شبكة ذي قار
عـاجـل










الجماهير هي الأساس وهي الأصل وهي القوة الحقيقية الثابتة والدائمة ، فعندما نطمئن الى أن الجماهير تشارك وتزداد مشاركتها يوما" بعد يوم وسنة بعد سنة وبالتالي أن الأمة ترتقي حتما الى مصاف القدر الا وهو تحررها ، أن الحزب مفجر الثورات وهو فوق الثورات ، وإذا أخطأت الثورات فالحزب موجود لكي يصحح المسار ويلزم التنفيذيين بوجوب التقيد بالمنهج الجماهيري ولكي يقوم الحزب بهذا الدور (( لا بد أن يجدد الحزب ذاته .. وأن يعود الى أصل مشروعه ومبادئه لأن الحزب الذي يضطلع بمهمة تاريخية في سبيل بعث أمة ، لا يخاف من أن ينتقد ذاته وأن يرى أخطاءه لأنه يعرف أن هذا شرط أساس من اجل أن يصحح سيره وأن يسرع في تحقيق أهدافه )) - في سبيل البعث ج ٢ ص٣٢١ - وفي هذا المنظور يقول الشهيد الحي صدام حسين رحمه الله (( تكون تقاليد الحزب أقوى قوانينه ، وتكون قوانين الحزب أقوى من جميع قوانين الدولة ، ويبقى الحزب قادرا على تغيير قوانين الدولة بما يحقق مبادئه ، وتبقى الدولة وقوانينها عندما تتجرد من قوانين الحزب غير قادرة على أن تغير أي شيء من قوانين الحزب )) ، ومن اهم طموحات القائد المؤسس رحمه الله ان تشهد الامة مشروعا نهضويا قابل للتطبيق بدافع تحقيق النهضة القومية وتجاوز الكبوة التي اريدت للامة لتكون منطلق لقتلها والقضاء على امال وتطلعات الشعب العربي الوسيلة الفاعلة نحو الغاية المرجوة وهنا يقصد الإرادة وعبىء الشروع بالنهضة القومية ، فكان اتجاه المؤسس رحمه الله نشوء حركة أو حزب من اجل وضع مشروع البعث النهضوي موضع التطبيق والتحقيق وتحويله من مجرد أفكار وشعارات عامة إلى واقع في حياة الشعب العربي لذلك كتب يقول (( إن التحقيق هو أقوى شيء في حياة الإنسان ، وأن تحقيق عمل بسيط هو أقوى من اكبر فكرة تبقى في مجال الذهن والوهم لذلك علينا أن ننطلق متحررين من عبودية الكلام واللفظ وكل ما هو خيالي ، باهت ، عقيم ، وأن ننشد حياتنا في العمل الخلاق فالأفضل لنا أن نتنازل عن شيء من كمال الصورة الأولى لفكرتنا .. شريطة أن تدخل في العمل وتتجسد ، وتتحقق من أن تكون لنا فكرة كاملة وأن تبقى على الورق )) - في سبيل البعث ج ٤ ص ١٧ عام ١٩٤٣ - ، وذلك لأنه كان يدرك أن الحياة الجدية (( ليست احتيالا وأنه لا يبقى من التاريخ إلا الصحيح وهو ما يستحق البقاء ، وهذا لا يحتمل الاحتيال والخدعة ، ولأن الأمم لا تستقل ولا تتربى ولا يرهف حسها ولا تعلو روحها وتتعمق ويتفجر فيها ينبوع العمل والبناء والخير والفداء ، إلا إذا عانت بنفسها وعلى حسابها ودفعت ثمنا مساويا لما تطلبه من الحياة )) - في سبيل البعث ج ٤ ص ١٦١ - ، ولو توقفنا عند هدف الوحدة كونه الرد العملي والمنطقي على التجزئة التي اريد منها ليس فقط الفصل بين التراب القومي وتحويله الى دول مستقلة بذاتها ، بل تجزئة الانسان العربي ذاته وجعله اسير القطرية ، ومن هنا نجد ان هدف الوحدة العربية ليست عملا آلياً يتم من نفسها نتيجة الظروف والتطور ، فالظروف قد لا تخدمها والتطور قد يسير معاكسا لها نحو تبلور كاذب للتجزئة فهي بهذا المعنى فاعلية وخلق ومغالبة للتيار وسباق مع الزمن أي أنها تفكير انقلابي – أي الثورة ببعدها القومي - وعمل نضالي وبدافع التحقيق والتجسيد للفكرة دخل حزب البعث العربي الاشتراكي في مشروع وحدة ١٩٥٨ مع مصر كبعث ولم يتصرف كحزب لأن الشروط التي فرضت على الحزب من قبل المرحوم جمال عبد الناصر كانت كفيلة بضياع فرصة الوحدة لو تمسك الرفيق المرحوم القائد المؤسس بحزبيته على حساب بعثيته ، ولذلك يرد المرحوم القائد المؤسس على الذين عدوا قبول الحزب بحل نفسه للدخول في الوحدة مع مصر كشرط من عبد الناصر بأنه كان خطأ (( إن مبرر الخطأ الذي وقع فيه الحزب عندما قبل بحل تنظيمه في سورية هو هذا الحرص على الوحدة العربية ، وعلى أن تصبح في ذهن كل عربي وفي ضمير كل عربي وأن تصبح حقيقة واقعة وأن تصبح شـيئا قابلا للتحقيق لذلك فإن كل الأخطاء والانحرافات والمآسي التي نتجت عن الوحدة لا تعادل جزءا صغيرا من الكسب الكبير الذي نتج عن تحقيق الوحدة )) - في سبيل البعث ج ٤ ص٣٦١ - ، ومن تجارب حزب البعث العربي الاشتراكي تجربته النضالية في العراق وصولا" إلى المشروع النهضوي المتمثلة بقيام ثورة ١٧ – ٣٠ تموز ١٩٦٨ وهي الفرصة ألكبيرة للحزب لوضع مشروعه النهضوي موضع التطبيق وبناء نموذج مجسد لهذا المشروع يتجاوز الأخطاء ، ويستفيد من الدروس السابقة التي مر بها الحزب والأمة العربية ومما زاد من فرصة هذه التجربة على التحقيق والاقتراب من مشروع البعث ، هو بروز القائد المجدد الشهيد الحي المرحوم صدام حسين وصياغته نظرية العمل البعثية وتكامله الفريد مع المرحوم القائد المؤسس في هذا الاتجاه لهذا عبر المرحوم القائد المؤسس عن طموحه وثقته بهذه التجربة ودور الحزب فيها للاقتراب من مشـروع البعث النهضوي فكتب في عام ١٩٧٤ (( لم يعد الحزب بعيدا عن الجماهير .. بل أصبح قريبا جدا ونرجو أن يأتي اليوم الذي يزول فيه الفرق بين الجماهير وبين الحزب .. فتشعر الجماهير أنها هي البعث العربي هي الأمة العربية في حالة البعث والنهضة )) - في سبيل البعث ج ٥ص ٢٠٣ - ، وبعد أن تبلورت تجربة الحزب في العراق وتحولت الى قاعدة محررة للثورة العربية ونموذج نهضوي يجسد مشروعها وبعد أن تكامل الوضوح الفكري والنظري للبعث ورؤيته للمستقبل وبشكل خاص بعد أن أوضح المرحوم القائد المؤسس بجلاء خصوصية نظرة البعث للعروبة والإسلام والنظرة العلمية الحضارية للتراث العربي ومع نضج الظروف الذاتية والموضوعية في الواقع العربي شـرع المرحوم القائد المؤسس في طرح المشروع النهضوي العربي الحضاري على مستوى ( البعث ) وذلك من خلال حوار العمل المستقبلي مع قوى الأمة الحية بأحزابها وتياراتها وقواها المختلفة لذلك كتب رحمه الله يقول (( وبعد أن ثبتنا حقنا في حرية اختيار الطريق الى الثورة ، وفي حرية فهم ماضينا وتراثنا لم نعد نعتبر أن ثمة مشـكلة تقوم بيننا وبين الذين يلتقون معنا في الأهداف كلها أو بعضها ويختلفون عنا في طريق الوصول الى تلك الأهداف إذا كانوا يحترمون حرية اختيارنا وخصوصية طريقنا )) - في سبيل البعث ج ٣ ص ٣ ص ١٢٥

يتبع بالحلقة الأخيرة





الجمعة ١٥ ذو القعــدة ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / حـزيران / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة