الواحد القهار.







الجمعة ٦ ذو الحجــة ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تمــوز / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مهند أبو فلاح نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة