شبكة ذي قار
عـاجـل










كل بداية هي عملية أنطلاق تحتاج الى فترة زمنية كي تتبلور ملامحها وتكشف عن هويتها ، الا ثورة تموز المباركة التي ومن يومها الاول بشرت بعراق جديد وأن قادتها رفعوا الامن والسلام دون إراقت الدماء فسميت بحق الثورة البيضاء والذي حمل لواءها ومنهجها الجديد حزبنا المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي ، بقيادة الأب القائد المرحوم احمد حسن البكر ، طيب الله ثراه واسكنه فسيح جناته.

استلام الحكم هدفه في فلسفة حزب البعث العربي الاشتراكي ، من اجل خدمة الجماهير وتخليصه من التبعية للاجنبي وتحقيق استقلاله واستقراره ، من اجل شعب يناضل بين الامم لكي يكون حراً عزيزاً.

منذ اليوم الاول لولادة حزب البعث العربي الاشتراكي ، اظهر إيمانه الكامل بالجماهير وخاصة الجماهير الكادحة المعدومة ، ومن خلال مسيرته الكبيرة وتجاربه في قيادة الحكم ظهر ذلك جلياً وخاصة في تجربته العظيمة في العراق ١٩٦٨ الى يوم الاحتلال المشؤوم في ٢٠٠٣، عمل البعث على إسعاد شعبه و إنجاز بنى تحتية ، لم تتحقق في كل تاريخ العراق ، مما وضع مقومات النهوض الحضاري في التعليم والصحة والاقتصاد والحياة الاجتماعية ، كونه وفر قاعدة انطلاق لتغيير حياة الشعب العراقي من حالة التخلف الاجتماعي السائدة على مستوى محافظات العراق ، ولَم تكن غير ثلاث محافظات تذكر في عراقنا بغداد والموصل والبصرة ، تمتلك مقومات وهي كانت في حدها الأدنى ، والمنصف يتذكر المدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز الصحية كيف كانت وكيف اصبحت في زمن البعث وقيادته المخلصة والأمينة على ثروات العراق.

اما في مجال امن البلاد وحفظها من الاعداء لم يكن وليد رد فعل آني بل نتيجة رؤية استراتيجية لمفهوم الامن الوطني والقومي ، ولهذا اصبح العراق البوابة الشرقية للوطن العربي ، فكان الحارس الأمين ليس للعراق فحسب بل للامة العربية ، واليوم تؤكد الأحداث وما آلت اليه امتنا العربية بعد احتلال العراق ، فسمح للتدخل الإيراني في عدد من الأقطار العربية منها بشكل مباشر كالعراق واليمن وسوريا ولبنان ، ومنها بشكل غير مباشر ومن خلال ادوات تزرع الطائفية بين ابناء الشعب الواحد ، والأمثلة كثيرة في أقطار الوطن العربي.

لقد بنيت الدولة العراقية من خلال ثورة تموز ١٩٦٨ ، على اسس الدولة العراقية الحديثة واختيار رجالها ضمن مواصفات الامانة والكفاء والعلم والقدرات الاستثنائية في العطاء ، بغض النظر عن اي نزعة عنصرية او طائفية ، ولهذا كان الموقع ينتظر من يتشرف بخدمة الشعب دون النظر الى اي امتيازات ، وكان كل مسؤول يركز على اداءه ويخاف ان يذهب نظره الى استغلال المنصب وخاصة ان رأس الدولة كان نزيها عفيفاً و يريد من كل من بمعيته ان يكون كذلك والا فالعقاب حسب مستوى المسؤولية ، يكون شديداً وقاسياً ، وبذلك حافظت الدولة العراقية على نزاهتها طيلة سنوات الحكم.وقد شهد الاعداء قبل الاصدقاء بهذه النزاهة المطلقة ، وهم يقارنون بين عهدين ، ونحن نقول اين الثرى من الثريا.

كان العراق مهاب عزيز الجانب ، المواطن العراقي عزيز كريم محترم في الداخل والخارج ، والدولة العراقية لها مكانتها في المحافل العربية والدولية ، وكان اَي وفد عراقي يحضر لمؤتمر او اجتماع او ندوة يحسب له حساب القادة ذوي القدرات القيادية وحسن التفاوض والإقناع.

لقد لجم الدور العراقي الكبير في الوطن العربي اَي تمدد إيراني مهما كان شكله ، وكانت لغة الإقناع العراقي من موقع الاقتدار رغم كل الظروف التي احاطت بالعراق بعد عام ١٩٩٠ ، ومع ذلك ظل مفهوم الوحدة الوطنية ، والعيش بكرامة وتوفير مستويات العيش الكريم ، رغم ظروف الحصار ، وتحقيق المنجزات في الزراعة والصناعة والوصول الى الاكتفاء الذاتي وخاصة في الزراعة وجزء كبير من الصناعة ، كانت المعامل والمصانع تعمل بكل كفاءة ، وكانت الحقول مزهوة بخضرتها ، وكان العراق كله يعمل كخلية نحل من اجل ان يبقى العراق عظيماً كبيراً.هذا جزء من فيض المنجزات العراقية في زمن البعث العظيم.

عندما كان العراق جميل وفيه نخوة و مشروع اعمار بناء ونهضة ، كان هم العراقيين العمل والبناء ورفع الراية الخفاقة لتصل الى كل العالم ترفرف في سماء المجد والكبرياء.
واليوم مع الاسف المشروع الطائفي فوق كل المشاريع ليتحول الإنسان من نخوة الوطن الى مستنقع الطائفية ،الا لعنة الله على كل من دمر العراق.
إن من يمتلك ذرة من الانصاف لا يمكن له ان ينكر منجزات هذه الثورة العظيمة ، كونها لم تكن مشروعاً عراقياً بل هي تجربة امة تكالب عليها الأعداء لينحروها وينحروا كل إنجاز يضع امتنا العربية في مصاف الامم الموحدة الكبيرة.

إضاءات وحقائق
لذلك عندما نقول ان البعث وتجربة ثورة تموز قدمت للعراق دستوراً وطنياً جمع ابناء العراق جميعاً تحت خيمته ورعايته ، فكان العراق بحق بلد التآخي والمساواة ،وكان العراق بلد الجميع

كما ان قانون الأحوال الشخصية ، قد أعطى اروع نموذج في احترام حقوق المرأة وجميع أفراد المجتمع.

و قبل الحصار وصل دخل الفرد العراقي الى اعلى مستوياته وأصبح سعر صرف الدينار العراقي ٣.٣٣ دولارًا أمريكيًا ولأول مرة يصبح سعر الدينار العراقي دينار ودرهم كويتي ، وهذا ما اثار عملاء امريكا وايران من هذه القوة الاقتصادية العراقية.وحتى في زمن الحصار الجائر كان المواطن العراقي يعيش حياة حرة كريمة على الرغم من الصعاب التي واجهتها الدولة العراقية ، والسوال الذي لابد من ذكره ، لو كانت الدولة العراقية الوطنية تملك عائدات مالية مثل ما حصلت عليه حكومات الاحتلالين الامريكي والايراني ، بعد ٢٠٠٣ ، كيف كان وضع العراق والمواطن العراقي ؟

مطالبكم ايها العراقيون كلها كانت على ارض الواقع في ظل النظام الوطني ، وان البعث هو طريق الخلاص في ظل وحدة وطنية تعددية تحترم الحريات العامة والخاصة ، واحترام أمنه وسيادته واستقلاله بعيداً عن الإملاءات والتدخلات الخارجية.

إن من يحاول ابعاد البعث ومناضليه عن ساحة النضال وجماهيره الواسعة ، يجافي الحقيقة وهو يعيش في وهم ، فالبعث موجود بأبناءه وفي ضمير شعبه ، والكل يعلم انه المخلص للعراق وشعبه من هذا الواقع الخطير.

نحن كنّا نقود بلد عظيم وشعب عظيم ، ومن حقنا ان نذكر شعبنا بعظمة الانجازات التي قدمتها له ثورة ١٧ - ٣٠ تموز العظيمة ، وكيف تمت سرقتها من افواه ابناء شعبه ليعيشوا الان على ذل وهوان وتتمتع طبقة حقيرة ليس لها صلة بالعراق ، بعد ان باعوا شرفهم وضميرهم للاجنبي.

تحية اجلال وتقدير لثورتنا المباركة في ذكراها الغالية ، والمجد والخلود لكل شهداءها والعمر المديد لمن باقي يقود نضال البعث وجهاده ، والرحمة والغفران لكل قادته ومناضليه الذين غادروا هذه الحياة وفِي مقدمتهم الأب القائد احمد حسن البكر والشهيد صدام حسين وشيخ المجاهدين عزت إبراهيم.

تهنئة خاصة الى الرفيق المناضل امين سر القطر وكل الرفاق اعضاء القيادة القطرية بهذه المناسبة العزيزة.





الجمعة ٦ ذو الحجــة ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تمــوز / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق وليد الحديثي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة