شبكة ذي قار
عـاجـل










جاء العدو اللدود للعروبة والإسلام المحمدي الأيديولوجية الخمينية المتجسدة بنظرية ( ولاية الفقيه ) في إيران فقد جاءت لتحمل عوامل العداء للقومية العربية والمنهج الديني المحمدي النقي من البدع والخرافات والدجل ، وهي لا تختلف في موقفها هذا عن موقف حركة الإخوان المسلمين لان منشأهما واحد وارتكازهما الفكري واحد وان اختلفت الهوية المذهبية فمنذ وصول الخميني للسلطة في العام ١٩٧٩ بعملية مخابراتية نابعة من أفكار مستشار الامن القومي الأمريكي الأسبق بريجنسكي وهنا لابد من الوقوف عند بعض المجريات والاحداث التي تم رفع السرية عنها أمريكيا" أو ما تحدث به بعض المقربين من الحدث الإيراني {{ بصمات مستشار الأمن القومي الأميركي والمفكر زبيغنيو بريجنسكي الذي اعتمد سياسة الحرب الدينية الإسلامية الجهادية في تحرير أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي الملحد ، ونجم عنها جعل أفغانستان (( فيتنام السوفييت )) ، ويمكن أن نتلمس أثره في قرارات إدارة كارتر بخصوص التخلي عن الشاه لتركيب حصن أفغاني إيراني يمنع موسكو من الوصول إلى المياه الدافئة ، بالرغم من الظاهر في الوثائق عن إقناع بريجنسكي لرئيسه كارتر بإلغائه اجتماعا بين الخميني والمبعوث الأميركي ثيودور أليوت ، كان اقترحه وزير الخارجية سيروس فانس والسفير في طهران وليام ساليفان }} جرى بعد ذلك ترتيب لقاء بين أحد كبار مساعدي الخميني إبراهيم يزدى والدبلوماسي الأميركي في باريس وارن زيمرمان ، لكن لا يمكن تفسير ذلك بأن كارتر أعطى الخميني الضوء الأخضر ، حسب الشهادات المتقاطعة ولم يكن لقاء زيمرمان ويزدى في باريس تمهيداً للعودة المظفرة للخميني وإنما لإقناعه بتأجيل رحلته لأن البيت الأبيض كان يأمل في كسب الوقت لمنح حكومة بختيار فرصة للنجاح ، وقد أرادت أمريكا أن تعطي الانطباع بأنها تبذل قصارى جهدها لمنع وقوع انقلاب عسكري ، ويقال إن زيمرمان أبلغ يزدى بأن (( اليسار هو الوحيد الذي يكسب في صدام بين التيار الديني والعسكر )) ، وتشير محاضر الجلسات إلى أن معسكر الخميني يخشى وقوع انقلاب عسكري ، ولوحظ أن إدارة كارتر لم تشجع الجيش على الاستيلاء على السلطة ربما بسبب استنكاف أو تقليد عند المؤسسة العسكرية منذ ١٩٠٦ ، اقتنع كارتر بأن حاكم إيران الشاه استبدادي ، وعليه أن يغادر مخلفا وراءه وزارة لا تحظى بشعبية وجيشا في حالة من الفوضى وأكد الخميني في رسالته (( عدم الذعر من فكرة فقدان حليف استراتيجي ، وطمأن الأمريكان بأنه أيضا باستطاعته أن يكون صديقا )) ، موضحا في رسالته ما نصه (( سترون أننا لسنا في أي عداء معكم )) ، جاءت رسالة الخميني ضمن وثائق رفعت عنها واشنطن السرية وتدل على حوار أميركي مع الخميني ، نتيجة لمحادثات مباشرة جرت لمدة أسبوعين بين رئيس أركان الخميني وممثل للحكومة الأميركية في فرنسا وتكشف الوثائق أنه بعد مغادرة الشاه أخبرت واشنطن مبعوث الخميني أن (( الولايات المتحدة مع فكرة تغيير الدستور الإيراني ، وإلغاء النظام الملكي ، وأن القادة العسكريين الإيرانيين سيجدون مرونة بشأن مستقبلهم )) وتشير الوثائق إلى أن الخميني يعتقد أن وجود الأميركيين في إيران أمر مهم للغاية وذلك لمواجهة النفوذ السوفييتي الملحد والبريطاني ، بعد عودة الخميني في ١ شباط ١٩٧٩ ، وانهيار حكومة بختيار في ١١ شباط ، كان الأميركيون يفتقرون إلى الأفكار وغير قادرين على فهم أن ثورة يقودها مرجع ديني يبلغ من العمر ٧٦ عاما يمكنها تأسيس دولة إسلامية إنهم مثل الكثير من المعارضة العلمانية للشاه ، كانوا مقتنعين بأن الخميني لم يكن قادراً على قيادة دولة حديثة وكانوا مقتنعين بأن عناصر الحركة الثورية العلمانية الأكثر ليبرالية ، عاجلا أم آجلا ، ستصل إلى السلطة وتتبع سياسة خارجية واعية ، لكنهم سرعان ما أصيبوا بخيبة أمل ، مع احتلال السفارة الأميركية في طهران في تشرين الثاني ١٩٧٩ واحتجاز الرهائن واستقالة حكومة بازركان وبدأ من حينها (( المسرحية الأميركية الإيرانية )) المستمرة حتى اليوم ، هذا غيض من فيض من حكاية ثورة أكلت أبناءها وعن حنين إمبراطوري دفين وعن مشروع توسعي تحت يافطة الإسلام والمستضعفين ، ولم يكن دفاعياً في مواجهة محيطه مع حرصه على احترام سقف التجاذب مع القوى العالمية وعلى رأسها أمريكا مع ترامب أو مع من كان قبله ، كما يمكننا التوقف عند احداث ومنها في ٩ كانون الثاني ١٩٧٩ كتب نائب مستشار الأمن القومي ديفيد آرون إلى زبيغنيو بريجنسكي (( أفضل ما يحدث من وجهة نظري في إيران هو انقلاب عسكري ضد رئيس الوزراء شهبور بختيار ثم التوصل إلى اتفاق بين الجيش والخميني الذي أطاح بالشاه تصوري هو إمكانية تنفيذ الصفقة دون تدخل عسكري ضد بختيار )) وبعد ذلك بيومين قال الرئيس جيمي كارتر للشاه عليك ترك إيران على وجه السرعة وتكشف الوثائق ما هو مثير للدهشة ، ويبين حجم السذاجة أو التواطؤ ، ما كتبه الخميني بأن (( نظامه لن يتدخل في شؤون الدول الأخرى ، وأن الجمهورية الإسلامية على عكس نظام الشاه لن تكون بمنزلة شرطي الخليج ، وأننا لن نصدر الثورة للخارج ، ونحن لن نطلب من شعب المملكة العربية السعودية والكويت والعراق طرد الأجانب من بلادهم )) ووصل الأمر بتكتيك المرشد المستقبلي أن يبعث بتاريخ ٥ كانون الثاني ١٩٧٩ برسالة مطمئنة إلى واشنطن ، تنص على أنه (( يجب ألا تكون هناك أي مخاوف على النفط ، وليس صحيحاً أننا لن نبيعه إلى الولايات المتحدة )) ، وكتب (( نبيع نفطنا لمن يشتري بسعر عادل ، وسيستمر تدفق النفط بعد قيام الجمهورية الإسلامية إلى العالم ، ومضيفا إيران بحاجة إلى مساعدة الآخرين لا سيما الأميركيين لتطوير البلاد ))

يتبع بالحلقة الرابعة





الجمعة ٢٩ ذو القعــدة ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تمــوز / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة