شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد كل هذا الذي حصل منذ انسحاب امريكا من المعاهدة النووية الايرانية وحتى هذه الفترة من عسر لي الأذرع، والتي تظهر فيها ايران وهي تتحكم بمسار الاحداث ومجرى المباحثات ( التمهيدية ) التي ستؤدي بعد شهور عجاف الى مباحثات ( رسمية ) تمتد لسنين ، نجد ان التعنت الايراني المتعمد وتهديداتها الهامشية تضع الادارة الامريكية الراهنة في خانة التوسلات والإذلال والمهانة ، الأمر الذي تظهر فيه امريكا ضعيفة وخائرة ومرتبكة ومترددة وعاجزة عن الرد ومصابة بفقدان الثقة والمهابة العالمية، بحيث لم تعد لقرارات البيت الابيض ولا لقرارات البنتاغون اي اعتبار او صدقية امام صناع القرار في العالم.

يتساءل البعض، ما هي الاسباب الحقيقية التي تجعل امريكا تتوسل بإذلال النظام الايراني، الذي تصفه دائماً بالإرهاب والدولة المارقة التوسعية؟ وما هي اسباب تراجع الادارة الامريكية عن قراراتها السيادية السابقة تجاه حالات لم تتغير ومنها على وجه التحديد ( السلوك ) الايراني الذي يهدد السلم والأمن الاقليمي والدولي . واصرار هذا النظام على زعزعة أمن المنطقة وأمن العالم من خلال إصراره على ما يلي :

١ - تطوير تصنيع الصواريخ البالستية من اجل التسلح النووي.

٢ - التوسع في خارج اراضيه واعلانه بصلافة منقطعة النظير، انه يروم الهيمنة على عواصم الدول العربية المجاورة بالوسائل التي تُعِدُها إستراتيجيته العسكرية - المخابراتية.

وإزاء هاذان التهديدان، الصواريخ البالستية والتوسع العسكري - المليشياوي للنظام الايراني ، نرى الادارة الامريكية ترضخ لإستراتيجية ايران وتقدم لها بإذلال وعود رفع العقوبات ودفع مليارات الدولارات من اجل العودة الى الملف النووي، الذي هي خرجت منه لأنه سيء وخطير على الأمن والسلم العالميين.!!

دعونا نتفحص السلوك الامريكي المتهور والمراوغ منذ الاحتلال ولحد الآن وماذا فعلت امريكا :

أولاً - أمدت امريكا مليشيات ايران في العراق برواتب شهرية، من اجل تنفيذ استراتيجية قوات التحالف الدولي في العراق لمواجهة ( القاعدة ) و ( داعش ) .. هاذان التنظيمان الارهابيان هما من صنع امريكا ( القاعدة ) ، ومن صنع امريكا - ايران - والنظامان السوري والعراقي ( داعش ) .. وقد اعترفت قيادات امريكية بمسؤولية هذه الصناعة الاستخباراتية، ومن هذه الشخصيات القيادية ( هيلاري كلنتون ) وزيرة الخارجية الامريكية، والرئيس الأمريكي السابق ( ترامب ) .. إذن :

ثانياً - ان تجريف المنطقة الحيوية من الموصل حتى حزام بغداد العاصمة وجنوبها، تم على اساس الاستراتيجية الامريكية - الايرانية المشتركة، التي تقود طيران التحالف من الجو وقوى الحشد الشعبي الولائي على الأرض .. حيث اسفرت هذه الاستراتيجية عن تجريف البشر و والشجر والحجر.!!

ثالثاً - إن لعبة الصراع الشكلية الامريكية - الايرانية حول الملف النووي، هي لعبة قذرة تتحمل امريكا الجزء الاكبر من مسؤوليتها ، لأنها هي التي سمحت لايران بالتمدد والتغول في العراق وسوريا ولبنان واليمن ( على اساس تتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد ) ، فيما تغافلت الادارات الامريكية المعاقبة على البيت الابيض الاستراتيجية الايرانية القائمة على التوسع والهيمنة على اربع عواصم عربية وتهديدها للعواصم الاخرى، وهي تراوغ وتتلاعب في سياساتها واعلامها وتصريحات قادتها .. ويبدو حقيقياً هذا الخليط مجموعة من التناقضات وحزمة من احكام الغباء مع اسلوب رخيص هو الكيل بمكيالين .. الأمر الذي يضعها دائماً في موضع الاتهام وإنعدام الثقة.فها ان امريكا، استناداً الى كل ما تقدم، تخشى ايران ( الحليف والمعادي ) الذي بلغ ، حسب الاتفاق، مرحلة التصادم الوهمي؟ ، والتساؤل الاخر : ما الذي يجعل ايران واثقة من بقاء نظامها الارهابي وأذرعها الإرهابية، وبالتالي يجعل ايران واثقة من استمرار اطروحاتها الاستراتيجية التي تقضي ١ - بفصل تطوير صواريخها البالستية عن الملف النووي ٢ - والإصرار على تهديد أمن وسلامة المنطقة والعالم؟ ، فيما تتوسل امريكا، بشكل مذل النظام في طهران لمجرد الجلوس على طاولة مفاوضات ( غير رسمية ) ، من اجل التوصل الى مباحثات ( رسمية ) تلزم ايران ببنود الاتفاقية النووية وتجعلها تتراجع عن تخصيب اليورانيوم الى مستوى ٢٠% ، بينما تُلزِمْ الاتفاقية ان يكون تخصيب اليورانيوم لا يتجاوز ٧٨،٣%.!!

ألم يجدر بالوكالة الدولية للطاقة الذرية ( IAEA ) ومجلس الأمن وعواصم الدول الاوربية المعنية ان تعاقب النظام الايراني على خروقاته؟ بينما العكس قد حصل بصورة واضحة من خلال سير الاحداث والعلاقات، أن ايران تخرق تعهداتها والتزاماتها وامريكا تكافؤها على خروقاتها، بل إنها تتوسل بخنوع للنظام المارق في طهران .. لماذا ؟

التساؤل لماذا ، هو جوهر الموضوع الذي يجدر بالمعنيين في الشأن الأمريكي والايراني والاوربي والعربي الوقوف عند هذه التساؤلات بمنتهى التجرد والموضوعية بغية الخروج بإجابات تضع السياسات الامريكية والايرانية والاوربية والعربية في دائرة المسؤولية السياسية والقانونية والاعتبارية والتاريخية.

- فهل ان امريكا تخشى النظام الايراني ؟ ولماذا ؟ هل تمتلك ايران أو توصلت الى قدرات مكنتها من وصنع رأس نووي، وهو الأمر الذي يشكل مبعثاً للخشية الأمريكية والأوربية، التي تستولد المماطلة والتذلل والتمسكن والرضوخ للإحتقار الايراني من اجل التوصل إلى حلول؟

- أم ان هناك ضغوطاً من انظمة محلية غنية وضعيفة تمنع امريكا من إتخاذ اجراءات جدية رادعة لكبح تطلع ايران غير المشروع صوب المنطقة والهيمنة عليها وتمزيق شعوبها ونهب ثرواتها ؟

- أم ان امريكا وكيانها الصهيوني ما يزالان يحتاجان النظام الايراني لإكمال مخطط مشروع الشرق الاوسط الجديد، وبناء نظام للأمن الاقليمي تكون فيه ايران غير نووية احد أركانه مع تركيا و ( اسرائيل ) تحت اشراف امريكي ؟ فأنا اميل الى هذا التحليل نظراً لتراتيبية التخطيط والاحداث وتداعياتها.

ما الذي سينتهي اليه الأمر حين يصطدم المشروعين ( من النيل الى الفرات ) مع مشروع ( الأمبراطورية الفارسية ) ؟ هل سيتم إقتسام مناطق النفوذ ، أم ان اهداف الامبراطورية الفارسية هي ( أكبر ) من قدرة المشروع الصهيوني على استيعابها ؟ أم انهما سيتلاقيان عند الاطر العامة ويختلفان عند اقتسام ثروات المنطقة ( الغاز والنفط والمياه والثروات المعدنية والفضاءات الاستراتيجية من معابر وخلجان ومياه اقليمية ) ؟

ثم ، ماذا بشأن الشعب العربي وتعداده تقريباً ٥٥٠ مليون نسمة وجماهيره في الساحات العربية جميعها ؟ لماذا يتم دائماً تغييب الشعب العربي تعمداً وإلغاء دوره وتيئيس الجماهير وتخويفها من ( بعبع ) فارسي على وشك الإنهيار وهو يمتلك المليشيات والصواريخ والمسيرات والمرتزقة؟

حركة الجماهير التشرينية الثائرة في العراق مؤطرة سياسيا واعلامية وتعبويا وماليا وامنيا في كيان متناسق من الصعب اختراقه .. والحركة تعمل من اجل نصرة الشعب العراقي والوطن وخلق ديناميكية العمل التنسيقية بين تلك الاطر حتى اسقاط نظام المحاصصة السياسية والبرلمانية والمليشياوية التي يشرف عليها ( اسماعيل قاءاني ) و ( كوثراني ) وذيولهما ورعاعهما ومرتزقتهما حتى يتحرر العراق ويعود ميزان تعادل القوى الى المنطقة من جديد .. إن استمرار احتلال العراق امريكيا وايرانيا يجعل هذا الميزان منهارا ولا يصلح لقيمة اسمها التوازن وبالتالي تبقى المنطقة والعراق معلولا مضطربا وارتداداته الاستراتيجية تكون فادحة على عموم الشرق الاوسط والعالم .. التحرر والتحرير قد بدأت خطواته التشرينية الجبارة التي لن تتوقف ستبقى كما هي الشمس وشروقها بعد ليل دامس.!!






الخميس ٢١ ذو القعــدة ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تمــوز / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة