شبكة ذي قار
عـاجـل










كنا قد كتبنا مقالاً او اكثر، حين كان سفاح العراق نوري المالكي على رأس سلطته الدموية، وبأوامر من النظام الايراني، تم استخدام حصان اسمه خطوط انابيب النفط العراقية، لكي يتسرب من خلالها الوباء الطائفي الفارسي الى مصر الدولة العربية الكبرى، والى عمق العراق الاستراتيجي الأردن .. وكان توجه المالكي حسب اوامر طهران إغراء مصر والأردن بنفط العراق وبأسعار ميسره جداً، وهما البلدان العربيان اللذان يعانيان اوضاعاً إقتصادية ليست سهلة وزيادة في السكان واضطرابات داخلية بفعل جماعات الأخوان الذين يحاولون منعهما من التطور والنمو وحتى الإستثمار، فضلاً عن مشكلات اقليمية وتآمر مستمر على نظاميهما السياسيين .. وكان قرار طهران مد انابيب نفط عراقية من العراق الى الأردن – العقبه ، ومن ميناء العقبة الى مصر حيث يتفرع ( سراً ) إلى الكيان الصهيوني، وهو الأمر الذي جعل السفاح نوري المالكي يتوجه نحو مباحثات مباشرة مع الأردن ، فيما حمل ( قاسم سليماني ) حقيبته من طهران عبر العراق إلى مصر مع وفد ايراني لفتح حوارات تجمع في جعبتها إغراءات للقيادة المصرية ( قيادة الأخواني - محمد مرسي ) تتضمن الآتي :

اولاً - تعاون ثنائي تقدم من خلاله ايران ( ٣ ) مليارات دولار لإنعاش الاقتصاد المصري.

ثانياً - تتكفل طهران بتشغيل العديد من المعامل والمصانع المصرية الانتاجية المتوقفة عن العمل لشحة السيولة النقدية وانعدام التمويل.

ثالثاً - دعم فوري للسياحة ( الدينية ) وفتح باب الزيارات بالآلاف من الإيرانيين الذين يحملون العملة الصعبة.

رابعاً - فتح السوق الايرانية للبضائع المصرية على إتساعها، وبالمقابل ترتيب استقبال السلع والبضائع الايرانية في مصر.

خامساً - السماح للمواطنين المصريين بزيارة ايران بدون فيزة.

سادساً - تنسيق وتسهيل جهود دراسات الطلاب بين مصر وايران فضلاً عن زيادة دعم مؤسسات التمثيل الثنائي بين البلدين .

هذه حزمة من إغراءات حملها قاسم سليماني مع الوفد الفارسي الى القاهرة، إدراكاً منه بأن مصر لا تستطيع ان تصمد امامها من جهة، وهي فرصة ذهبية لتدعيم قيادة الاخوان المسلمين بقيادة الرئيس محمد مرسي، وفرصة سانحة للتغلغل الفارسي نحو اهداف طهران المرسومة التي سنعرج عليها قريباً.

وحين سألت القيادة المصرية الوفد الايراني ( ما المقابل امام كل ذلك؟ ) .. كانت إجابة رئيس الوفد الايراني كالآتي :

اولاً - لقد علمنا ان بعض المراقد في مصر بحاجة الى ترميم وتأهيل للمقامات الدينية، ونحن مستعدين لتغطية كل تكاليف الترميم والتأهيل لكي تظهر المراقد وبعض المقابر بالمظهر اللآئق.!!

ثانياً - ومن اجل الشروع في ذلك، فإن الأمر يحتاج الى تأسيس مصرف ايراني في مصر يتم تحويل الأموال الرسمية والمتبرع بها اليه.

ثالثاً - وحين اكتمال مشروع الترميم نحتاج الى تعيين سدنة أو إدارة لرعاية هذه المراقد من قبل الجهات الايرانية المعنية لخدمتها وتلبية احتياجاتها المستقبلية.

رابعاً - وهذا المطلب ( سري ) جاء على لسان قاسم سليماني الى مرشد الأخوان المسلمين في مصر، وفي اجتماع ( سري ) بعيداً عن اعين المباحث المصرية عقده سليماني يأمر فيه الاخواني المرشد بترشيح عناصر من تنظيمات الأخوان المصرية الى قوات الجيش والأجهزة الأمنية المصرية وتشكيل خلايا في هذه المؤسسات .. والغرض هو خلق قوات ( موازية ) للجيش المصري وقوات موازية لقوى الأمن والشرطة والإستخبارات المصرية ( المباحث ) للقيام ، في الوقت المناسب ، بأعمال تخدم اهداف جمهورية ايران ( الإسلامية ).!!

ولأن ايران ونظامها الثيوقراطي المتخلف غبي ، فقد وصلت كل مطالب قاسم سليماني فوراً الى المباحث المصرية الرائدة، فوقع سليماني في الفخ واستدرك الأمر في ظل حماية الاخوان إذ تم تسفيره في تلك الليلة الى خارج مصر .. الأمر الذي احرج "محمد مرسي" وتم منعه من الإستجابة لمطالب الوفد وهي مطالب تمثل ( عسلاً ، وفي قعره سمٌ زعاف ).!!

هذه هي اساليب ايران في التغلغل ، ورغم انها باتت مكشوفة ، إلا ان قيادة علي خامنئي ما زالت تستخدمها وبطرق مغايرة تقريباً .. فنجد ان العراق الآن ، في حقيقته ، واجهة ايرانية يطرح عددا من الموضوعات في اطار اللقاءات الثلاثية المصرية الاردنية التي تمخضت عن حزمة من التصريحات المتبادلة حول تطلعات الدول الثلاث ( مصر والأردن والعراق ) لبلوغ اهداف من شأنها إعادة ( الثقة ) في العلاقات العربية والتي يمكن اجمالها على النحو الآتي :

( مشروع المدينة الاقتصادية - والشراكة الاستراتيجية في تنفيذ حزمة المشروعات الاستراتيجية - والشراكة الاقتصادية - والتكاملات الاقتصادية والتجارية عبر دعم الاستثمار والمدن الصناعية المشتركة - والتعاون في مجال الطاقة والربط الكهربائي - العمل الاستراتيجي الثلاثي - و مشروع الشام الجديد المشترك بين مصر والاردن والعراق في مجالات اقتصادية واستثمارية - - - ومشروع استراتيجي - الشام الجديد لمواجهة التحديات ) .. !!

إذن .. وقبل الدخول في عملية تفكيك وتحليل هذه المفردات التي اقحموها في اللقاءات السياسية والصحافية، لا بد من إعطاء لمحة قصيرة وسريعة عن اوضاع هذه البلدان لكي نقف عند القدرات الكفيلة بإمكانية تحقيق تلك الاهداف، وخاصة اوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وغيرها .. فمصر متعبة اقتصادياً ومواردها من السياحة قد سلبها إرهاب الاخوان طيلة اكثر من عقد من السنين، وهي دولة مهددة من خلال اضطربات المنطقة وخاصة اثيوبيا وعصابات الاتراك ومليشياتها الحدودية في ليبيا ، فكيف لها ان تستثمر في ( مشروع الشام الجديد ) ؟ او في العراق او في الأردن؟.والأردن دولة ، يعتمد اقتصادها على الدعم الخارجي وهو اقتصاد ضعيف، واوضاعها الداخلية الأمنية مهددة من التيار الإسلاموي ( الأخوان ) ومن اوضاع الفتنة .. فكيف له ان يستثمر في مشروع الشام الجديد وفي العراق ومصر؟ أما العراق فهو منهك جداً ولا يمتلك خزينة لدفع رواتب الموظفين والمتقاعدين، وفاقد للأمن كلياً ، وليس لدية اية مشاريع اقتصادية او زراعية او صناعية او عسكرية او صحية او إروائية أو بيئية او اجتماعية او خدمية، وبنينه التحتية بلغت الحضيض .. دولة تنحدر الى المجهول ولا تعرف مصطلح اسمه التنمية إنما يأكلها النهب والسلب والإقصاء والقتل والتجريف .. بينما يمتلك العراق موارد جبارة من النفط والغاز والمعادن النادرة والمياه والآراضي المتنوعه، ولكنها بيد مليشيات ايران .. موارد العراق النفطية والغازية تتحكم بها ايران .. وإن السياسة التي يريد تنفيذها العراق هي مرسومة بأوامر ايرانية وبقرار من ( علي خامنئي ) حصرياً ، تحت غطاء الإنفتاح على المحيط العربي من اجل ١ - ( التغلغل ) الى قلب الوطن العربي ( جمهورية مصر العربية ) عبر العراق - الأردن بشبكة خطوط انابيب النفط ٢ - تأمين وصول النفط عبر مصر الى الكيان الصهيوني بفوائد مالية مغرية ٣ - تهيئة اجواء التطبيع العراقي تنفيذا لإتفاق النائب ( مثال الآلوسي ) الذي زار الكيان الصهيوني ومهد لشركات ومنظمات اسرائيلية في بغداد واربيل ٤ - التمهيد لتطبيع ايراني غير مباشر مع الكيان الصهيوني .. وكما هو معلوم ان الأردن يرتبط بمعاهدة ( وادي عربة ) مع الكيان الصهيوني، فيما ترتبط مصر مع هذا الكيان بإتفاقية ( كمب ديفيد ) ، وليس لهما من حساسيات في التطبيع.

خلفية توجهات ذيول ايران وعملائها :

- تسيطر امريكا وايران حالياً على ٨٥% من احتياطي النفط في العراق، الذي يبلغ حسب تأكيد دراسات لوزارة النفط العراقية، اكثر من ( ٢٣٠ ) مليار برميل.

- باشرت، في حينه، شركة نرويجية بوساطة رجل الاعمال الاسرائيلي ( سلومي مايكلز ) الذي شكل مع وفد الكنيست الاسرائيلي سابقاً ورئيس جهاز الموساد سابقاً ( داني ياتوم ) شركة تجارية تحت اسم ( انتروب كروب ) بمعية شركة ( كودو ) الاسرائيلية، لإنشاء بنية تحتية وبناء منشأت مطار والتنقيب عن النفط في شمال العراق، حيث مهد في حينه لهذه الشركة ( فرهاد برزاني ) أحد الوسطاء الاكراد في نيويورك، فيما زار ( مثال الآلوسي ) اسرائيل وحضر جلسات مؤتمرها الذي عقد في تل ابيب، بشأن العراق وبدعوة موجهة إليه رسمياً وهو عضو برلمان وقيادي ينتمي الى حزب المؤتمر برئاسة المقبور احمد الجلبي، الذي كان يتولى شؤون النفط ، بينما كان جلال طالباني رئيس العراق السابق قد التقى برجال الاعمال الاسرائيليين على هامش اجتماعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في التاسع من ايلول - سبتمبر ٢٠٠٥ ودعاهم الى إستثمار اموالهم في العراق، ورحب بكل مبادرة منهم لفتح ما اسماه باب التبادل التجاري مع العراق بصورة علنية .. وقَبِلَ الدعوة التي وجهها اليه ( سابان ) لزيارة الكيان الصهيوني .. كما أن ابراهيم الجعفري حين كان رئيساً للوزراء ورئيس حزب الدعوة - وهو حزب طائفي غير وطني تأسست قيادته في ايران ومرتبط بها - قد اعلن عن استعداده للتعاون مع اسرائيل واقامة علاقات دبلوماسية معها بعد الانتهاء من الانتخابات وتشكيل حكومة عراقية.

ومن هذا تتضح حقيقة توجهات عملاء ايران وذيولها للتطبيع مع الكيان الصهيوني، فيما يعلنون ويكررون ( كلا كلا إسرائيل و وكلا كلا أمريكا ).!!

ما الذي يعنيه ( مشروع الشام الجديد ) ؟ :

الشام تاريخياً يتشكل من فلسطين وسوريا والأردن فيما كان لبنان جزءا من سوريا .. فما الذي تريده القمة الثلاثية من احياء مشروع الشام التاريخي، سيما وإن المشروع تتبناه طهران ( سراً ) من خلال العراق ؟ طالما ان حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله في الجنوب اللبناني وانتشار مليشيات الحشد الشعبي في سوريا غرب الفرات وشرقه.فما هي الطبخة التي تعدها طهران على نار هادئة، وهي المتهالكة اصلاً وموغلة في خلط الاوراق وإشعال الحرائق في المنطقة؟ وهل استدرك الاردن ذلك وهو في اطار ما يسمى الوطن البديل؟ وهل استدركت مصر ذلك وهي في محنة سد النهضة الاثيوبي الذي تحركه ( اسرائيل ) ؟ ثم لماذا لا يلتفت العراق الى شعبه الذي انهكته مليشيات ايران نهبا وسلبا وقتلا واغتصابا وتشريداً ؟ ثم كيف يتم الإستثمار في ظل استكلاب المليشيات الولائية الفارسية وفقدان الأمن؟ وكيف يمكن للشركات ان تعمل تحت تهديد سلاح الإبتزاز والموت والاختطاف؟

مشروع الشام الجديد : عليه ألف علامة استفهام وله اكثر من رباط مع وسائل التطبيع ونهب ثروات الشعب العربي واستغفاله تاريخياً بإسم المشاريع الوهمية غير القادرة على التحقق لكونها لعبة استراتيجية كبرى اطرافها معروفون يمهدون لأسقاط نظم عربية وبناء نظام الأمن الاقليمي على اشلاء نظام الأمن القومي العربي.!!







الجمعة ٢٩ ذو القعــدة ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تمــوز / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة