شبكة ذي قار
عـاجـل










لاحقا لما كتبت بالحلقات السابقة تحت عنوان { الواقع السياسي العربي والمأمول من الأحزاب } وردا" على ما تخرص به الشعوبيين ذيول أعداء الامة العربية من امبريا صهيونية فارسية صفوية جديد ، ومن خانتهم ضمائرهم فانساقوا وبدون وعي وراء أكاذيب من خرجتهم دهاليز الشر والعدوان والحقد والكراهية فأخذوا يتجنون على البعث الخالد ورموزه الوطنية القومية وتجربته في العراق العظيم والعظمة لله الواحد الاحد وما تحقق من انجاز في ميدان التوازن الإقليمي وخاصة ما بعد انتصار العراق على الهجمة الصفوية الجديد التي مورست تحت عنوان تصدير الثورة الإسلامية ما بعد التغير المعد مسبقا مخابراتي في ايران من قبل المخابرات الامريكية البريطانية الفرنسية ، ولثمان سنوات اثبت أبناء العراق بثباتهم خلف وحول قيادتهم الوطنية بالرغم من الدجل الذي مارسه نظام الملالي في قم وطهران واللعب على انغام الطائفية المقيتة أتناول اليوم موضوعا" بالعنوان أعلاه {{ افضل من أعظم نظرية في بطون الكتب والاذهان حركة الاحياء العربي وحزب البعث }} مستندا" بدلالات موثقه في الموروث الفكري للبعث الخالد في سبيل البعث والبيانات الصادرة عن القيادة القومية للحزب ومؤتمرات البعث القومية والقطرية والمحاضرات التي القاها الرفيق الدكتور الياس فرح في مدرسة الاعداد الحزبي ببغداد وما تحدث به الشهيد الحي المغفور له صدام حسين سائلا العلي القدير ان أكون قد وفقت في هذا المسعى ليكون وثيقه بيد من يتابع ويطلع ، فأقول البدايات الأولى للمرحوم للقائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق اهتماماته كانت ذات طابع فكري وأدبي عندما كان في دراسته رائدا" في إيجاد القاعدة المتلقية للتطور والنضج الحاصل في اوربا التي ازدهرت فيها الأيديولوجيات في القرن التاسع عشر والذي اكتسب ذات الوصف لما طرح من أفكار تتناغم مع حاجات الفرد الأوربي ووضع الحلول لكل مشكلاته فبدأ ببلورة مشروع فكري وحضاري أنتجته معاناته وحواره مع الأفكار السائدة في الوطن العربي عامة وسوريا خاصة بأوساط الجمعيات والمنتديات الفكرية والثقافية النخبوية في دمشق وباريس في عقد الثلاثينات ، ومن هنا يمكننا القول بان الرفيق المرحوم احمد ميشيل لم يبدأ نشاطه الاجتماعي بتأسيس حزب سياسي ، وإنما كان تطلعه إلى أن يكون أكثر من مجرد كاتب أو أديب لامع برغم أنه كانت لديه موهبة أدبية في كتابة القصة والشعر ، لذلك كانت معركته الأولى تتمثل في حسم العلاقة بين الثقافة والسياسة ، حيث كان الفهم السائد حينذاك ينظر الى المثقف كونه الشخص المترفع عن السياسة بكل ما كانت تحفل به من خبث ومؤامرات ودسائس ، فشرع في طرح مفهوم جديد للثقافة والمثقف بحيث ترتبط الثقافة بالحياة وواقع المجتمع وتطلعاته ، وأحدث ثورة أخرى في مفهوم السياسة بحيث ترتبط بالأخلاق والترفع وقيم الرسالة فجاءت المرحلة التي دشنتها حركة نصرة العراق عام ١٩٤١ ، وبهذا نجد هناك رؤية قومية متفاعلة مع ما يطمح اليه من حيث بناء الواقع العربي المتحرر المتمرد على الظرف الذي اريد للامة ان تكون فيه الا وهو التجزئة والاحتلال والنفوذ الاستعماري المتعارض كليا مع حاجات الامة العربية وجماهيرها ، ومن هنا نراه اتجه الى التركيز على الطابع السياسي الحزبي ولكي يكون متفرغا لهذه المهمة ترك مهنة التدريس في عام ١٩٤٢ ونذر نفسه لمشروع حضاري كبير تبلور في ذهنه ووجد انه بعد معاناة كبيرة في ميدان التصدي للدور الوطني القومي الذي تحتاجه النهضة العربية ، ثم أعقب هذا تكوينه فرق الجهاد الوطني لمقاومة العدوان الفرنسي ، بعد تأسيس حركة الإحياء العربي ، وصولا الى تأسيس الحزب وكان في كل ذلك القائد المبادر ، كان القائد المؤسس يميز بين المبدأ كروح والمبدأ كذهن لهذا لم يحفل في بادئ الامر بصياغة نظرية كاملة وتصور فلسفي لم تنجبه ارض الواقع والتجربة وانما كان شديد الايمان بان المعاناة وخوض التجارب النضالية هي التي تصقل الانسان وتولد الابداع وتبلور النظرية الحية وأن تحقيق عمل يسير {{ افضل من أعظم نظرية في بطون الكتب والاذهان }} فكتب عدة مقالات في مجلة الدهور ببادئ الامر عن الحركة التاريخية وشروطها وعن الجيل الجديد وشروط تكوينه وانتقل لذلك من الثقافة النظرية الى العمل الثقافي والسياسي في شكل مشروع حضاري انساني شرطه الأخلاق وميز بوضوح منذ البدء بين ( البعث ) كغاية لانبعاث الامة العربية وتجاوز كبوتها والحزب كوسيلة للوصول من خلاله ووضع الشروط الصارمة لهذا الحزب لكي يكون حزب بعث لكل ذلك وضع البعث فوق الحزب ، والحزب فوق الثورة ، والثورة فوق السلطة والدولة والجماهير هي الأصل والمرجع ، و الثورة هي البعث ذاته في حالة نهوضها وانبعاثها وحدد الغايات البعيدة للعمل الحزبي والنضال السياسي كونه أداة تربوية بحيث يجب أن لا يتحول الحزب إلى غاية في ذاته وينسى اصل مشروعه النهضوي مهما تعقدت الظروف السياسية وكبرت المعوقات ودلهمت الخطوب حدد المرحوم القائد المؤسس أن الدافع الأول لنشـأة البعث هو الدافع الحضاري لأن الأمة هي الأصل والحزب وليد آلامها ومعاناتها وتشوقها الى النهوض والانبعاث ، لهذا لم يبدأ القائد المؤسس مشـروعه النهضوي الحضاري الانبعاثي بتأسيس الحزب وإنما اتخذت المسيرة التي الحركة الاحياء العربي وكان يصر على وصفها بأنه ( رسالة لا سياسة ) لذلك أخذت الكتابات الأولى التي سبقت تأسـيس الحزب طابع المشـروع الثقافي وليس البرنامج السـياسي الحزبي من اجل تهيأت الأرضية الفكرية التي يرتكز عليها

يتبع بالحلقة الثانية





الجمعة ٨ ذو القعــدة ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / حـزيران / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة